الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

بريطانيا تنقل لاجئين سوريين إلى إسبانيا وتتركهم في شوارع مدريد

بريطانيا تنقل لاجئين سوريين إلى إسبانيا وتتركهم في شوارع مدريد

تنوي وزارة الداخلية البريطانية إعادة ما يقارب 1000 شخص من طالبي اللجوء في بريطانيا إلى دول أوروبية أخرى - أ ف ب

كشفت صحيفة الغارديان البريطانية أن 11 طالب لجوء سورياً تم ترحيلهم من بريطانيا على متن رحلة مستأجرة إلى إسبانيا قبل 9 أيام وتم التخلي عنهم في شوارع مدريد، ومن ثم عادوا جميعاً إلى كاليه بفرنسا على أمل الوصول مجدداً إلى بريطانيا.

ونقلت صحيفة الغارديان عن أحدهم: «تم تركنا في الشارع بعد أن قامت وزارة الداخلية بترحيلنا يوم الخميس الماضي».

وقال آخر: «أردنا البقاء معاً، هربنا من الحرب في سوريا، وكانت رحلة صعبة للغاية».

وأضاف: «أنهت وزارة الداخلية كل شيء في ساعة واحدة فقط، ولكن سأستمر في محاولة الوصول إلى بر الأمان، ولا يزال أطفالي وزوجتي في خطر في سوريا».

وتابع: «سافرنا في مجموعات صغيرة عبر الحدود من إسبانيا إلى فرنسا، واستخدمنا الحافلات للعودة إلى كاليه، لقد عدنا إلى الغابة، هذه هي حياتنا الآن، نحن فقط ننتظر العبور إلى المملكة المتحدة مرة أخرى حيث لدى البعض منا أقارب هناك، وهناك الكثير من المهربين في كاليه الآن».



وتنوي وزارة الداخلية البريطانية إعادة ما يقارب 1000 شخص من طالبي اللجوء في بريطانيا إلى دول أوروبية أخرى عبروا منها بموجب لوائح الاتحاد الأوروبي المعروفة باسم دبلن 3، ويجب أن تتم عمليات الإعادة هذه قبل 31 ديسمبر، عندما تكمل المملكة المتحدة خروجها من الاتحاد الأوروبي.

وأشارت الغارديان، إلى أنه حتى الآن تم إبعاد 185 طالب لجوء، كانوا قد دخلوا بطرق غير مشروعة باستخدام قوارب صغيرة، وبين عامي 2015 و2018 حيث قبلت دول الاتحاد الأوروبي 7% من 18953 طلباً قدمتها وزارة الداخلية البريطانية لإعادة الأشخاص بموجب دبلن، أي ما مجموعه 1395 شخصاً.

وكانت الغارديان قد قابلت أحد اللاجئين تم ترحيله على متن طائرة مستأجرة متجهة إلى فرنسا ومن ثم لألمانيا في 26 أغسطس الماضي، ولكنه عاد أيضاً إلى كاليه.

وقال: «وزارة الداخلية أعادتني إلى ألمانيا لأن بصماتي هناك، لكنني لم أطالب أبداً باللجوء في ألمانيا».

وأضاف: «لقد أمضيت ساعة واحدة فقط في المرور عبر البلاد محاولاً الوصول إلى بريطانيا، ولكن حينها ألقت الشرطة القبض علي وأخذت بصماتي».

ومن ناحيتها قالت كلير وموسلي من مؤسسة Care4Calai، وهي مؤسسة خيرية تعمل على دعم طالبي اللجوء في شمال فرنسا، إن عملية نقل اللاجئين تعتبر مكلفة بالنسبة لحكومة بريطانيا، فبعد معالجة طلبات الوصول يتم تفريق طالبي اللجوء في أماكن إقامة مؤقتة لعدة أسابيع أو أشهر لحين انتهاء التحقيق معهم، في حين تبلغ كلفة الفرد الواحد في اليوم 95 جنيهاً استرلينياً، أي ما يعادل 120 دولاراً أمريكياً ومن ثم يتم ترحيلهم على متن طائرات خاصة مع مرافقين، وكل رحلة تكلف الحكومة البريطانية آلاف الجنيهات.



وقالت موسلي: «إنه أمر مزعج للغاية أن تلتقي مع أشخاص في كاليه تم إبعادهم من بريطانيا، ويحاولون العودة مرة أخرى، هذا يبرز بشكل حاد مستوى اليأس الذي يشعرون به، وعلى الرغم من الخطر الشديد على حياتهم فإن هذا يظهر بوضوح أنه ليس لديهم خيار آخر، ببساطة لا يمكنهم العودة إلى ديارهم ولهذا سيحاولون مرة أخرى مهما كانت فرصتهم بالنجاح ضئيلة».

وتلقت بريطانيا العام الماضي عدداً أقل من طلبات اللجوء، مقارنة بدول مثل ألمانيا التي تلقت 142 ألف طلب، وفرنسا 119 ألف طلب، وإسبانيا 115 ألف طلب.

وتشير أحدث الإحصائيات إلى أنه تم تقديم 4850 طلب لجوء في بريطانيا بين أبريل ويونيو، وهو انخفاض كبير بالنسبة للطلبات التي تم تقديمها بين يناير ومارس والتي بلغت 8455 طلباً.