الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كيف سيؤثر انتخاب ترامب أو بايدن على المنطقة؟.. خبراء أمريكيون يجيبون

كيف سيؤثر انتخاب ترامب أو بايدن على المنطقة؟.. خبراء أمريكيون يجيبون

خبراء: قد لا تختلف مواقف بايدن من قضايا المنطقة عن رؤية الرئيس السابق باراك أوباما. (أ ف ب)

أكد باحثون وخبراء أمريكيون وجود اختلاف كبير في رؤية ومواقف كل من المرشحين في الانتخابات الرئاسية الأمريكية، الجمهوري دونالد ترامب ومنافسه الديمقراطي جو بايدن، لشؤون منطقة الشرق الأوسط، مشيرين إلى أن سياسات ترامب تنحاز لأمن المنطقة واستقرارها، بينما يتجاهل بايدن خطر إيران وحركات الإسلام السياسي.

واعتبر الخبراء أن مواقف ترامب تجاه قضايا المنطقة، وخاصة فيما يتعلق بالتعامل مع إيران وحركات الإسلام السياسي، ودعم عملية السلام، من شأنها تعزيز جهود الأمن والاستقرار في المنطقة، بينما لا تختلف مواقف بايدن من هذه القضايا عن رؤية الرئيس السابق باراك أوباما، وهي رؤية تتجاهل مصادر الخطر الذي تشكّله إيران وحركات الإسلام السياسي، موضحين أنه من المهم لدول المنطقة أن تستعد للتعامل مع التغيرات المحتملة في السياسة الأمريكية، والتأثير في مساراتها.

جاء ذلك خلال ندوة نظمها «مركز تريندز للبحوث والاستشارات» تحت عنوان: «الانتخابات الرئاسية الأمريكية 2020 والتحولات المحتملة في سياسة الولايات المتحدة تجاه منطقة الشرق الأوسط»، شارك فيها، عن بعد، نخبة من الباحثين والخبراء الأمريكيين، لاستشراف مسارات التغيّر المحتملة في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية تجاه المنطقة في ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية التي ستجرى في الثالث من نوفمبر 2020.



أولويات

وقال مدير المركز الدكتور محمد عبدالله العلي إن استشراف آفاق التغيّر المتوقع في السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط على ضوء نتائج الانتخابات الرئاسية ينطوي على أهمية كبيرة لصانعي القرار والمهتمين بالشأن الأمريكي بوجه عام

.

بدوره، أوضح البروفيسور كلاوس لارس، أستاذ التاريخ والشؤون الدولية في جامعة نورث كارولينا، أن أولويات السياسة الخارجية الأمريكية تجاه المنطقة قد لا تتغير في حال فوز دونالد ترامب بولاية ثانية، بينما في حال فوز جو بايدن مرشح «الحزب الديمقراطي»، فإن اهتمام الولايات المتحدة بالشرق الأوسط قد يتراجع، لصالح الاهتمام بمناطق أخرى كإفريقيا والاتحاد الأوروبي والصين وروسيا، حيث سيعمل بايدن على ترميم علاقات الولايات المتحدة بهذه القوى، التي شهدت توتراً في ولاية ترامب الأولى، خاصة أن بايدن يأخذ على ترامب أنه تعامل مع هذه القوى بمنطق الحرب الباردة.

إيران

وتوقع البروفيسور كلاوس لارس أن الولايات المتحدة – في حال فوز بايدن- ستكون انتقائية في التعامل مع مشكلات منطقة الشرق الأوسط وأزماتها، وربما تركز على استئناف العمل بالاتفاق النووي مع إيران، خاصة أن الأخيرة لديها رغبة بالفعل في التعامل مع بايدن، لأنه يتبنّى المنهج نفسه للرئيس السابق باراك أوباما، ولهذا فإنها، أي إيران، قد تتخلى عن سياساتها وأنشطتها المزعزعة للأمن والاستقرار في المنطقة، لإقناع بايدن برفع العقوبات المفروضة عليها. كما قد يولي بايدن اهتماماً بمواصلة جهود الولايات المتحدة لحل الصراع الفلسطيني- الإسرائيلي، خاصة أنه يعد من مؤيدي حل الدولتين. ورأى البروفيسور كلاوس لارس أنه رغم توتر العلاقات بين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وجو بايدن، فإن الأخير سيظل ملتزماً بدعم إسرائيل والحفاظ على أمنها.



من جهته، اعتبر الصحفي الأمريكي جوناثان فيرزيجر، زميل أول غير مقيم في المجلس الأطلسي، أن إعادة انتخاب الرئيس ترامب لولاية ثانية تمثل السيناريو الأفضل لدعم جهود تحقيق السلام في الشرق الأوسط وتعزيز العلاقات الأمريكية - الخليجية، مبيناً أن «فوز بايدن من شأنه تعقيد الأوضاع في المنطقة».

وأوضح يوسي كلاين هاليفي، زميل أول بمعهد شالوم هارتمان بإسرائيل، أن ترامب قد يواصل سياساته نفسها المتعلقة بإيران، من خلال ممارسة سياسة الضغوط القصوى عليها، وإجبارها على تقديم تنازلات حقيقية في أي اتفاق نووي جديد قد يتم التوصل إليه، بحيث يأخذ في الاعتبار جوانب الخطر في السياسات الإيرانية، سواء الخاصة ببرنامجها الصاروخي أو دعمها للإرهاب أو أنشطتها المزعزعة للأمن والاستقرار ودورها السلبي في مناطق الأزمات، وهي الجوانب التي تم التغاضي عنها في الاتفاق النووي السابق.

