السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

الانتخابات الأمريكية.. جدل حول الاقتراع عبر البريد وانتشار التزوير

الانتخابات الأمريكية.. جدل حول الاقتراع عبر البريد وانتشار التزوير

يشمل تزوير الناخبين العديد من الإجراءات، تبدأ من الإدلاء بأصوات غير شرعية وشراء الأصوات، وصولاً إلى انتحال شخصية الناخبين - أ ف ب

مع اقتراب الانتخابات الأمريكية المقررة في نوفمبر المقبل، ازداد اهتمام الأمريكيين بالتصويت عبر البريد لهذا العام بسبب تفشي وباء فيروس كورونا.

وبحسب موقع «صوت أميركا» فإن مزاعم التصويت المزدوج في جنوب الولايات المتحدة، أشعلت مزيداً من الجدل المشحون سياسياً في ولاية جورجيا، حول تزوير التصويت قبل انتخابات نوفمبر الرئاسية.

وهذا الأسبوع، أعلن كبير مسؤولي الانتخابات في ولاية جورجيا، أن ما يصل إلى 1000 ناخب قد قاموا بالتصويت مرتين في الانتخابات التمهيدية للولاية في يونيو، حيث قاموا بالتصويت عن طريق صناديق الاقتراع وذلك بعدما قاموا بإرسال بطاقات اقتراعهم عبر البريد.

وأشار الموقع إلى أنه على الرغم من أن محاولة التصويت المزدوج تم اكتشافها ولم تغير من نتائج التصويت، إلا أن ممثل ولاية جورجيا الجمهوري براد رافينسبيرجر، يريد التحقيق في كل قضية ومقاضاة صاحبها في حال أثبت أنها غير قانونية.

وتأتي مراجعة عمليات التصويت المزدوج التي تعتبر جريمة في ولاية جورجيا كما هو الحال في معظم الولايات الأخرى وسط نقاش كبير حول تزوير الناخبين وما إذا كانت الجهود المبذولة لمكافحة عمليات التزوير تشكل حماية للعملية الديمقراطية أو قمعاً حزبياً للناخبين.

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد زعم مراراً أن التصويت عن طريق البريد عرضة لعمليات احتيال واسعة النطاق، ومن شأنها أن تفيد خصمه الديمقراطي جو بايدن.

زعم الرئيس دونالد ترامب مراراً أن التصويت عن طريق البريد عرضة لعمليات احتيال واسعة النطاق من شأنها أن تفيد خصمه الديمقراطي جو بايدن.

وفي الواقع، حث ترامب أنصاره على محاولة التصويت مرتين في الانتخابات العامة في 3 نوفمبر -مرة عن طريق البريد ومرة أخرى في صناديق الاقتراع في يوم الانتخابات- لإثبات أن مثل هذا الاحتيال ممكن.

ومن ناحية أخرى يرى المدافعون عن حقوق التصويت أن هناك القليل من الأدلة على تفشي تزوير الناخبين، ويقولون إنه خلال الانتخابات التمهيدية في ولاية جورجيا ربما أدى الارتباك إلى قيام المسؤولين بحساب بعض الأصوات بشكل غير صحيح على أنها أصوات مزدوجة.

وقالت أونا دينيس، المديرة التنفيذية لمنظمة «كومون كوز»: «إننا نتفق بصدق على أن الأشخاص الذين يقومون بإدلاء أصواتهم مرتين عن قصد يجب أن يخضعوا للعقوبات الجنائية المعتادة لانتهاك قانون الانتخابات»، وأضافت: «لكننا قلقون من أن الناخبين الذين كانوا يحاولون التصويت قد يقعون في مأزق عدم معرفة التعامل مع الأمر».

ومن ناحية أخرى يقول الديمقراطيون وجماعات حقوق التصويت، إن تزوير الناخبين نادر للغاية، ويؤكد العديد من الجمهوريين أنه أكثر انتشاراً مما هو معروف بشكل عام، وأنه يضعف إرادة الناخبين الشرعيين في صناديق الاقتراع.

طرق تزوير الناخبين

يشمل تزوير الناخبين العديد من الإجراءات، تبدأ من الإدلاء بأصوات غير شرعية وشراء الأصوات، وصولاً إلى انتحال شخصية الناخبين.

وعلى الرغم من ذلك فإنه لا يوجد أي تعريف متفق عليه عالمياً لهذه الممارسات.

