الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

الإخوان والانتخابات الأمريكية (2 من 4): فترة أوباما العصر الذهبي لجماعات التطرف

شكلت السنوات الثماني للرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما «الفترة الذهبية» للتنظيمات الدينية المتطرفة، وقدم أوباما دعماً كاملاً وغير مشروط للأجندة الإرهابية للجماعات المتطرفة من خلال وقوف الولايات المتحدة عام 2011 خلف ما سمي «بالربيع العربي» حيث كان الهدف الرئيسي للإدارة الديمقراطية في ذلك الوقت «تمكين» تلك الجماعات من الحكم، رغم أن بعض القيادات والدبلوماسيين الأمريكيين مثل فرانك ويزنر نصحوا الرئيس أوباما بعدم الانسياق وراء تنظيم الإخوان الإرهابي.

أكدت نصائح القيادات والدبلوماسيين الأمريكيين أن الانتقال المنظم للسلطة في المنطقة العربية أفضل من الانتفاضات والثورات والعنف المسلح إلا أن أوباما ووزيرة خارجيته هيلاري كلينتون انحازوا لإشعال المنطقة وتقسيمها وفق رؤية القيادات والعناصر الإخوانية التي كانت وما تزال تعمل مع الحزب الديمقراطي حتى اليوم ضمن فريق المرشح الديمقراطي جو بايدن، وتشير تقديرات الحزب الجمهوري إلى أن هناك 12 شخصية إخوانية عملت بجوار أوباما خلال السنوات التي قضاها في البيت الأبيض، فما هي أبرز الشخصيات الإخوانية التي لعبت دوراً كبيراً في عهد أوباما وشكلت منصة للتخريب والفوضى في العالم العربي؟ وكيف ساهم دعم أوباما للإخوان في تغلغل التنظيم في الحياة السياسية الأمريكية؟

قلق الكونغرس من هوما عابدين

تعرضت علاقة الرئيس أوباما بتنظيم الإخوان للكشف والفضيحة عندما أرسل 5 من كبار أعضاء الكونغرس رسالة إلى نائب المفتش العام في وزارة الخارجية هارولد دبليو جيزل عام 2012 وهم السيناتور ميشيل باكمان وترنت فرانكس ولوي جومرت وتوم روني ولين وستمورلند يطلبون فيها القيام بتحقيق حول تأثير سيدة تدعى هوما عابدين، ولها علاقة بتنظيم الإخوان على توجهات السياسة الخارجية الأمريكية، وعلى توجهات وزيرة الخارجية الأمريكية نفسها، وعلل النواب طلبهم بأن هوما عابدين وأمها وأخيها ينتمون لتنظيم متطرف هو تنظيم الإخوان.

وبدأت علاقة هوما عابدين بزوجة الرئيس بيل كلينتون قبل أن يصل كلينتون للحكم، وأصبحت هوما عابدين أو التي أطلقت عليها هيلاري كلينتون «هيما» المساعدة الشخصية لهيلاري كلينتون منذ أن كانت هيلاري عضوة في مجلس الشيوخ الأمريكي ثم كسيدة أولى وزوجة للرئيس بيل كلينتون «1993 -2001». ويعتبر الكثيرون في الحزب الجمهوري أن هوما عابدين التي ولدت في ولاية ميتشغان عام 1976 لأب هندي مسلم هو سيد عابدين، وأم باكستانية مسلمة هي صالحة عابدين، من أخطر الكوادر الإخوانية على المجتمع الأمريكي لأنها وصلت إلى مرتبة رفيعة في الحزب الديمقراطي، ويشيرون دائماً إلى جذورها الإخوانية التي يمثلها والدها الذي يعد من أهم كوادر التنظيم الدولي للإخوان خلال فترتي السبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، حيث أسس سيد عابدين والد هوما مجلة لنشر فكر الإخوان في الولايات المتحدة وعملت هوما لفترة طويلة محررة فيها ما جعلها تتشرب كل أفكار الإخوان.

عائلة عابدين والمعزول محمد مرسي

وكانت والدة هوما، صالحة عابدين والتي حصلت على الدكتوراه في الحجاب، واستندت في غالبية مراجع رسالة الدكتوراه إلى كتب سيد قطب الأب الروحي للعنف الإخواني، كانت عضوة في المنظمة الدولية للمرأة، وهو تنظيم «الأخوات المسلمات» الذي يمثل الفرع النسائي من جماعة الإخوان، وخلال الاجتماعات الكثيرة تعرفت صالحة عابدين منذ وقت مبكر على نجلاء زوجة الرئيس المصري المعزول محمد مرسي عندما كان مرسي يدرس في الولايات المتحدة، وقامت كل من صالحة ونجلاء بأنشطة مختلفة لصالح التنظيم في الأراضي الأمريكية، وهناك صور كثيرة تجمع صالحة عابدين مع وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هيلاري كلينتون.

وتعمقت علاقة هوما عابدين بوزيرة الخارجية الأمريكية السابقة بسبب انخراط الكثير من العائلات الإخوانية في الولايات المتحدة في الحزب الديمقراطي، فالتنظيم الدولي للإخوان يرى في أجنحة الحزب الديمقراطي سواء الوسط أو اليسار بمثابة ثغرة لتنفيذ الأجندة الإخوانية ودعم فروع التنظيم داخل وخارج الولايات المتحدة. كل هذا أتاح فرصة لهوما عابدين أن تتقرب من آل كلينتون، ولذلك عملت في البداية في البيت الأبيض مساعدة لهيلاري كلينتون عندما كانت هيلاري سيدة أمريكا الأولى خلال فترتي رئاسة بيل كلينتون، وشكل عام 2001 بداية لعلاقة خاصة ومختلفة بين هيلاري كلينتون وهوما عابدين عندما تولت هوما عابدين منصب نائب رئيس فريق الموظفين مع هيلاري كلينتون، واستمر هذا الأمر عندما أصبحت هيلاري كلينتون عضوة مجلس الشيوخ، وتواصل ذلك خلال منافستها لباراك أوباما على بطاقة الحزب الديمقراطي عام 2008، مروراً بالفترة الأهم التي واكبت ما يسمى «بالربيع العربي» وهي الفترة التي شغلت هيلاري كلينتون فيها منصب وزيرة الخارجية من 2009 وحتى 2013، وصولاً إلى ترشح هيلاري كلينتون لانتخابات 2016. ودائماً ما تصف كلينتون هوما عابدين بأنها ابنتها الثانية في حين ترى أجهزة المخابرات الأمريكية والحزب الجمهوري أن هوما عابدين تلعب دور «ضابط الاتصال» بين تنظيم الإخوان والحزب الديمقراطي الأمريكي منذ بداية التسعينيات وحتى اليوم مع جو بايدن، وحرصت هيلاري كلينتون على دعم كل خيارات هوما عابدين بما فيها الخيارات الخاصة والشخصية حيث حضرت هيلاري كلينتون وزوجها بيل حفل زواج هوما عابدين.

حشد الإخوان للحزب الديمقراطي

وقف الإخوان في الولايات المتحدة خلف مرشحي الحزب الديمقراطي سواء على المستوى الوطني أو على مستوى الولايات، وقادت هوما عابدين حشود الإخوان الداعمة لهيلاري كلينتون في أكثر من ولاية خلال انتخابات 2016، وهو نفس الدور الذي تقوم به حالياً لدعم جو بايدن للوصول للبيت الأبيض في انتخابات 3 نوفمبر.



الحلقة الأولى: إيزنهاور فتح الباب للتنظيم وأفغانستان أول توظيف