السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

هل يجد الأمريكيون صعوبة في التعاطف مع ترامب بعد إصابته بكورونا؟

هل يجد الأمريكيون صعوبة في التعاطف مع ترامب بعد إصابته بكورونا؟

دونالد ترامب. (أ ف ب)

أدت إصابة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بفيروس كورونا المستجد إلى اختبار مدى استعداد الأمريكيين للتعبير عن تعاطفهم مع رئيس يعتقد الكثيرون أنه يخرج أسوأ ما في شعبه.

وذكرت صحيفة «لوس أنجلوس تايمز» أن منتقدي ترامب يرون أن الازدراء والشماتة، انهالتا عليه منذ إعلان إصابته بالفيروس، وذلك بسبب استغلاله منصبه القوي من أجل الدعوة لمحاكمة أعدائه السياسيين، والحط من قدر الأشخاص الذين لا يحبهم، حيث يصفهم بأنهم «أغبياء» و«كريهون»، كما أنه يلجأ لإطلاق التصريحات العنصرية والمعادية للأجانب، ويقلل من خطورة جائحة كوفيد-19 التي أودت بحياة أكثر من 214 ألف شخص في الولايات المتحدة فقط.

ومن جانبه، يقول تيم إسبينوزا (36 عاماً)، أحد العاملين في مجال تقديم الرعاية الصحية: «لا يمكنني إلا أن أتمنى له شفاء غير عاجل»، وإن أعرب عن اعتقاده بأنه لو كان جو بايدن -المرشح الديمقراطي في انتخابات الرئاسة الأمريكية- هو الذي أصيب بالفيروس، لما تردد ترامب في السخرية منه.

ولكن، كيف أصبحت علاقة الشعب الأمريكي بزعيمه متوترة لدرجة أن الكثير من المواطنين قد يمتنعون عن الإعراب عن تمنياتهم القلبية بالشفاء لرئيسهم المريض بسبب حالة من السخط المبرر، وادعاءات واتهامات بأن مرضه ما هو إلا خدعة ذات دوافع سياسية؟

تقول الصحيفة الأمريكية إنه حتى الأمريكيون الذين لا يحبون ترامب، قد توقفوا أمام هذا السؤال.

ومن ناحية أخرى، تتفهم الممثلة والديمقراطية، تانيا فيرافيلد (37 عاماً) سبب شعور الأمريكيين بوجود مبرر لهم في اجتماعهم ضد الرئيس الذي سخر من فكرة التعاطف في الخطاب الذي ألقاه في المؤتمر الوطني للحزب الجمهوري، إلا أن ذلك الأمر يزعجها.

وضعت الممثلة الشابة المنحدرة من لوس أنجلوس يدها على قلبها أثناء حديثها عن التوفيق بين رد فعلها الشرير تجاه مرض ترامب، وكيف ينبغي أن يكون عليه تصرفها الطبيعي. وقالت عند أحد المواقع التي تقوم بعمل اختبارات فيروس كورونا: «كان رد فعلي الأول، هو أنني أتمنى أن يموت، يسبب لي معاناة حقيقية، لأنني لا أشعر أن ذلك هو حقيقة شخصيتي».

في الوقت نفسه، انضم أيضاً فريق برنامج «ساترداي نايت لايف» التلفزيوني إلى فريق عدم المتعاطفين مع مرض الرئيس الأمريكي، حيث قال مذيع البرنامج، كريس روك (55 عاماً) في المونولوج الافتتاحي لحلقة نهاية الأسبوع الماضي من البرنامج: «مع كامل تعاطفي مع كوفيد».

من ناحية أخرى، رأى الكثير من الأمريكيين أن مرض رئيسهم هو فرصة مثالية للتعامل مع ترامب -الذي سخر من بايدن بسبب ارتدائه كمامة، ووصف منافسته السابقة هيلاري كلينتون بالضعف أثناء تعرضها لنوبة إصابة بالالتهاب الرئوي أثناء الحملة الانتخابية الرئاسية في عام 2016- بنفس الطريقة التي تعامل بها مع الكثيرين.

من جانبها، قالت كيشا ميدلماس، أستاذة مساعدة في العلوم السياسية بجامعة هوارد في واشنطن دي سي: «سمعت الناس يقولون: أنا لا أشعر بالأسف تجاهه... حيث إنه لديه أفضل الأطباء، ويمكنه إجراء الاختبارات، ومع ذلك فهو لا يرتدي الكمامة. إنه من الصعب التعاطف مع شخص أحمق».

ويتفق أغلب الأمريكيين على أن ترامب عرّض نفسه للخطر، وبعث برسالة خطيرة إلى مواطنيه، بموقفه المتعجرف تجاه ارتداء الكمامات، وإصراره على إقامة فعاليات كبرى مع جمهور من الحاضرين لا يرتدي كمامات ولا يحافظون على التباعد بين بعضهم البعض.

ويتناقض إصرار ترامب على حضور الفعاليات الشخصية مع نصائح خبراء الصحة العامة الذين يقولون إن تجنب التجمعات الكبيرة وتطبيق قواعد التباعد الاجتماعي وارتداء الكمامات أمر ضروري لمكافحة الوباء. ووفقاً لإرشادات وكالات الصحة الأمريكية، يمكن أن يظل الشخص المصاب بفيروس كورونا معدياً لمدة 10 أيام على الأقل بعد ظهور الأعراض. وقد تكون فترة انتقال العدوى أطول بالنسبة للحالات الأكثر خطورة. مع ذلك، صرح طبيب البيت الأبيض شون كونلي مساء السبت الماضي بأن ترامب لم يعد مصدر خطر لنقل عدوى فيروس كورونا.