الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

نافالني.. معارض «القيصر» الشرس

نافالني.. معارض «القيصر» الشرس

أليكسي نافالني. (رويترز)

شعر بالإعياء فجأة أثناء رحلة عادية فتحولت كاميرات العالم إلى قيصر روسيا الجديد مثيرة غيمة من التساؤلات حول حقيقة تورط الكرملين في محاولة تسميم المعارض الشرس لإسكات صوته للأبد.

تختصر هذه الفقرة تاريخ التنافر والصدام بين فلاديمير بوتين وأحد أشرس معارضيه المحامي أليكسي نافالني الذي اشتهر بوصفه الصريح لفريق بوتين بكونه «حزب محتالين ولصوص يمصون دم روسيا».

ولد نافالني في 4 يونيو 1976، درس القانون في جامعة بموسكو وحصل لاحقاً على منحة لمواصلة دراساته العليا بجامعة ييل الأميركية، وعمل بعد تخرجه في مجال المحاماة.

انخرط المحامي الشاب مبكراً في حملات قوية لشجب مظاهر الفساد في النظام الروسي موجهاً سهام الانتقاد مباشرة للنخبة السياسية المحيطة بالزعيم بوتين.

وخلال مسيرته السياسية، مٌنع نافالني من الترشح للانتخابات الرئاسية عام 2018 بسبب الحكم عليه سابقاً بالسجن بتهمة الاختلاس، وهي التهمة التي يصر على كونها مجرد حيلة من الكرملين لتشويه سمعته.

إعلامياً، يعد نافالني أحد الأصوات الروسية الأكثر شراسة في مواجهة بوتين، حيث ظلت مدونته على الإنترنت منبراً لانتقاد «القيصر» ومعاونيه، وتمكن عبرها من كشف قصص فساد بمبالغ ضخمة خصوصاً في قطاع النفط الروسي.

وعاد المحامي الروسي لدائرة الأضواء مؤخراً بعد تعرضه لوعكة صحية مفاجئة أثناء رحلة جوية بين مدينتي تومسك وموسكو، اعتبر مؤيدوه أن السبب فيها هو تعرضه للتسمم عن طريق «كوب شاي» احتساه في المطار، لتؤكد بعدها ألمانيا، التي نقل إليها للعلاج، أن الرجل قد يكون تعرض فعلاً لتسميم بغاز الأعصاب «نوفيتشوك» السوفيتي الشهير.

وفيما لا يزال المعارض الروسي طريح الفراش في مستشفى برلين في غيبوبة متواصلة منذ أكثر من أسبوعين، يصر الكرملين على نفي أي تورط في التدهور المفاجئ لصحة نافالني، وسط دعوات أوروبية لموسكو للتعاون بشكل أكثر شفافية لإظهار حقيقة الحادث.