الاثنين - 09 ديسمبر 2024
الاثنين - 09 ديسمبر 2024

ترامب يفقد العديد من أصوات الناخبين بسبب وباء كورونا

ترامب يفقد العديد من أصوات الناخبين بسبب وباء كورونا

دونالد ترامب - أ ب

في أواخر يناير، بعد مدة قصيرة من تأكيد أول إصابة بكوفيد-19 في الولايات المتحدة، بلغ سوق أسهم نيويورك أعلى مستوياته وكان تأثير الصعوبات التي تمر بها «بوينغ» على الاقتصاد أكبر مصدر قلق بالنسبة للرئيس دونالد ترامب.

وقال ترامب في دافوس إن «الحلم الأميركي عاد أكبر وأفضل وأقوى من أي وقت مضى».

وبعد 9 شهور، تأكدت إصابة أكثر من 9 ملايين شخص بفيروس كورونا المستجد بينما توفي ما يقارب من 230 ألفاً بالوباء، ما جعل من الفيروس ثالث عامل متسبب بالوفيات لهذا العام.

وازدادت قتامة الأرقام عندما أضيفت نحو 100 ألف وفاة إضافية لأشخاص كانوا مصابين بكوفيد-19 ولم يتم تشخيصهم، بشكل صحيح إلى الحصيلة.

وعلى الرغم من الانتعاش الكبير الذي شهده الاقتصاد في الفصل الثالث من العام، خسر ملايين الأميركيين وظائفهم، ما حطّم إحدى أهم الحجج التي يركّز عادة الرؤساء الأمريكيون الساعون للفوز بولاية ثانية عليها، وهي تلك المبنية على قوة الاقتصاد.

لكن لا تزال هزيمة ترامب في الانتخابات الثلاثاء القادم أمراً غير مؤكد إطلاقاً بينما يعتقد الجمهوريون أن الناخبين سيعاقبون خصمه جو بايدن على فشله في تنظيم حملة انتخابية واسعة على الأرض.

لكن سوء إدارته للوباء كلّفته أصوات ناخبين على غرار كيمبرلي ماكليمور البالغة من العمر 56 عاماً من فلوريدا والتي كانت تعمل في المجوهرات قبل أن يضرب الوباء.

وقالت ماكليمور، التي لطالما كانت مع الجمهوريين، إنها تعتقد أن ترامب كان يبلي بلاء حسناً في البداية عندما عقد إيجازات صحفية يومية وبدا أنه ينصت إلى العلماء، لكنها لاحقاً أدركت أنه لا يأخذ الأزمة على محمل الجد.

وقالت لفرانس برس «لا يمكن أن يسمح لي ضميري بالتصويت لهذا الرجل»، مضيفة أن والديها وهما في الثمانينيات من عمرهما صوتا كذلك لبايدن، وكانت هذه أول مرة يصوّتان فيها لأي ديمقراطي.

وجاء في ختام دعاية نظمّتها مجموعة «مشروع لينكولن» التي تضم جمهوريين سابقين جعلوا من هزيمة ترامب مهمتهم «صوّت وكأن حياتك تعتمد على الأمر».



هامش ضئيل

وخلال تجمّعات انتخابية وعبر تويتر، اتّهم ترامب وسائل «الإعلام السخيفة الزائفة» بالتركيز على «كوفيد، كوفيد، كوفيد» للإضرار بفرصه في الفوز بولاية ثانية.

وعطّل الفيروس جهوده منذ بدء الحملة.

وفي يونيو، أقام أول تجمّع انتخابي في زمن الوباء داخل قاعة مغلقة في تولسا، والتي ثبت أنها كانت مناسبة محرجة سواء لجهة عدد الحضور أم لجهة إمكانية تسببها بنقل العدوى بشكل واسع.

وأظهرت استطلاعات جرت على مدى عدة أشهر أن الأمريكيين يرون أن رئيسهم لم يحسن إدارة أزمة الفيروس.

وأعرب 40% من المستطلعين عن تأييدهم لطريقة تعامله مع الأزمة مقارنة بـ60% في مارس، بحسب استطلاع لمؤسسة «غالوب».

لكن عادة ما يكون هذا النوع من الاستطلاعات عاماً بشكل كبير لتحديد إن كان سيكون هناك «تأثير كوفيد» على الانتخابات.

لكن باحثين قاموا بتحليل جديد نشرته مجلة «ساينس أدفانسز» العلمية قالوا، الجمعة، إنهم توصلوا إلى ذلك.

وبنوا بحثهم على ردود في أكثر من 300 ألف استطلاع من صيفي عامي 2019 و2020 وربطوها بمعدّلات الوفيات المحلية الناجمة عن كوفيد-19، ليستنتجوا أن الوباء قد يكون أضر بشكل كبير بالتأييد الشعبي لترامب.

وعلى وجه الخصوص، كان الأشخاص الذين يعيشون في المقاطعات التي شهدت تضاعف معدلات الوفيات في الشهر السابق ليوم استطلاع آرائهم، قالوا إن احتمال تصويتهم لترامب أقل بما معدله 0,14%، وإن احتمال تصويتهم لمرشحين جمهوريين في الكونغرس أقل بنسبة 0,28%.

وقد لا تبدو هذه النسب كبيرة، لكن كريستوفر وارشو من جامعة جورج واشنطن قال لفرانس برس إنها قد تحمل أهمية بالغة.

وقال «تُحدد الكثير من الانتخابات بهوامش ضئيلة. لذا، فإن حتى التأثيرات الصغيرة تعد مهمة بما فيه الكفاية».

وأضاف «من المرجّح جداً بناء على نتائجنا، أن كوفيد سيتسبب بخسارة الرئيس وأعضاء حزبه نصف نقطة أو نقطة أو أكثر في بعض الولايات والمقاطعات».

وسيكون ذلك كافياً لبايدن. ففي عام 2000، شكّلت بضع مئات الأصوات فقط الحد الفاصل بين الفائز والخاسر في ولاية فلوريدا.

وقبل 4 سنوات، قلب تقدّم ترامب بـ77 ألف صوت فقط في 3 ولايات هي بنسيلفانيا وميشيغان ووسكنسن المعادلة في الانتخابات لصالحه.