الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

تقرير ألماني: أردوغان بين جنون العظمة وبيع الوهم للشعب وسط الأزمة الاقتصادية

تقرير ألماني: أردوغان بين جنون العظمة وبيع الوهم للشعب وسط الأزمة الاقتصادية

أردوغان. (أ ف ب)

يعاني الرئيس التركي رجب طيب أردوغان من حالة تضخيم الذات والثقة المفرطة في قدراته و قدرات بلاده، بينما يفتقر في الواقع لاستراتيجية حقيقية وحسابات صحيحة لأفعاله العدوانية الشرسة، وذلك بحسب تقرير للموقع الألماني «أر إن دي».

وأكد التقرير أن عودة أردوغان للاستفزاز من جديد قبل بدء الحوار بين تركيا واليونان بوساطة المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل، بإعادة إرساله سفينة الأبحاث «عروج ريس» للتنقيب مرة أخرى عن الغاز الطبيعي قرب سواحل اليونان، يمثل حلقة في سلسلة متواصلة من نغمة جنون العظمة التي ينتهجها بعيداً عن أي دبلوماسية أو خريطة سياسية واضحة لأفعاله.

وأضاف أنه يدير دولته بأفعال صبيانية هجومية، وأن النزاع على الغاز ما هو إلا واحد من عدد مجنون من بؤر التوتر المزعجة التي يشتبك فيها الرئيس التركي من شمال إفريقيا إلى القوقاز.

وقال التقرير إن كل مسرح حرب وأزمة تدخلها تركيا يعتقد أردوغان وفقاً لحساباته الذكورية الخاطئة أنها تعزز سمعة بلاده وقوتها في العالم، ولكن الحقيقة أنه فشل تام لإدارته للسياسة الخارجية التركية وجعلها بلا مفاهيم أو استراتيجيات أو أفكار.

وأضاف التقرير أنه كان بإمكان أنقرة استخدام نفوذها لنزع فتيل النزاع مع أرمينيا، لكن أردوغان لا يفوت هذا الصراع الإقليمي أيضاً، من أجل إثبات نفوذه الجيوسياسي.

وأشار إلى أن رغبة أردوغان أن تُفهم المواجهة المتزامنة التي يخوضها مع الغرب وروسيا على أنها علامة على الشجاعة والفخر بحلم إمبراطورية عثمانية جديدة، ولكن في الواقع تعود جذور الحرب التركية متعددة الجبهات إلى المبالغة في تقدير الذات والافتقار إلى الاستراتيجية، ووهم أسطورة الجيش التركي الذي وإن كان قوياً إلا أنه ليس بالقدر الكافي من القوة لحكم العاصمة الليبية طرابلس أو غيرها.

وتحدث التقرير أن هدف أردوغان الحقيقي من هذه السياسة الخارجية يكمن في السياسة الداخلية، فهو يستهدف شعبه الذي وعده بمعجزة اقتصادية تركية ليستيقظ على أزمة اقتصادية حادة وسط انهيار العملة وتأثيرات فيروس كورونا، وذلك بسبب سوء إدارته والقمع الذي يشل يوماً بعد يوم الاقتصاد التركي.

وأكد أن هذه التخيلات والأوهام التي يحاول أردوغان ترويجها تهدف لتخدير مخاوف الناس وأن استحضار التهديد الدائم بالحرب يهدف إلى تشتيت المجتمع وتقسيمه، والهدف تبرير قيادته الاستبدادية.

وأشار التقرير إلى أنه من الضروري أن تواجه أوروبا أردوغان لأن الأمر مسألة وقت قبل أن تضطر تركيا مرة أخرى إلى الاعتماد على المساعدات المالية الخارجية، وأنه على الأوروبيين ألا ينتظروا حتى ذلك الحين ويجب أن يسمع أردوغان الآن كلمة صارمة منهم لأن الانقسام الأوروبي يضع مصداقيتهم كقوة جيوسياسية على المحك.