الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

وباء كورونا.. كيف خططت الدول لمواجهة الموجة الثانية من «كوفيد-19»؟

وباء كورونا.. كيف خططت الدول لمواجهة الموجة الثانية من «كوفيد-19»؟

كوريا الجنوبية كانت من بين أوائل الدول في العالم التي أعلنت دخولها رسمياً في موجة ثانية - أ ف ب

عندما اجتاحت الموجة الأولى من وباء فيروس كورونا العالم، كانت الدول غير مستعدة لهذه الجائحة وكافحت السلطات لاختبار المرض، ولم يكن هناك الكثيرة من الخبرة لكيفية إبطاء انتشار كوفيد-19.

وأدت عمليات الإغلاق إلى وضع الفيروس تحت السيطرة المؤقتة في بعض المناطق، وإتاحة نافذة لإعادة إحياء التعليم والاقتصاد مرة أخرى، وشراء الوقت للاستعداد للموجات المستقبلية التي أكد العلماء أنها شبه حتمية.

واتبعت كل دولة حينها طريقة معينة بشكل مختلف، ولكن كانت الوسيلة الأهم لكل الدول لوقف انتشار المرض، وجود نظام اختبار وتتبع فعال يمكن السلطات من معرفة مكان وكيفية انتشار المرض وما إذا كانت تمتلك أي أمل في احتوائه.

ولكن كيف تعاملت السلطات مع الموجة الثانية من فيروس كورونا حول العالم؟

الدول الأقل ضرراً من الموجة الثانية

شهدت كل من الصين ونيوزيلندا تفشياً صغيراً للمرض، وذلك بعد إعلان القضاء عليه، وطبقت الدولتان حظر السفر الصارم، إذ يعيش مواطنوهم الآن عزلة شبه تامة عن بقية العالم، وبالتالي منعت قواعد الحجر الصحي الصارمة حالات المرض المستوردة واندلاع فاشيات جديدة تتنقل محلياً.

ووفقاً لصحيفة الغارديان البريطانية كانت حالات التفشي القليلة بمثابة تذكير بمدى صعوبة القضاء على الجائحة بشكل كامل، ولم تتمكن الصين ونيوزيلندا من تحديد المصدر الأصلي للعدوى، ومع ذلك فإن أنظمة الاختبار والتتبع التي تم نشرها بسرعة ساعدت بعملية السيطرة على تفشي المرض.

مكافحة بعد قصة نجاح

سطرت بلدان أوروبا الوسطى والشرقية إحدى قصص النجاح غير المتوقعة في بداية الوباء، وعلى الرغم من ضعف أنظمة الرعاية الصحية، كانت جمهورية التشيك والمجر من بين دول المنطقة التي سجلت أقل معدل في حالات العدوى والوفيات مقارنة بأوروبا الغربية.

إلا أن حالات العدوى تتزايد الآن بوتيرة سريعة، والنجاح المبكر يعني إلزام السكان بالإجراءات الاحترازية، ولكن بسبب التحولات الخاصة بالرأي العام ومطالبة السكان بتخفيف التدابير اعترف رئيس الوزراء التشيكي أندريه بابيس بأن الحكومة خففت من إجراءات الصحة العامة بما في ذلك الأقنعة الإلزامية بسبب الطلب المجتمعي الكبير.

استعداد جيد لموجة ثانية

كانت ألمانيا وكوريا الجنوبية من بين أسرع الدول في تشغيل أنظمة الاختبار والتعقب على نطاق واسع، مما سهل عملية تحديد مكان المرض وكيفية الانتشار.

طبقت ألمانيا آلية الفحص لكل شخص قادم من الخارج، مما قلل من الإصابات المستوردة، إلا أن الإصابات ارتفعت مرة أخرى وسط تحذير أحد كبار العلماء الأسبوع الماضي من أن هذا الشتاء لن يكون سهلاً، ولكن حتى الآن الزيادات تعد طفيفة.

أما كوريا الجنوبية فكانت من بين أوائل الدول في العالم التي أعلنت دخولها رسمياً في موجة ثانية من الإصابات، ولكن يبدو أنها وضعت الحالات تحت السيطرة إذ بات المعدل اليومي لزيادة الحالات في تباطؤ.

إغلاق جزئي لمحاربة الموجة الثانية الصعبة

اتبعت كل من إسبانيا وأستراليا نهجاً مختلفاً تماماً، وقررت السلطات الأسترالية عزل البلاد بشكل تام عن بقية العالم، في حين حثت إسبانيا السياح على إنقاذ موسم السياحة الحيوي.

وشهدت الدولتان طفرات إقليمية، وكانت الاستجابة بإغلاق مستهدف لبعض المناطق، بالإضافة إلى قدرة نظام الاختبار والتتبع الذي يتيح للسلطات معرفة مكان وكيفية انتشار الفيروس.

وتستعد المنطقة المحيطة بالعاصمة الإسبانية لعودة الضوابط على الرغم من أن الحكومة تحاول تجنب الإغلاق، وسيتم تطبيق القيود على المناطق التي بها أكثر من 1000 حالة لكل 100 ألف شخص، وستؤثر هذه الضوابط على ما يقارب مليون شخص بسبب تقيد الحركة.

مناطق لم تبدأ بها الموجة الثانية

طبقت دولة جنوب إفريقيا واحدة من أكثر عمليات الإغلاق صرامة في العالم، وأصبحت متأهبة للذروة من الحالات والوفيات التي لم تحدث حتى الآن.

ويحاول العلماء فهم كيف أن بلداً قد يجعل فيه الفقر أمر التباعد الاجتماعي مستحيلاً بالنسبة للكثيرين نجا من أسوأ ويلات الفيروس.

وتقول إحدى النظريات، إن السكان الشباب نسبياً قد يكونوا مرنين، والسبب الآخر هو أن الأشخاص الذين يعيشون في أماكن مكتظة ويتعرضون على نطاق واسع للعديد من الأمراض بما فيها فيروس كورونا، كانوا يمتلكون أجهزة مناعية قوية قبل بدء الوباء.

وأشارت الغارديان إلى أن العديد من المناطق بما فيها مدينة ماناوس البرازيلية شهدت انتشاراً كبيراً للمرض بين السكان غير المحميين نسبياً، ولكن بعد ذلك شهدت انحسار بالحالات، على الرغم من أن معدلات الإصابة لم تصل إلى المستويات المطلوبة لتحقيق مناعة القطيع.