الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

بـ«التنقيط».. كيف تواجه واشنطن مخططات الجيش التركي؟

بـ«التنقيط».. كيف تواجه واشنطن مخططات الجيش التركي؟

شرع الأمريكيون في وضع العصي في دواليب مخطط أردوغان في المنطقة. (رويترز)

فيما يسعى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان جاهداً لمواصلة مغامراته في ليبيا وشرق المتوسط، تُواجه هذه المخططات بمواقف رافضة متزايدة في البنتاغون والخارجية الأمريكية، وفقاً لموقع «إنتليجانس أون لاين» الفرنسي المختص في المعلومات الاستخباراتية.

وأوضح الموقع أنه، على بعد شهرين فقط من الانتخابات الأمريكية، وعلى عكس العلاقة المميزة بين أردوغان والرئيس الأمريكي دونالد ترامب، شرع الاستراتيجيون العسكريون في أمريكا في وضع العصي في دواليب مخطط أردوغان الكبير في المنطقة، عبر تقليص عدد رخص تصدير وإعادة تصدير الأسلحة نحو تركيا، وذلك بالتزامن مع تصاعد وتيرة الاستفزازات والتهديدات العسكرية التركية لدول عدة خصوصاً في منطقة شرق المتوسط.

نظام القطّارة

ونقل الموقع عن مصادر استخباراتية قولها إنه فيما يتعلق بمعدات الرقابة والتجسس فإن اتفاق التصدير بات ينفذ من قبل الجانب الأمريكي بنظام التنقيط عبر«القطّارة»، وذلك في الوقت الذي يزداد نَهم الأتراك لهذا النوع من العتاد خصوصاً أنظمة الأوبترونيك، الإلكترونيات الضوئية، وإلكترونيات الطيران، والكاميرات.

وأشارت المصادر إلى حاجة تركيا الشديدة لهذا النوع من المعدات والتقنيات في الوقت الحالي خصوصاً لتشغيل أجهزتها ومواصلة نشاطها العسكري في الساحتين السورية والليبية، موضحة أن الطائرات المسيرة التركية من نوع «بيرقدار TB-2» وشقيقتها الجديدة «بيرقيدار آقنجي» من صنع شركة «بايكار ماكينا»، تحولت إلى بديل مساعد لا يمكن الاستغناء عنه في التدخلات التركية في المنطقة.

وأضاف الموقع أن تركيا واجهت أيضاً رفضاً أمريكيا ببيع محركات لطائرات هليكوبتر هجومية من طراز «آتاك ـ تي 129» المصنعة من قبل مجموعة الصناعات الجوية التركية، فيما تعتمد على محركات تصنع في الولايات المتحدة من قبل شركتي هانيويل ورولز رويس، وتعد في غاية الأهمية بالنسبة للجيش التركي سواء على صعيد عملياته الجارية في المنطقة أو على مستوى عقود التصدير الدولية.

عقود في مهب الريح



هليكوبتر هجومية من طراز «آتاك ـ تي 129». (رويترز)

وكانت أنقرة قد تعهدت لباكستان ببيعها 30 مروحية من هذا الطراز في عقد وقع عام 2018 بقيمة إجمالية بلغت 1.5 مليار دولار، فيما أشارت مصادر «إنتليجانس أون لاين» إلى أن هذا العقد قد يكون مصيره الإلغاء في حال لم تتمكن تركيا نتيجة الصعوبات الراهنة من تسليم الطائرات في الموعد المحدد.

وكذلك يخشى الأتراك من خسارة عقد مع الجيش الفلبيني يقضى بتزويده بـ 24 مروحية، ولجوئه بدلاً من ذلك إلى طلب شراء مروحيات من الولايات المتحدة بشكل مباشر في ظل الوضع الحالي.

إساءة لأحد رموز الصناعة الأمريكية

وتشير مصادر الموقع إلى أن السياسة الأمريكية الجديدة نحو تركيا تعود لأسباب عدة من بينها معاملة أنقرة لأحد أبرز وجوه الصناعة العسكرية الأمريكية، يتعلق الأمر برئيس مجموعة «سيرا نيفادا» الأمريكية الرائدة في مجال أنظمة تكنولوجيا الفضاء وتقنيات الأقمار الصناعية، فاتح أوزمن الأمريكي ذي الأصل التركي.



فاتح أوزمن . (فوربس)

ووفقاً للموقع فقد اعتقلت السلطات التركية أوزمن في مطار إسطنبول صيف هذا العام أثناء توجهه إلى أمريكا قبل أن يطلق سراحه بعد ساعات من التوقيف، وهي الحادثة التي يشير الموقع إلى أنها قد تكون دفعته إلى اتخاذ قرار صارم بعدم الدخول في مشاريع في تركيا.

وتضم قائمة عملاء شركة «سيرا نيفادا» وكالة «ناسا» ووكالة الاستخبارات الأمريكية، كما تعتبر المزود المميز بأجهزة المراقبة الجوية للقوات الخاصة الأمريكية ووكالة استخبارات الدفاع.