الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

الطريق إلى انتخابات الرئاسة.. نتيجة التصويت الشعبي تغيرت 18 مرة في تاريخ أمريكا

الطريق إلى انتخابات الرئاسة.. نتيجة التصويت الشعبي تغيرت 18 مرة في تاريخ أمريكا

ترامب وسط أنصاره في تجمع انتخابي. (إي بي أيه)

على بعد أسابيع قليلة من انتخاب رئيس جديد للولايات المتحدة الأمريكية، تقدم «الرؤية» هذه السلسلة من القراءات، والتي تحاول الإجابة عن أكبر قدر ممكن من الاسئلة المثارة حول هذا الحدث المهم والذي يشغل عادة بال العالم، لا سيما وان الولايات المتحدة، لا تزال حتى الساعة مالئة الدنيا وشاغلة الناس.



كيف تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

قليلون في واقع الامر هم من يعرفون كيف تمضي هذه الانتخابات المثيرة والغريبة، لا سيما وانه من الممكن ألا يكون المرشح الحاصل على العدد الأكبر من أصوات الناخبين هو الفائز، ومرد ذلك أن الرئيس لا يتم انتخابه من قبل الناخبين مباشرة، وإنما من خلال ما يعرف بالمجمع الانتخابي.



ماذا يعني ذلك؟

باختصار غير مخل حين يمضي الأمريكيون على اختلاف توجهاتهم الحزبية إلى صناديق الاقتراع، أو عبر ملء بطاقات الاقتراع البريدية، فانهم لا يصوتون لشخص الرئيس الذين يريدون، وانما لمجموعة من المسؤولين يشكلون ما يعرف بالمجمع الانتخابي، وهؤلاء هم من يقومون لاحقا بانتخاب الرئيس الأمريكي ونائبه.

تجري الانتخابات الرئاسية الأمريكية عادة على مرحلتين، الأولى هي الانتخابات التمهيدية، والثانية هي المرحلة النهائية التي يحكمها المجمع الانتخابي.

اما الانتخابات التمهيدية فهي ببساطة تلك المرحلة التي يتم فيها اختيار كل حزب لمرشح واحد، من بين أي عدد من المرشحين ليصبح هو المرشح الذي سيخوض المعركة ضد مرشح الحزب الآخر في معركة الخريف.

يعد ظهور الانتخابات الرئاسية التمهيدية وتطورها من الأسباب الرئيسة لظهور مؤتمر يجري فيه اقتراع واحد فقط في الفترة الحديثة، وقد بدأت الحماسة للانتخابات التمهيدية تضعف في العشرينات والثلاثينات من القرن المنصرم، ولم يكن معظم زعماء الاحزاب متحمسين لها، لأنها كانت تستبدل اختيار الناخب بسيطرة الزعامة المحلية أو الزعامة على مستوى الولاية في اختيار المندوبين.



والثابت أن المرحلة التمهيدية من الانتخابات الأمريكية لا تحكمها أية نصوص في الدستور الأمريكي بالمرة، وإن كانت تحكمها قوانين الولايات وقواعد الاحزاب، فضلاً عن بعض القوانين الاتحادية، مثل قوانين تمويل الحملات التي تجري بطول البلاد وعرضها.

انتعشت الانتخابات التمهيدية الرئاسية بعد الحرب العالمية الثانية باعتبارها طريقة شعبية لاختيار المرشحين، فكان بوسع الذين لا يفضلهم زعماء الحزب أن يفوزوا، إذا استطاعوا حصد دعم كاف من المندوبين.



وقد جرت العادة على أن تبدأ الانتخابات التمهيدية رسمياً في فبراير من كل عام تجري فيه انتخابات رئاسية، وتحديداً في ولاية «أيوا»، وتنتهي بانعقاد المؤتمر العام لكل من الحزبين الكبيرين الذين يعلن فيه رسمياً عن المرشح الفائز بترشيح الحزب، ودائماً ما يكون ذلك في شهر يوليو من العام نفسه، وان تغير المشهد قليلا هذا العام بسبب تفشي وباء كوفيد-19 المستجد.

