الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

ترامب يلقي نظرة أخيرة على جثمان القاضية روث بادر غينسبرغ

ألقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، اليوم الخميس، النظرة الأخيرة على جثمان القاضية الليبرالية في المحكمة العليا روث بادر غينسبرغ، قبل يومين من إعلان مرشحته لشغل هذا المنصب في أوج معركة سياسية مع الديمقراطيين.

الجثمان مسجى لليوم الثاني على التوالي في مدخل مقر المحكمة العليا المشيد على الطراز النيوكلاسيكسي، على منصة نعش الرئيس الأمريكي السابق أبراهام لينكولن.

وتقام مراسم وطنية، الجمعة، في مبنى الكابيتول المجاور بعد أسبوع بالتمام على وفاة القاضية عن 87 عاماً، والتي تعتبر رمزاً للنضال النسوي والتقدمي. وستوارى الثرى في مراسم عائلية الأسبوع المقبل.

وبعد يومين على إلقائه النظرة الأخيرة على الجثمان، يباشر الرئيس الجمهوري إجراءات تعيين خلف لها، إذ يعلن، السبت، تسميته لهذا المنصب. والمرشحات هن 5 نساء، من بينهن آيمي كوني باريت، التي تحظى بتأييد الأوساط الدينية، والقاضية المحافظة كوبية الأصل باربرا لاغوا.

وسيعمد الرئيس الجمهوري إلى تعيين خلف للقاضية الراحلة بسرعة كبيرة، كي يرسخ المنحى المحافظ للمحكمة العليا على المدى الطويل، الأمر الذي قد يضفي تعديلات عميقة على المجتمع الأمريكي.

فقبل 40 يوماً من الانتخابات الرئاسية، ينوي الجمهوريون في مجلس الشيوخ الإسراع في تثبيت خيار الرئيس، لا سيما أنهم يملكون الغالبية في المجلس، رغم انشقاق عضوتين ترفضان التصويت على هذه القضية قبل انتخابات نوفمبر.

وتفيد حفيدة القاضية الراحلة بأنها أعربت قبل وفاتها عن أمنيتها «بألّا تستبدل طالما لم يؤدِ رئيس جديد اليمين» الدستورية في يناير 2021. وشكك ترامب بهذا الأمر خلال الأسبوع الحالي، قائلاً «لا أعرف أن (روث بادر غينسبرغ) قالت ذلك فعلاً»، مضيفاً بسخرية أن الأمر أقرب إلى بيان صاغته الرئيسة الديمقراطية لمجلس النواب الأمريكي، في إشارة إلى غريمته التي لا يتوقف السجال السياسي بينهما، نانسي بيلوسي.

وقال ترامب، الأربعاء إنه «ينبغي الإسراع. من الأهمية بمكان أن يكون لدينا 9 قضاة» في 3 نوفمبر، إذ إن الرئيس يتوقع طعناً بنتائج الانتخابات المقبلة. ففي حال تم الطعن بالنتائج، قد تضطر المحكمة العليا للبت كما سبق لها أن فعلت في عام 2000 عندما ثبتت فوز الرئيس الجمهوري الأسبق جورج دبليو بوش.

وبانتظار المرشحة المختارة والمعركة السياسية التي ستلي ذلك في مجلس الشيوخ، طغت أجواء الحداد في واشنطن. فقد أتى آلاف الأمريكيين لإلقاء نظرة أخيرة على جثمان القاضية الشهيرة.

وقالت هيذر فاندرغريف، التي أتت خصيصاً من تينيسي لإلقاء تحية أخيرة على «بطلة الدفاع عن حقوق الإنسان»، إن وفاة القاضية قبل أقل من شهرين على الانتخابات الرئاسية «مأساة».

وخلال مراسم أقيمت داخل المحكمة العليا، أشاد رئيس المحكمة جون روبرتس بإلحاح بالقاضية الراحلة، قائلاً «من الصفات الكبرى التي كانت تتمتع بها روث القوة والشجاعة والنضال والمثابرة».

ولدى وصول نعشها، خيّم الصمت على الحضور، وفيما لم تُرفع أي لافتات سياسية، اكتفى بعض الحاضرين بارتداء قمصان تحمل صورة القاضية الراحلة.

وعصّبت فيرجينسا بلايك ويست، وهي نيويوركية في الستين من العمر، رأسها بالعلم الأمريكي لأن القاضية كانت بنظرها «وطنية».

إلا أن السياسة لم تكن بعيدة عن الحشود المؤلفة خصوصاً من النساء المؤيدات للأفكار التقدمية.

وقالت سامنثا جايكبز، وهي مدرسة تبلغ 62: «أنا قلقة لما سيحدث لاحقاً. آمل أن يفوز جو بايدن في 3 نوفمبر وأن ينجح الديمقراطيون في تخفيف نفوذ المحافظين في المحكمة العليا».

وقال ميشال موتون، المسؤول في متجر كبير: «استغل الجمهوريون الوضع. فرفضوا تثبيت تعيين قاضٍ اختاره (الرئيس الأمريكي السابق) باراك أوباما عام 2016، بحجة أنها سنة انتخابية، وها هم الآن يسارعون إلى تعيين خلف للقاضية الراحلة».