على بعد أيام قليلة من موعد الاقتراع الرئاسي في أمريكا، يشتد التنافس بين المرشحين الجمهوري دونالد ترامب والديمقراطي جو بايدن لكسب ود الناخبين في عموم البلاد إلاّ أن وطأة هذا الصراع تأخذ بعداً أكثر حدة في ولايات معدودة تعرف في القاموس السياسي الأمريكي بـ«الولايات المتأرجحة».
ومع كل موسم انتخابي تتحول هذه الولايات إلى مسرح لأشرس المواجهات بين الحزبين الجمهوري والديمقراطي، نظراً لدورها الحاسم في معركة الوصول للبيت الأبيض.
ويقصد بهذا المصطلح الولايات التي لا تصوت بانتظام لصالح أحد الحزبين، حيث تتوزع خريطة أمريكا إلى ولايات حمراء محسوبة تاريخياً على الجمهوريين، وأخرى زرقاء تصوت لصالح الديمقراطيين، ومن بين 50 ولاية أمريكية، تبقى في العادة نحو 6 إلى 12 ولاية خارج سيطرة أي من الحزبين في كل دورة انتخابية حيث يشملها وصف «المتأرجحة».
وتضم قائمة الولايات المتأرجحة عادة: أريزونا، كولورادو، فلوريدا، جورجيا، ماين، ميشيغان، مينسوتا، نيفادا، نيوهامشير، نيومكسيكو، نورث كارولينا، أوهايو، بنسلفانيا، فرجينيا، وويسكونسون.
وفي المواجهة المحتدمة بين ترامب وبايدن هذا العام تتركز الأنظار على 6 من هذه القائمة، هي فلوريدا، ميشيغان، ويسكونسون، بنسلفانيا، أريزونا، نورث كارولينا.
وتنبع أهمية هذه الولايات من طبيعة النظام الانتخابي الأمريكي، حيث لا يتم تحديد الفائز من خلال التصويت الشعبي، بل من طرف المجمع الانتخابي الذي يجب على المرشح الفوز بأصوات 270 من مندوبيه لحسم الانتخابات لصالحه.
ويبلغ العدد الإجمالي لمندوبي المجمع 538 عضواً، ويتناسب عدد مندوبي كل ولاية مع عدد سكانها وفق أحدث إحصاء أمريكي.
وتستحوذ ولاية فلوريدا حالياً على 29 صوتاً في المجمع مقابل 20 لـبنسلفانيا و16 لميشيغان، و15 لنورث كارولينا، و11 لأريزونا، و10 أصوات لويسكونسون.
وتعمق قاعدة «الفائز يأخذ كل شيء» وتيرة الصراع على الولايات المتأرجحة، حيث تُمكن كافة الولايات، باستثناء مين ونبراسكا، الحزبَ الفائز بالتصويت الشعبي فيها من الحصول على أصوات ممثليها في المجمع الانتخابي، ما يجعل اكتساح الولايات المتأرجحة بمثابة الجوائز الكبرى في سبيل الوصول للبيت الأبيض.