تجرى الانتخابات الرئاسية والتشريعية وفق التقويم وبموجب القانون في أول ثلاثاء بعد أول إثنين في نوفمبر (3 نوفمبر 2020) ويشكل تحديد يوم بعينه، الحملة الانتخابية فيما يتعلق بالتنظيم ونشاط المرشح وإنفاق التمويل، وتتضمن المواعيد المهمة الأخرى في الرزنامة، الانتخابات الاولية، والمؤتمرين الحزبين القوميين، ومناظرات المرشحين.

من الناحية العملية، وكما أشرنا سريعا في المقدمة، لا يصوت الأمريكيون مباشرة للرئيس ولنائبه، إذ أنهم يقومون بالتصويت ضمن كل ولاية لمجموعة «اعضاء في» الهيئة أو المجمع أو الكلية الانتخابية"، يكونون ملتزمون لمرشح رئاسي أو لآخر، ويتطابق عدد أعضاء الهيئة الانتخابية مع عدد مندوبي الولاية في الكونجرس، أي عدد أعضاء مجلس النواب والشيوخ من تلك الولاية، ويتطلب فوز مرشح معين برئاسة أمريكا الحصول على أغلبية مطلقة لأصوات أعضاء المجمع الانتخابي البالغ عددهم 538 عضواً للولايات الخمسين..





من وضع هذا النظام ولأي غرض صاغه على هذا النحو؟

يعود هذا النظام إلى الآباء المؤسسين الذين أرسوا نظام المجمع الانتخابي كجزء من خطتهم لتقاسم السلطة بين الولايات والحكومة القومية، وطبقاً لنظام هذا المجمع، فإن التصويت الشعبي للرئيس في سائر أنحاء البلاد ليس له أهمية في النهاية، ونتيجة لذلك فمن الممكن أن تؤدي أصوات الهيئة الانتخابية التي تمنح على اساس الانتخابات في الولايات إلى نتيجة مختلفة عن التصويت الشعبي في سائر انحاء البلاد، كما حدث في انتخابات 2016 ما ادى إلى فوز دونالد ترامب وهزيمة هيلاري كلينتون.

وبحسب الارقام المتاحة حتى الساعة فإن الولايات المتحدة الأمريكية شهدت 18 انتخاب رئاسة لم يحصل فيها الفائز على أغلبية الأصوات الشعبية التي تم الادلاء بها، وكان أول هؤلاء الرئيس الأمريكي «جون كوينسي آدامز» في انتخابات العام .1824



من يقوم على العملية الاجرائية للانتخابات الرئاسية الأمريكية؟

الواقع أن هناك جيشا جرارا من آلاف الاداريين يقومون على العملية الانتخابية الأهم في الداخل الأمريكي، بما في ذلك تحديد تواريخ الانتخابات، والتصديق على أهلية المرشحين، وتسجيل الناخبين المؤهلين وإعداد قوائم الناخبين، واختيار أجهزة التصويت، وتصميم بطاقات الاقتراع، وتنظيم قوة عاملة مؤقتة ضخمة لإدارة عملية التصويت يوم الانتخابات، ثم فرز وعد الاصوات والتصديق على النتائج.

يلاحظ كذلك أنه ليس هناك قائمة قومية للناخبين المؤهلين، ولذلك يتعين على المواطن اولاً أن يكون مؤهلاً عن طريق تسجيل نفسه، ويسجل الناخبون أنفسهم للتصويت وفقاً للمكان الذي يعيشون فيه، وإذا ما انتقلوا إلى موقع آخر فيتعين عادة تسجيل أنفسهم مرة أخرى، وقد صممت أنظمة التسجيل للقضاء على التحايل على العملية الانتخابية.