ولم يستبعد يوسي كلاين هاليفي أن يعيد بايدن - في حال فوزه في السباق الانتخابي- سياسات الرئيس السابق باراك أوباما الخاصة بالتعامل مع إيران، والعودة إلى الاتفاق النووي وتخفيف العقوبات المفروضة عليها.

ورأى يوسي كلاين هاليفي أنه ينبغي لدول المنطقة التفكير من الآن في كيفية التعامل مع الخطر الإيراني - في حال فوز بايدن - وأكد ضرورة أن يتم أخذ رأيها في الاعتبار في حال استئناف بايدن التفاوض مع إيران، بحيث يتضمن أي اتفاق جديد جوانب الخطر الذي تشكله طهران على أمن المنطقة واستقرارها.

جرأة ترامب

في السياق ذاته، رأى جوناثان شانزر، نائب الرئيس الأول لـ «مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» في الولايات المتحدة الأمريكية، أنه في حال فوز ترامب، فإنه سيواصل سياسته تجاه منطقة الشرق الأوسط، والتركيز بصفة رئيسية على صناعة السلام، ومحاولة إقناع دول عربية جديدة بإبرام معاهدات سلام مع إسرائيل. وأشار إلى أن رؤية ترامب لتحقيق السلام في الشرق الأوسط تختلف عن رؤية سابقيه، فهي تتسم بالجرأة والواقعية والتحرك على الأرض.

وبالنسبة إلى أزمات المنطقة المختلفة، وخاصة الأزمة اليمنية، يرى جوناثان شانزر أن هناك تشابهاً في سياستي ترامب وبايدن تجاهها، باعتبارها قضية خليجية ينبغي العمل على حلها، لكن ترامب قد يواصل ضغوطه على الحوثيين باعتبارهم السبب الرئيسي في استمرارها، بينما قد يطلب بايدن من أطراف الصراع، الحوثيين والحكومة اليمنية والتحالف العربي لدعم الشرعية، العمل سوياً على إنهاء الأزمة.

الإخوان

بدورها، أشارت الدكتورة آن سبيكارد، مديرة المركز الدولي لدراسة التطرف العنيف في الولايات المتحدة، إلى أن هناك اختلافاً في رؤية كلٍّ من المرشحين لجماعة الإخوان المسلمين، فبينما ينظر ترامب إليها باعتبارها جماعة متطرفة وإرهابية وينبغي تصنيفها على لائحة التنظيمات الإرهابية، فإن بايدن يتبنّى الرؤية نفسها للرئيس السابق باراك أوباما للجماعة، باعتبارها جماعة معتدلة، ويمكن التعاون معها في مواجهة التنظيمات المتطرفة.

وفي السياق ذاته، رأي جوناثان شانزر، نائب الرئيس الأول لـ«مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات» في الولايات المتحدة، أن ترامب قد يقوم في حال فوزه، بتصنيف جماعة الإخوان المسلمين كمنظمة إرهابية.



آفاق التغيّر


من جانبه، تناول السفير ألبرتو فرنانديز، نائب رئيس «معهد بحوث الإعلام في الشرق الأوسط» في الولايات المتحدة، آفاق التغيّر المحتملة في السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، حيث أشار إلى أن هناك الكثير من الحقائق والتطورات التي حدثت على أرض الواقع ولا يمكن تجاهلها أياً كان الفائز، من بينها اتفاقات السلام العربية - الإسرائيلية الجديدة، التي تمثل متغيّراً رئيسياً في تحديد أولويات السياسة الأمريكية تجاه عملية سلام الشرق الأوسط.

وأكد فرنانديز أنه بغض النظر عن الفائز في نتائج الانتخابات الرئاسية، فإن هناك حقائق ينبغي أخذها في الاعتبار فيما يتعلق بالسياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط، أولها أن الولايات المتحدة لا ترغب في مغادرة المنطقة وإنما «في تقليل وجودها فيها وإعادة النظر في أولوياتها الرئيسية». وثانيها أن الولايات المتحدة لا يمكن أن تتغاضى عن سياسات القوى الإقليمية وأطماعها في المنطقة، ليس لأنها لا تهدد أمن دول المنطقة فقط، وإنما تهدد بالأساس المصالح الأمريكية أيضاً. وثالثها مواصلة الولايات المتحدة دعم حلفائها في المنطقة.

ورأى أن السياسة الأمريكية تجاه منطقة الشرق الأوسط في حال فوز ترامب بولاية ثانية قد لا تشهد أي تغييرات، خاصة فيما يتعلق بالتعامل مع إيران والخطر الذي تشكله في المنطقة، أو فيما يتعلق بعملية السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين، أما في حال فوز بايدن، فإن هناك احتمالات أن تشهد السياسة الأمريكية بعض التغيّر، خاصة فيما يتعلق بالموقف من حركات الإسلام السياسي، ومنها جماعة الإخوان المسلمين، لا سيما أن بايدن يعد أكثر مرونة في التعامل مع هذه الحركات، ويتبنّى النظرة نفسها للرئيس السابق باراك أوباما بشأنها، باعتبارها جماعة معتدلة يمكن التعاون معها، ولعل هذا يفسر دعم الإسلاميين لبايدن في السباق الانتخابي، ومساعدته من أجل الفوز والوصول إلى سدة الحكم.