الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

سفير ألماني سابق: على أوروبا الاستعداد لما بعد أردوغان

سفير ألماني سابق: على أوروبا الاستعداد لما بعد أردوغان

أردوغان. (أ ف ب)

تمثل تركيا تحت قيادة الرئيس رجب طيب أردوغان مشكلة حقيقية للغرب، ويجد صعوبة في التعامل مع عدوانيته وأفكاره الاستعمارية، ولذلك لا بد من اتباع استراتيجية جديدة تتركز على ما يطلق عليه «اليوم التالي» لما بعد حكم أردوغان، وذلك بحسب رأي مارتن إيردمان السفير الألماني السابق في تركيا بتقرير لصحيفة «فرانكفورتر الغماينه تسايتونغ».

وأكد التقرير الذي يحمل عنوان «عندما ينتهي وينفد أردوغان» أنه لا بد لأوروبا وألمانيا أن توجها اهتمامهما لمرحلة ما بعد أردوغان، أي لليوم الذي تفقد فيه القيادة الحالية لتركيا زخمها.

وقال إيردمان إنه برغم عدم وجود تاريخ محدد لذلك حتى الآن، إلا أن هناك علامات واضحة بقوة لاضمحلال النظام الحالي وأفول نجم أردوغان.


وأضاف أن ما يحدث حالياً يجب ألا يلقي بظلاله على المستقبل لأن تركيا جارة وشريكة لأوروبا، وأنه لا بد أن يدرك الشعب التركي اهتمام أوروبا بالتعاون معه لأن سياسات أردوغان جلبت خيبة الأمل لشعبه، وهدمت تطلعاته لعلاقات جيدة مع الدول الأوروبية.


وتحدث التقرير عن ضرورة استعداد أوروبا ومراقبتها لليوم الذي أطلق عليه التقرير «يوم إكس» أي اليوم المنتظر عندما يفقد أردوغان ما تبقى له، خاصة أن علامات انحلال حكمه تتوالي في ظل أزمة اقتصادية كبيرة تعصف ببلاده وتراجع شعبيته والعزلة التي جعل تركيا تعيشها وسط جيرانها.

وأكدت الصحيفة أن الصورة التي تقدمها تركيا تحت قيادة أردوغان تقلق الكثيرين، فمن القمع الداخلي المستفحل وحتى خطابه العدواني وحروبه العسكرية في الخارج، وإنه حالياً بعد ما يقرب من 20 عاماً يتعثر هذا النظام الأردوغاني وتظهر عليه الأعراض المرضية النموذجية للأنظمة الاستبدادية، وتتراجع شعبيته ونجوميته بشكل مثير للشفقة، مما ينذر بغروب شمسه.

وقال السفير إيردمان إن سلوك تركيا يخيف بالفعل الجيران ويجبر أوروبا على الرد غير المرغوب فيه، وإن المراقبين يرون أسباب ذلك الأوهام العثمانية الجديدة التي يحاول أردوغان بناءها.

وأضاف أن خطاب السيوف وحماية تركيا من الأعداء كان بمثابة «السم الحلو» الذي يظهر تأثيره دائما عند الحاجة إليه، لكنه يثير الضيق شيئاً فشيئاً ليس فقط بين معارضي أردوغان بل حتى وسط مؤيديه.

وتساءل التقرير كيف ينبغي لشركاء تركيا في الاتحاد الأوروبي وحلف شمال الأطلسي التعامل مع هذا الوضع؟، وقال إنه سيتعين على المجلس الأوروبي في بروكسل نهاية هذا الأسبوع تقديم إجابات على ذلك.

وأكد أنها ليست مهمة سهلة في ضوء مطالبة بعض الدول بالإنهاء الكامل لمفاوضات انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي وإنهاء السياسة المزدوجة في التعامل مع أنقرة، بينما يرى آخرون أن العقوبات القاسية لن تؤتي ثماراً كبيرة.

وشدد إيردمان على أن تكون الإجابة في التطلع إلى الأمام، إلى ما وراء أفق الحياة المتبقية لنظام أردوغان، والصمود أمامه وإدارة ما تبقي من عبثه بكل ما هو ممكن لتخفيف حدة التصعيد برغم صعوبة هذه المهمة أيضاً.