الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

بعد احتراق مخيم اليونان.. مرضى كورونا مفقودون وآخرون بلا مأوى

بعد احتراق مخيم اليونان.. مرضى كورونا مفقودون وآخرون بلا مأوى

طالب نشطاء بالنقل الفوري للسكان إلى أماكن إقامة أكثر أماناً في البر الرئيسي لليونان والدول الأوروبية الأخرى - أ ف ب

لا يزال أكثر من 11500 شخص ينامون بدون مأوى بعد أن دمرت الحرائق أكبر مخيم للمهاجرين في أوروبا في جزيرة ليسبوس اليونانية، بما فيهم مرضى «كوفيد-19» الذين تناثروا بين آخرين وتركوا خيامهم المدمرة ومنازلهم المؤقتة.

وبحسب صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، قالت ستيلا نانو المتحدثة باسم وكالة الأمم المتحدة للاجئين والتي تتخذ من اليونان مقراً لها، إن آلاف الرجال والنساء والأطفال أمضوا بالفعل ليلة ثالثة في العراء، وكانوا ينامون على جوانب الطريق وفي مواقف السيارات وعلى الشواطئ.

وطالب نشطاء بالنقل الفوري للسكان إلى أماكن إقامة أكثر أماناً في البر الرئيسي لليونان والدول الأوروبية الأخرى.

وكان الحريق قد اندلع لأول مرة ليلة الثلاثاء الماضي في مركز اللجوء المكتظ في موريا، والذي كان يأوي ما يقدر بنحو 13 ألف لاجئ، في حين يتسع فقط لثلاثة آلاف شخص.

إلا أن النيران استمرت حتى يوم الأربعاء، ودمرت معظم المخيم، ولا تزال الشرطة تجري تحقيقها لتحديد السبب.

وكان المعسكر الذي تم عزله بالفعل خوفاً من انتشار كورونا، وكان يخضع لحجر صحي متزايد منذ 2 سبتمبر الجاري، عندما أكدت السلطات اليونانية أول حالة إصابة في موريا، وحتى يوم الثلاثاء ثبتت إصابة 35 شخصاً من سكانه بالفيروس.

مرضى كورونا مفقودون



وقالت ستيلا نانو إن مكان بعض مرضى فيروس كورونا غير معروف، وأكدت أنه تم تحديد موقع 8 حالات فقط من أصل 35 وفقاً للسلطات اليونانية التي تدير المخيم.

وأضافت نانو أن إحدى الحرائق كانت بالقرب من مركز عزل مرضى «كوفيد-19» في موريا، وعند اندلاعها هرب الموجودون بداخله.

وعرضت ولاية شمالي الراين وستفاليا الألمانية يوم الجمعة استقبال نحو 1000 لاجئ، على الرغم من عدم اتخاذ المزيد من الخطوات حتى الآن.

وتعتبر اليونان وإيطاليا من النقاط الساخنة لطالبي اللجوء الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا عن طريق البحر الأبيض المتوسط.

وكانت قد تباطأت معدلات الهجرة في السنوات الأخيرة، بعد أن عقد الاتحاد الأوروبي صفقات مع ليبيا وتركيا لوقف موجات الهجرة.

ولكن الجهود الأوروبية لإيجاد حل مقبول لعشرات الآلاف من اللاجئين العالقين في اليونان وإيطاليا لا تزال في طريق مسدود.

وكانت اليونان التي تعاني من ضائقة مالية قد طلبت من الاتحاد الأوروبي تحمل المزيد من العبء، بينما يستمر اللاجئون في المعاناة لسنوات في طي النسيان.

ومن ناحيته قال فارس الجواد، المتحدث باسم منظمة أطباء بلا حدود، إن العديد من سكان موريا فروا من العنف السياسي والانهيار الاجتماعي والاقتصادي في أفغانستان والعراق وسوريا ومناطق الصراع في جميع أنحاء إفريقيا، إلا أنه أضافت ظروف موريا غير الآمنة إلى الصدمات الموجودة مسبقاً، مضيفاً أن المخيم «كان خارج نطاق السيطرة تماماً وكان لفترة طويلة جداً».

إعادة البناء أو الانتقال



وقالت السلطات اليونانية إنها تخطط لبناء مركز جديد للاجئين في ليسبوس، وهي خطوة يعارضها العديد من سكان الجزيرة، إلى جانب المدافعين عن قضايا اللاجئين. وذكرت هيئة الإذاعة البريطانية (بي بي سي) أن نائبة رئيس المفوضية الأوروبية مارغريتيس شيناس قامت يوم الخميس بجولة في الموقع الذي دمرته النيران وقالت إن هناك خططاً قيد الإعداد لبناء معسكر جديد هناك.

في غضون ذلك، أرسلت اليونان 3 عبّارات لإيواء نحو 3000 شخص، وفقاً لبي بي سي. توزع الأمم المتحدة نحو 2000 خيمة وبطانية، من بين مواد الطوارئ الأخرى.