الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

خيبة أمل الناخبين قد تؤدي إلى خسارة ترامب الانتخابات في أريزونا

خيبة أمل الناخبين قد تؤدي إلى خسارة ترامب الانتخابات في أريزونا

دونالد ترامب - أ ب

يؤكد جوش هيتون أنه ندم «فور» تصويته تقريبًا لصالح دونالد ترامب في عام 2016. وينوي العديد من الناخبين المناصرين للحزب الجمهوري في أريزونا، مثله، التصويت لصالح منافسه جو بايدن، مما قد يدفع الولاية للجنوح نحو المعسكر الديمقراطي.

وفي عام 2016، فاز ترامب في ولاية أريزونا بفارق 91 ألف صوت فقط عن هيلاري كلينتون، وهذا العام، أظهرت الاستطلاعات الأخيرة تقدمًا طفيفًا للمرشح الديمقراطي.

وقال هيتون الذي استقبل فريق وكالة فرانس برس في منزله الواقع في ضواحي فينيكس «لم يبدُ أن لدينا خيارات كثيرة في ذلك الوقت».

وأقر هذا المهندس الذي قدم نفسه على أنه «رجل متمسك بالقيم ومتدين ومحافظ» ويبلغ من العمر 43 عاماً، «بصراحة، حتى اللحظة الأخيرة، لم أكن أعرف لمن سأصوت. وقد ندمت بعد ذلك على الفور».

وعلى غرار كثر آخرين، كان يأمل في أن يتبنى الملياردير المتغطرس سلوكاً «يليق أكثر برئيس» بعد فوزه «لكنه لم يفعل كذلك».

وانتقد هيتون ترامب على إدارته أزمة وباء كوفيد-19 بشكل خاص، وعلى سياسته المالية المسرفة وخصوصاً «نرجسيته» و«أكاذيبه المتتالية».

هل سيخسر دونالد ترامب أريزونا التي يحتاج أصواتها جداً للبقاء في البيت الأبيض؟

الأمر لم يحسم بعد. لم تنتخب الولاية الجنوبية الغربية، التي ذاع صيتها في العالم بسبب وجود غراند كانيون فيها، أي مرشح ديمقراطي منذ ولاية بيل كلينتون الثانية في عام 1996، لكنها شهدت تغيرات سكانية كبيرة الأمر الذي يؤدي إلى إحداث تأثير سياسي أيضاً، وفق خبراء.

شهدت ولاية أريزونا، التي بقيت لوقت طويل ريفية، نموًا سريعًا في مناطقها الحضرية وفي عدد الناخبين الشباب والذين تلقوا تحصيلاً علمياً عالياً، بالإضافة إلى مجتمعها المتحدر من أصول أمريكية لاتينية. وتفضل هذه المجموعات إحصائيًا بشكل أكثر الحزب الديمقراطي.

ورأت جينا وودال، أستاذة العلوم السياسية في جامعة ولاية أريزونا، أن الاقتراع سيعكس في الغالب رغبة الناخبين المحليين في أن يكونوا معتدلين وقد «سئموا من سلوك الرئيس، ومن خطاب حملته». لذلك قد يميلون إلى التصويت لصالح جو بايدن، بغض النظر عن توجهاتهم الحزبية.

ضخ الخصمان مبالغ طائلة في حملتهما في ولاية أريزونا التي زارها ترامب الاثنين للمرة الثانية خلال شهر، نظراً لأهميتها.

وأضافت أن «الرئيس ترامب لديه الكثير ليخسره» في ولاية أريزونا أكثر من بايدن، وإذا لم يفز بهذه الولاية، فسيواجه صعوبة أكبر في حشد كبار الناخبين الـ217 الذين يحتاجهم على المستوى الوطني. وتمنح أريزونا، التي يربو عدد سكانها على 7 ملايين نسمة، الفائز في الاقتراع 11 صوتاً من كبار الناخبين.

الأغلبية الصامتة؟

كما هي الحال في العديد من الولايات الأخرى، يمكن للناخبين بدء التصويت قبل أسابيع من يوم الاقتراع الرسمي المقرر في 3 نوفمبر. وعلى الرغم من إمكانية التصويت بالبريد، لكن الكثيرين فضلوا الحضور والتصويت شخصيًا، في مكاتب معينة تم افتتاحها بشكل مسبق.

وهذا ما قامت به كاثلين ماكغفرن (71 عاماً)، وهي ديمقراطية منذ نعومة أظفارها، وتمسك بيدها مظروفها الأخضر الذي يحتوي على بطاقة اقتراع لصالح جو بايدن. وقالت لفرانس برس «الكثير من أصدقائي جمهوريون، والعديد منهم أقروا لي بأنهم سيغيرون تصويتهم» وسينتخبون بايدن في هذا الاستحقاق.

وأشارت إلى أن «بعضهم يخشى البوح بذلك».

حتى وقت قريب، فضل هيتون أيضاً كتمان تحوله، معتقداً أنه ينتمي إلى أقلية من ناخبي ترامب التائبين. وكشف «لقد صدمت عندما علمت أن عددنا أكبر من ذلك، لأننا كنا صامتين وقد نكون الأغلبية».

ويعلن الآن الرجل وزوجته إيميلي بفخر أنهما «جمهوريو أريزونا من أجل بايدن» كما أظهرت لافتة معروضة خارج منزلهما. وكتب على لافتة أخرى غُرست وسط زينة الهالوين «الوحدة عوض الانقسام».

وستكشف الأيام ما إذا كان هيتون وأمثاله قادرين على ترجيح كفة المرشح الديمقراطي الذي بإمكان جانبه المعتدل جذب أكثر من مرشح جمهوري.

وتعتبر وودال أن الانتخابات الرئاسية في أريزونا ستتحول إلى «استفتاء على الرئيس وسلوكه وسياسته»، أكثر من مجرد مواجهة حزبية.

ويأمل هيتون أن يتمكن يومًا ما من انتخاب مرشح جمهوري من جديد، لكنه لا يعرف متى.

في الوقت الحالي، يأمل «انتصارًا ساحقًا للديمقراطيين» ما من شأنه وضع حد لحكومة دونالد ترامب و«ثقافة التعالي والغطرسة».