الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بعد تحول الجيران إلى خصوم.. الخارجية التركية تحولت إلى «وزارة الإدانة»

بعد تحول الجيران إلى خصوم.. الخارجية التركية تحولت إلى «وزارة الإدانة»

وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو - الرؤية

دخلت علاقة تركيا في طريق مسدود مع العديد من الدول الغربية والعربية في السنوات القليلة الماضية.

وقال موقع «أحوال» المهتم بالشأن التركي إن مشاكل العلاقات الدبلوماسية التركية تفاقمت بشكل خاص في الأسابيع القليلة الماضية بسبب توتر العلاقات بين تركيا وأوروبا وخاصة فرنسا، بعد انتهاكات أنقرة في شرق البحر المتوسط.

وازدادت حدة النزاع مؤخراً بين تركيا واليونان وقبرص، بشأن حقوق المياه الإقليمية والموارد الطبيعية في شرق المتوسط، ورداً على استبعاد تركيا من خطط لإنشاء خط أنابيب لنقل الغاز الطبيعي عبر قبرص واليونان أرسلت أنقرة سفناً للاستكشاف والتنقيب في مياه متنازع عليها في شرق المتوسط.

وتزايدت التوترات بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ونظيره التركي رجب طيب أردوغان في يونيو الماضي، بعد تعرض فرقاطة فرنسية تقوم بمهمة تابعة لحلف الشمال الأطلسي إلى تهديد من سفينة حربية تركية.

وبعد اجتماع مع زعماء 6 دول في جنوب الاتحاد الأوروبي قبل أيام، فيما عرف باسم (ميد 7)، قال ماكرون إن أوروبا بحاجة لتكون واضحة وحازمة مع حكومة أردوغان. وردت الخارجية التركية بإدانة تصريحات ماكرون ووصفتها بأنها متعجرفة واستعمارية وعلامة على ضعفه ويأسه.

وتحاول أنقرة التضييق على باريس في مناطق تقليدية لنفوذها في إفريقيا. وفي يوليو الماضي اتفاقية عسكرية مع النيجر، فضلاً عن تدخله لدعم حكومة طرابلس الليبية، مما يترجم أطماع أردوغان الذي يسعى إلى الحفاظ على موطئ قدم في البلد الغني بالنفط.

وكانت باريس قد أرسلت وحدات جوية وبحرية إلى شرق البحر المتوسط للانضمام إلى التدريبات العسكرية مع إيطاليا واليونان وقبرص، وردع أنشطة أنقرة في المتوسط.

وأكدت زيارة ماكرون في وقت سابق هذا الشهر إلى العراق ولقائه مع حكومة إقليم كردستان العراق وإطلاقه لمبادرة بالشراكة مع الأمم المتحدة لدعم السيادة الكردية، تفاقم الخلافات بين أنقرة وباريس.

كما وقفت فرنسا وألمانيا وأمريكا إلى جانب اليونان وقبرص فيما يخص أزمة شرق البحر المتوسط، وحثت واشنطن أنقرة على وقف أي خطط استكشافية قبالة الجزر اليونانية، وأكدت برلين تضامنها الكامل مع أثينا ونيقوسيا.

ووقعت الولايات المتحدة وقبرص مذكرة تفاهم لإنشاء مركز تدريب يهدف إلى زيادة الخبرة في مجال أمن الحدود.

هزائم دبلوماسية

وأشار تقرير موقع أحوال إلى أن هذه التحركات التي تضر بالمصالح الوطنية التركية ليست محض صدفة، بل حدثت لأن تركيا أضعف من أن تدافع عن مصالحها في العواصم الأجنبية.

وعلى الرغم من أن علاقات أردوغان مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والمستشارة الألمانية أنغيلا ميركل والرئيس الروسي فلاديمير بوتين تساعد على تقليل التوترات ومنع حدوث الأسوأ في الشؤون الدولية، إلا أنهم غير قادرين على كبح مؤسسات بلادهم المناهضة لأردوغان.

وأشار التقرير إلى أن أردوغان يقوم بدفع ملايين الدولارات إلى جماعات الضغط الأجنبية باتفاقيات سرية لشراء دعم مسؤولين منتخبين، وحتى الآن لم يستفد أردوغان من هذا التكتيك بسبب سمعته السيئة، إذ لا يرغب أي أحد أن يعرف على أنه صديق لأردوغان في العواصم الغربية.

وتواجه وزارة الخارجية التركية التي بقيت تحت المجهر باعتبارها وزارة الإدانة سخرية واسعة في تركيا بعد تصريحاتها المثيرة للجدل والتي تنتقد وتوبخ الحكومات الأخرى.

وقامت الوزارة في بداية سبتمبر بالتنديد بتصرفات عدد من الدول، ومجموعة (ميد 7)، والجامعة العربية، وانتقدت الإمارات والبحرين بعد توقيع معاهدات سلام مع إسرائيل، على الرغم من أن أنقرة تقيم علاقات مع إسرائيل منذ عام 1949.

وأشار التقرير إلى أنه يوم الجمعة، خفضت وكالة موديز التصنيف الائتماني لتركيا من «بي 1» إلى «بي2»، ليصبح في مرتبة أقل مما كان عليه في 2002، حين وصل حزب أردوغان إلى السلطة، مما يشير إلى تزايد المخاطر الجيوسياسية، من بين مخاوف أخرى.

واتخذت العلاقة بين تركيا وروسيا منعطفاً نحو الأسوأ في سوريا، وهي جبهة القتال الرئيسية السابقة بالنسبة لأنقرة.

ويقول التقرير إنه في حال بقي المسار الحالي للأحداث على حاله، فسيؤدي ذلك إلى جر تركيا إلى مزيد من الاضطرابات الاقتصادية والسياسية، وقد يجعل ذلك تركيا تعاني من الصراع الطائفي وعدم الاستقرار، بدلاً من بناء ثروة اقتصادية وديمقراطية تعددية مع الإجماع والتسامح.