إلا أن نشطاء حقوق التصويت لديهم تعريف ضيق نسبياً، فوفقاً لمركز برينان للعدالة في جامعة نيويورك، فإن تزوير التصويت يحدث عندما يدلي الأفراد بأصواتهم على الرغم من علمهم بأنهم غير مؤهلين للتصويت في محاولة للاحتيال على نظام الانتخابات.

بينما يفضل المحافظون تعريفاً أكثر شمولية، حيث يعرف معهد المساءلة الحكومية، وهو مركز أبحاث أمريكي، على أن هذه الممارسات هي تدخل غير قانوني في عملية الانتخابات يؤدي حالة تزوير.

أنواع التزوير

من الممكن أن يتخذ موضوع تزوير أصوات الناخبين عدة أشكال مختلفة، وتتبعت مؤسسة التراث المحافظة 9 أنواع مختلفة من تزوير الانتخابات.

والنوع الأكثر شيوعاً في قاعدة بيانات التزوير الخاصة بالمؤسسات هو تصويت الأشخاص غير المؤهلين للتصويت كغير المواطنين أو المجرمين المدانين.

والنوع الآخر من تزوير الناخبين الشائع هو تزوير الاقتراع الغيابي أو الحصول على الاقتراع الغيابي وملئه باسم ناخب آخر بدون علمه.

وتشمل الأنواع الأخرى انتحال هوية الناخبين وشراء الأصوات وتزوير عرائض الاقتراع والتصويت المكرر والتسجيلات الزائفة.

مدى انتشار التزوير

تضمنت قاعدة مؤسسة التراث 1296 حالة مؤكدة لتزوير الناخبين من بين مئات الملايين من الأصوات التي تم الإدلاء بها منذ عام 1992، ومن بين تلك الحالات التي تم تحديدها نتج 1120 إدانة جنائية.

من ناحيته، يقول هانز فون سباكوفسكي وهو زميل قانوني كبير في مؤسسة هيريتيدج وعضو سابق في لجنة نزاهة الانتخابات التي انتهت صلاحيتها في عهد ترامب، إن هناك عمليات احتيال تحدث أكثر مما يتم الإبلاغ عنه ومقاضاته.

وبعد انتخابات عام 2016، زعم ترامب أنه تم الإدلاء بما يصل إلى 5 ملايين صوت غير قانوني لمنافسته الديمقراطية حينها هيلاري كلينتون.

إلا أن لجنة الانتخابات التي تم تشكيلها للتحقيق حينها لم تقدم أي أدلة على وجود تزوير واسع النطاق، ووجدت دراسات مستقلة أجراها باحثون أمريكيون ووسائل إعلام عدم وجود دليل على تفشي التزوير في الانتخابات.

وقال جاستن ليفيت -أستاذ القانون بكلية لويولا للقانون وخبير في التصويت- إن مثل هذه الأمور لا تحدث على الإطلاق، ولكن عندما تحدث تكون لمرة واحدة، حيث يقرر أحد الأشخاص تقديم ورقة اقتراع زائفة أو شيء من هذا القبيل.

وأكد ليفيت أن انتحال هوية الناخب أمر نادر للغاية.

ووفقاً للباحثين، فإن الأنواع الأخرى من تزوير التصويت مثل التصويت من قبل غير المواطنين نادرة أيضاً.

وفي العام الماضي أعلن مسؤولون في ولاية تكساس أنهم وجدوا أسماء ما يقارب 10 آلاف شخص غير مواطنين في قوائم تسجيل الناخبين، وأن ما يصل إلى 58 ألف منهم صوتوا في الانتخابات خلال الـ22 عاماً الماضية.

التصويت بالبريد

يعارض الرئيس ترامب وحلفاؤه الجمهوريون طريقة التصويت عن طريق البريد، معتبرين أن بطاقات الاقتراع في نظام البريد يمكن سرقتها وتلفيقها واستخدامها بطرق احتيالية.

إلا أن المدافعين عن حقوق التصويت، يقولون إن هذا لا يعني أن التصويت عن طريق البريد أقل أماناً، حيث تبنت 5 ولايات أمريكية وهي كولورادو وهاواي وأوريغون ويوتا وواشنطن، الاقتراع العالمي عبر البريد بنجاح مع اكتشاف نسبة ضئيلة من التصويت المزدوج أو انتحال هوية الناخب.