بعد 9 سنوات من التأخير وارتفاع تكاليف الإنشاء عن الميزانية الأصلية، افتتح مطار برلين الجديد، اليوم السبت، في احتفال محدود، بسبب فيروس كورونا وعدد ضئيل من الركاب.
شرعت الحكومة الألمانية في إنشاء مطار برلين براندنبورغ فيلي براندت، الذي سمي باسم مستشار ألمانيا الغربية السابق، في عام 2006 وكان من المقرر افتتاحه في أكتوبر 2011، لكن سلسلة من المشاكل الفنية والتخطيطية أجبرت المسؤولين على التخلي عن خطط افتتاحه 6 مرات - كان أكثرها إحراجاً قبل 4 أسابيع فقط من الموعد المفترض لبدء الرحلات الجوية في عام 2012.
تحول المطار إلى مثار للسخرية نتيجة لكثرة العوائق التي واجهها المسؤولون عن البناء، بما في ذلك نظام السلامة من الحرائق المعقد الذي تسبب في أزمة لفترة طويلة.
بلغت كلفة المطار نحو 7 مليارات دولار أي نحو 3 أضعاف ما كان مخططاً له في الأصل. وجاء افتتاحه في وقت ألقت فيه جائحة كورونا بظلالها على حركة السفر الجوي. وتم تأجيل افتتاح مبنى الركاب 2 بالمطار الجديد حتى أوائل العام المقبل لأنه لا توجد حاجة إليه في الوقت الراهن.
وعقب افتتاح مطار برلين سيجري إغلاق مطار تيغيل، الذي بني خلال الحرب الباردة في 8 نوفمبر، بعد إقلاع رحلة للخطوط الجوية الفرنسية إلى باريس.
وقامت السلطات بدمج مطار شونفيلد السابق في برلين الشرقية، والذي يقع عبر مدارج مطار براندنبورغ فيلي براندت، في المطار الجديد باسم «مبنى الركاب 5».
استقبل مطارا تيغيل وشونفيلد أكثر من 35.6 مليون مسافر في 2019، ليصبح برلين ثالث أكثر المطارات ازدحاماً في ألمانيا بعد فرانكفورت وميونيخ.
وفي اليوم الأول لافتتاحه، اعتلى عدد من نشطاء حماية المناخ مبنى مدخل المطار، ثم هبطوا من عليه باستخدام حبال.
وقام أحد النشطاء بفرد لافتة احتجاجية على واجهة المبنى تحمل عبارة: «أوقفوا الطائرات بدلاً من إفساد المناخ». ونزل ناشط آخر من أعلى المبنى بحبل.
ولم تتدخل الشرطة مع هذين الناشطين، إلا أنها أوقفت 2 آخرين صعدا إلى السقف أيضاً، بتهمة التعدي على ممتلكات الغير، بحسب ما ذكره متحدث باسم الشرطة.
يتزامن افتتاح المطار الجديد مع احتجاجات من قبل منظمات معنية بحماية البيئة، ومناهضي النقل الجوي، ومبادرات لحماية المناخ. ونظم اتحاد «ابقوا على الأرض» مظاهرتين، إحداهما بالدراجات والثانية سيراً على الأقدام، انطلاقاً من ميدان «لوفتبروكه» ومن مطار «شونفيلد» القديم.