الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

قصور أردوغان.. رفاهية رغم الأزمة الاقتصادية

بينما يعاني الشعب التركي من الأزمة الاقتصادية الطاحنة، يقوم الرئيس رجب طيب أردوغان ببناء قصور من أموال دافعي الضرائب لرغبته في استعادة الماضي العثماني، بحسب تقرير لموقع دويتشه فيله في نسخته الألمانية.

وتحدث التقرير الذي يحمل عنوان «قصور أردوغان.. رفاهية رغم الأزمة الاقتصادية» عن تجاهل الرئيس التركي لتقديم حلول واقعية للأزمة الاقتصادية التي تعصف ببلاده والتي جاء وباء كورونا ليزيد صعوبتها، بعد أن ضرب صناعة السياحة في البلاد والتي تعد من أهم مصادر الدخل القومي لتركيا.

وتواجه الليرة التركية أزمة خطيرة تشبه السقوط الحر، بالإضافة لارتفاع معدلات البطالة واضطرار الكثير من الشباب للهجرة بحثاً عن مستقبل أفضل.

وأكد التقرير أنه بدلاً من أن يواجه أردوغان ذلك، فهو يواصل بناء مشاريع فخمة لا فائدة منها سوى إرضاء غروره باستعادة الطراز العثماني القديم ضمن أفكاره لما يسمى العثمانية الجديدة.

وأشار الموقع إلى أنه بالرغم من انتقادات المعارضة، إلا أن أردوغان يمضي قدماً في مشاريع البناء التي تقدر بملايين الدولارات، فقد بنى قصراً فخماً على ضفاف «بحيرة فان» مباشرة، ويرغب في أن يكون هذا القصر تذكرة للجميع بقصر كوباد آباد الذي بناه السلطان علاءالدين كيكوبات في القرن الـ13.

وتقع أراضي القصر، حيث نصب السلطان ألب أرسلان خيمته أثناء انتصاره على البيزنطيين في معركة ملاذكرد عام 1071.

وقال التقرير إن قصر أردوغان الجديد ستصل مساحته إلى 1071 متراً مربعاً، مشيراً إلى تقارير إعلامية تركية بأن البناء التهم بالفعل أكثر من 14 مليون يورو، على الرغم من أن الحكومة التركية قدرت في الأصل كلفته بنحو 3.5 مليون يورو فقط. ويتردد أن مقاول القصر هو صديق المدرسة القديم للرئيس أردوغان.

وأشار التقرير إلى أن المحكمة الدستورية التركية أوقفت بالفعل بناء القصر في يوليو 2019 لأنه أعاق وصول الجماهير إلى الشاطئ والمنطقة المحيطة بالبحيرة، لكن حكومة أردوغان ألغت الحكم بتغيير في القانون، حيث تم أخيراً تعليق الحظر من قبل المحكمة العليا التركية.

ورد الرئيس بتحدٍ على منتقديه مع استمرار البناء وقال «يمكنك أن تقلب نفسك رأساً على عقب كما تريد، ولكن هذا القصر يجري بناؤه».

وفي نهاية أغسطس الماضي ألقى أردوغان كلمة في ذكرى معركة ملاذكرد على شواطئ بحيرة فان، ثم ذهب إلى القصر المجاور، وفتحه بشكل رمزي وأمضى ليلة هناك.

وتطرق التقرير إلى انتقاد نائبة حزب الشعب الجمهوري جوليزار بشير كاراجا للرئيس في البرلمان التركي قائلة: «بسبب جشع الرجل، يتم التضحية بشواطئ بحيرة فان، وبينما يعاني الملايين من مواطنينا من الأزمة الاقتصادية، يكافئ رجل واحد نفسه بقصر تلو الآخر».

ورد «جاهد أوزكان» نائب رئيس المجموعة البرلمانية لحزب العدالة والتنمية وقال «بالنسبة لنا، المبنى هو منزل للأمة بأسرها».

وأشار التقرير إلى أنه بالإضافة إلى الإقامة على بحيرة فان، فإن أردوغان يدلل نفسه في إقامة صيفية رائعة في قصر آخر بخليج أوكلوك بالقرب من مدينة مرمريس على البحر المتوسط.

ووفقاً للصحافة التركية يعد مشروع بناء قصر هناك أيضاً مكلفاً للغاية وليس صديقاً للبيئة بشكل خاص، حيث كلف بناء القصر المؤلف من 300 غرفة أكثر من 37 مليون يورو حتى الآن وتم قطع 50 ألف شجرة لتمهيد الطريق للقصر.

وأضاف التقرير أن هذا القصر يعد الثالث الفخم الذي يبنيه الرئيس التركي بأموال دافعي الضرائب.

وفي عام 2014 انتقل أردوغان إلى مقر إقامته الرسمي الضخم في العاصمة أنقرة الذي تكلف نصف مليار يورو.

وبرغم الانتقادات القوية من المعارضة وخاصة أن القصر يقع وسط محمية طبيعية، إلا أن أردوغان لم يهتم بكل ذلك ويواصل بناء قصوره.

وتعرّض أردوغان لهجوم بسبب نهجه سياسة استعادة ذكريات الإرث العثماني القديم على حساب الجمهورية التركية الجديدة ومؤسسها كمال أتاتورك، حيث تتشابه قصور أردوغان الثلاثة الفخمة والعديد من مشاريع البناء الأخرى في السنوات الأخيرة مع المعمار العثماني القديم.