الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

بعد 4 أعوام من حكم ترامب.. أوروبا تعلق آمالها على فوز بايدن لإصلاح العلاقات

بعد 4 أعوام من حكم ترامب.. أوروبا تعلق آمالها على فوز بايدن لإصلاح العلاقات

هل تتحسن العلاقات الأمريكية- الأوروبية على يد بايدن؟ (أ ف ب)

بصفته رئيساً منتخباً تحت شعار «أمريكا أولاً»، لم يكن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شريكاً سهلاً لأوروبا، ولهذا السبب إذا فشل في إعادة انتخابه والفوز بولاية جديدة في الانتخابات الرئاسة المقبلة المقررة في 3 نوفمبر المقبل، فمن المحتمل ألَّا يكون هناك الكثير من الوجوه الآسفة أو الحزينة على الجانب الآخر من المحيط الأطلسي.

وكتب أولريش سبيك، الزميل البارز في صندوق مارشال الألماني للولايات المتحدة في برلين، في موجز سياسي حديث: «ترحب معظم الدول الأوروبية بشدة بفوز المرشح الرئاسي الديمقراطي جو بايدن». وأوضح أن هذا يرجع إلى «شعورهم المشترك واسع النطاق بأن رئاسة ترامب تمثل أدنى نقطة للعلاقات عبر الأطلسي في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية».

من جانبها، قالت ناتالي توتشي، مديرة مركز أبحاث «معهد الشؤون الدولية» في روما والمستشار الخاص لمنسق السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل، إن «العلاقة الحالية عبر الأطلسي كارثية حقاً، ولا أعرف كيف أصفها غير ذلك».

مزقت رئاسة ترامب اتفاقات دولية يدعمها الاتحاد الأوروبي مثل اتفاق باريس للمناخ، والاتفاق النووي الإيراني، كما انسحبت إدارته من منظمة الصحة العالمية، وسط جائحة فيروس كورونا، وشككت في جدوى حلف شمال الأطلسي (الناتو).

وفاجأ الرئيس الأمريكي أوروبا ووضعها في موقف سيئ بتعامله مع عملية السلام في الشرق الأوسط وسوريا، وأثار نزاعاً بشأن العقوبات التجارية مع الاتحاد الأوروبي، ووصف الاتحاد بأنه «عدو» على قدم المساواة مع الصين وروسيا، وقال إن لديه «مشكلة كبيرة مع ألمانيا»، أكبر اقتصاد في القارة.

ورداً على طلب لذكر مجال تعاونت فيه أوروبا والولايات المتحدة بنجاح في الأعوام الأخيرة، حاولت توتشي جاهدة الرد، قبل أن تقول إن قضايا الناتو «لم تسر بالسوء الذي كان يمكن أن يسير به.. ربما لأن ترامب لم يتابع الملف شخصياً».

وكان من الصعب أن يحدث توافق بين نهج ترامب القائم على الانفراد والقومية والتذبذب إزاء السياسة الخارجية، ربما السياسة بشكل عام، وبين النموذج متعدد الأطراف التدريجي الذي يؤيده الاتحاد الأوروبي.

وقالت توتشي: «كل آراء وتوجهات الاتحاد الأوروبي، بالتعريف الحرفي للكلمة، تتعارض مع رؤية (ترامب) للعالم». وتابعت أن المشكلة «ليست فقط كراهيته العميقة للتعددية، التي يمثل الاتحاد الأوروبي أفضل تعبير عنها، ولكن أيضاً كراهيته العميقة بنفس القدر لألمانيا».

في المقابل، من المتوقع أن يكون بايدن، الرئيس السابق للجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ الأمريكي، أكثر تفهماً للحساسيات الأوروبية.

وكتب بايدن في مجلة «فورين أفيرز» قائلاً إن «أجندة السياسة الخارجية لبايدن ستعيد الولايات المتحدة إلى رأس الطاولة، في وضع يمكنها من العمل مع حلفائها وشركائها للقيام بعمل جماعي بشأن التهديدات العالمية».

وتحدث أحد مستشاريه، توني بلينكين، الشهر الماضي عن إنهاء «الحرب التجارية المصطنعة» مع الاتحاد الأوروبي، بينما تعهد بأن الإدارة الديمقراطية ستظل ترغب في معالجة الاختلالات في الصادرات الزراعية.

ومن المتوقع أيضاً أن تكون رئاسة بايدن أكثر تعاوناً مع أوروبا على جبهات أخرى مختلفة، بدءاً من تغير المناخ بالعودة إلى اتفاقات باريس، وتجديد الالتزام بحلف الناتو العسكري.

وقال بايدن لصحيفة «ستار آند سترايبس» وهي صحيفة تابعة للقوات الأمريكية: «أول شيء سأفعله، وأنا لا أمزح: إذا تم انتخابي فسوف أجرى اتصالات برؤساء الدول الأعضاء بحلف الناتو وأقول لهم إن أمريكا عادت، ويمكنكم الاعتماد علينا».

وفي تحركات أخرى ستكون موضع ترحيب بالتأكيد في أوروبا، تعهد بايدن بإعادة بناء العلاقات الدبلوماسية مع الفلسطينيين، وأشار إلى أنه سيكون مستعداً -في ظل ظروف معينة- للعودة مرة أخرى إلى الاتفاق النووي الإيراني.

وعلى نطاق أوسع، من المتوقع أن تستمر الولايات المتحدة في التراجع عن دور شرطي العالم تحت قيادة بايدن: فقد تعهد «بإنهاء الحروب المستمرة منذ أعوام في أفغانستان والشرق الأوسط».

ويرى ديفيد أوسوليفان، سفير سابق للاتحاد الأوروبي في واشنطن، أنه لا يمكن لأي رئيس أن يتجاهل «الشعور السائد (الداخلي) بأن أمريكا بحاجة إلى الابتعاد لبعض الوقت عن إدارة العالم وقضاء المزيد من الوقت لرعاية وتحقيق رفاهيتها الخاصة».

وأعربت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن رأي مماثل عندما قالت لصحيفة «فاينانشيال تايمز» في يناير الماضي إن «أوروبا تحتاج إلى القيام بدورها الجيوسياسي الخاص بها، حيث أن تركيز الولايات المتحدة على أوروبا آخذ في التراجع. وسيكون هذا هو الوضع مع أي رئيس».

وقالت توتشي: «ستظل هناك نقاط خلاف» مع بايدن. وذكرت على وجه التحديد الصين ومقاومة الولايات المتحدة للغزو الاقتصادي الصيني لأوروبا. «لكن سيكون هناك إعادة انفتاح للولايات المتحدة تجاه التعددية والعمل في شراكة، كما أن شريكنا الأول لن يعتبرنا بعد الآن العدو الأول».