الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

نفس الخطاب والانتهازية السياسية.. أردوغان يتبع الأسلوب الخطابي لمؤسس جماعة الإخوان حسن البنا

نفس الخطاب والانتهازية السياسية.. أردوغان يتبع الأسلوب الخطابي لمؤسس جماعة الإخوان حسن البنا

أردوغان يتبع الأسلوب الخطابي لمؤسس جماعة الإخوان حسن البنا - أ ب

يتبنى الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بشكل متزايد تكتيكات وخطابات زعيم جماعة الإخوان الإرهابية حسن البنا.

وقال جوخان باتشيك الأستاذ المتخصص في علوم الإسلام والشؤون التركية في جامعة بالاكاي التشيكية، إن أردوغان يستخدم خطاباً نموذجياً للغاية للبنا، مشيراً في تصريحات لموقع «أحوال تركية» إلى أنه في حال قمنا بفك شيفرة خطابه فقد نسمع ما يقوله الإخوان عن الغرب وإسرائيل.

وأضاف باتشيك أن للاثنين أيضاً موقفاً مشابهاً فيما يتعلق بالسياسات الداخلية وما يقولانه لأتباعهما وموقفهما القائم على مبدأ النفعية.

وأشار تقرير «أحوال تركية» المنشور اليوم على نسخته الإنجليزية، إلى أن أردوغان يتمتع بتاريخ طويل في دعم جماعة الإخوان، رغم أنها حركة متطرفة سياسياً واجتماعياً أسسها حسن البنا في مصر عام 1928.

وكان أردوغان قريباً جداً من أيديولوجية وممارسات التنظيم منذ أن كان أحد أكثر الطلاب السياسيين الموثوقين بالنسبة لنجم الدين أربكان وهو شخصية سياسية عرفت بميولها الإسلامية في تركيا، وكان زعيم حزب الرفاه الإسلامي وتولى منصب رئاسة الوزراء في تركيا من الفترة بين 1996 و1997.

ودعمت فروع جماعة الإخوان أربكان والمتطرفين الأتراك عندما شنت المؤسسة العلمانية في تركيا حملات قمع ضدهم منذ أكثر من عقدين.

ومن ناحيته قال لورنزو فيدينو وهو خبير في شؤون الجماعة للموقع إن الجذور التاريخية للطرفين هي نفسها وكذلك التقارب الأيديولوجي في التفسير السياسي للدين والمصلحة الذاتية والانتهازية السياسية، وأضاف أن حزب العدالة والتنمية الحاكم بزعامة أردوغان أصبح أكبر داعم لجماعة الإخوان في العالم.

ويقول التقرير إن العلاقة بين أردوغان والإخوان لم تكن دائماً ودية، إذ اتخذت الحركة وجهة نظر سلبية تجاه أردوغان بعدما خرج عن عباءة أربكان وقام بتأسيس حزب العدالة والتنمية في عام 2001.

وانتقدت جماعة الإخوان حينها ما قام به أردوغان بعد انشقاقه هو ومواليه عن الجماعة وأسسوا الحزب الذي أصبح الحاكم فيما بعد.

وأشار التقرير إلى أن الظروف تغيرت عقب انتصارات أردوغان الانتخابية المتتالية والتي ضمنت قبضته على السلطة، وحينها تغير دعم حكومة حزب العدالة والتنمية لجماعة الإخوان بشكل كبير، خاصة مع تنامي الاحتجاجات والثورات في العالم العربي، وسعت أنقرة إلى تمويل جماعات مماثلة أيديولوجياً كانت مرتبطة بالحركة.

وبعد فشلها خلال هذه الفترة، يقود جماعة الإخوان حالياً في الغالب الشتات الذي يعيش في المنفى في تركيا، حيث يقيم العشرات من أقوى الشخصيات وأكثرها نفوذاً في الحركة.

ووفقاً لتقرير صادر عن مؤسسة القرن، وهي مؤسسة فكرية أمريكية، فإن أغلب الموالين لجماعة الإخوان وقادتهم وأتباعهم وأقربائهم يعيشون حياة مريحة في تركيا تحت حماية إدارة أردوغان.

وتم تحديد السياسة الخارجية لحزب العدالة والتنمية من خلال الترويج لموقف مؤيد للإخوان، بدلاً من المصالح الوطنية في السنوات الأخيرة، واستمر هذا الموقف الأيديولوجي بعناد على الرغم من كلفة المواجهة مع دول الجوار.

وأوضح التقرير أنه في السنوات الأولى التي تولى فيها حزب العدالة والتنمية السلطة، زادت تركيا نصيبها من التجارة في العالم الإسلامي لثمانية أضعاف، واستضافت العشرات من الأحداث الإسلامية الدولية، واستعادت آثار العهد العثماني في جميع أنحاء الشرق الأوسط، وألغت متطلبات التأشيرة لدخول الأراضي التركية، وطورت تعاوناً رفيع المستوى مع العديد من الدول الإسلامية.

وعلى الرغم من ذلك، فقدت تركيا معظم إن لم يكن جميع علاقاتها الجيدة مع الدول العربية الإسلامية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا بما في ذلك مصر والمملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة وسوريا في أعقاب اندلاع الاحتجاجات في العالم العربي.

وكان من الواضح قيام أردوغان بدور الحامي الرئيسي لجماعة الإخوان ودعم الفروع المحلية في هذه البلدان بشكل علني أو مباشر.

وفي مصر منذ أن تم إقصاء الرئيس الإخواني محمد مرسي من الرئاسة بعد احتجاجات كبيرة دعمها الجيش في يوليو 2013، اتبعت حكومة حزب العدالة والتنمية سياسة معادية لمصر، واتخذت دور البطولة في نضال الإخوان ضد الرئيس المصري محمد عبدالفتاح السيسي.

وفي ليبيا قدمت حكومة حزب العدالة والتنمية الدعم منذ البداية لحكومة السراج في طرابلس من خلال المنظمات المرتبطة بالإخوان والتي تقدم الدعم للحكومة منذ 2014.

وأشار التقرير إلى أن احتضان أردوغان لحركة حماس، له معنى أيديولوجي، وأفادت صحيفة فاينشنيال تايمز هذا الأسبوع أن حركة حماس الفلسطينية التي ظهرت عام 1987 كمنافسة لمنظمة التحرير الفلسطينية العلمانية، مستوحاة من جماعة الإخوان التي نشأت في مصر، وهي مصنفة من قبل إسرائيل والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة على أنها مجموعة إرهابية.