السبت - 07 ديسمبر 2024
السبت - 07 ديسمبر 2024

أوروبا تغلق مجدداً لاحتواء كورونا وتظاهرات منددة بتشديد القيود

أوروبا تغلق مجدداً لاحتواء كورونا وتظاهرات منددة بتشديد القيود

أوروبا تعيد الإغلاق بسبب كورونا - أ ف ب

تكثف الدول الأوروبية التي أصبحت مجدداً بؤرة وباء كوفيد-19 القيود أو إجراءات الإغلاق مثيرة غضب مواطنيها الذين يعبرون بشكل متزايد عن نفاد صبرهم كما حصل في إسبانيا حيث تقع مواجهات متكررة مع قوات الأمن.

في كافة أنحاء أوروبا، سجل عدد الإصابات الإضافية ارتفاعاً بنسبة 41% خلال أسبوع، ما يشكل نصف الحالات المسجلة في الأيام السبعة الماضية في العالم. وهذا الارتفاع في الحالات قد يستنفد الطاقة الاستيعابية للمستشفيات ويدفع الحكومات إلى تضييق حرية تنقل مواطنيها مجدداً وإغلاق قطاعات كاملة من الاقتصاد لا سيما الثقافة والتجارة.

في مواجهة هذه القيود، جرت تظاهرات مساء السبت لليلة الثانية على التوالي في عدة مدن إسبانية تلتها مواجهات مع الشرطة وأعمال تخريب ونهب.

الاضطرابات الأكبر سجلت في مدريد حيث ردد العديد من المتظاهرين «حرية!» وأضرموا النار بحاويات النفايات ونصبوا حواجز في غران فيا، بارز جادة، في وسط العاصمة بحسب الصور التي نشرت على وسائل التواصل الاجتماعي.

وجرت مواجهات أيضاً في العاصمة الإيطالية مساء السبت بين قوات الأمن ومئات المتظاهرين الرافضين للإجراءات الجديدة بعد حوادث مماثلة قبل ذلك بيوم في فلورنسا وعدة مدن كبرى أخرى في الأيام الماضية.



غضب التجار

في فرنسا حيث فرض إغلاق لمدة شهر الجمعة حتى 1 ديسمبر، يتزايد غضب أصحاب المتاجر الصغيرة التي تعتبر غير أساسية وبالتالي هي مضطرة للإغلاق، وينددون بمنافسة غير نزيهة من قبل المحلات الأكبر التي يسمح لها بالبقاء مفتوحة أو منصات الشراء على الإنترنت مثل أمازون.

وأعلن وزير الاقتصاد الفرنسي برونو لو مير الأحد أن رئيس الوزراء قد يقرر إغلاق المحلات الكبرى «التي لا تعتبر منتجاتها أساسية».

في بريطانيا، الدولة الأكثر تضرراً بالوباء في أوروبا مع 46 ألفاً و555 وفاة، أعلن رئيس الوزراء بوريس جونسون عن إعادة إغلاق إنجلترا اعتباراً من الخميس حتى 2 ديسمبر، للحد من الانتشار الواسع لفيروس كورونا المستجد، في حين سبق أن أعلنت ويلز الإغلاق فيما تعتمد أيرلندا الشمالية إغلاقاً جزئياً.

وبحسب الوزير البريطاني مايكل غوف الأحد فإن الإغلاق يمكن أن يمدد إلى ما بعد هذا الموعد، ما يثير قلق الأوساط الاقتصادية.

وقالت هيلين ديكنسون المديرة العامة لاتحاد التجار البريطانيين «بريتيش ريتيل كونسورسيوم» إن هذا الإغلاق يشكل كابوساً قبل عيد الميلاد.

في النمسا، أعلن المستشار المحافظ سيباستيان كورتز عن «إغلاق جديد اعتباراً من الثلاثاء ولغاية نوفمبر».

وتسجل هذه الدولة التي يبلغ عدد سكانها 8,8 ملايين نسمة، أكثر من 5000 إصابة يومية مقابل 1000 في أكتوبر، و1109 وفيات منذ بداية تفشي الوباء.

في بلجيكا، دعا وزير الصحة الفيدرالي فرانك فاندنبروك السكان إلى عدم التسوق هذا الأحد عشية تشديد الإغلاق لمدة 6 أسابيع. وسجلت صفوف انتظار

طويلة السبت في بعض المتاجر أو الأحياء التجارية. وقال الوزير «هذه الصفوف خطيرة وهذا تماماً ما لا نريد رؤيته».

في ألمانيا التي شددت أيضاً التدابير لإبطاء انتشار الفيروس، فإن عالم الثقافة سيغلق أبوابه لعدة أسابيع.

وقال العديد من الفنانين والمغنين في رسالة مفتوحة «في الأشهر الماضية، تكون لدينا انطباع بأن قيمتنا أقل من السيارات أو الطائرات أو لاعبي كرة القدم».



«إنقاذ الميلاد»

قررت اليونان فرض إغلاق جزئي لمدة شهر في أثينا والمدن الكبرى في البلاد اعتبارا من الثلاثاء. وأوضح رئيس الوزراء اليوناني كيرياكوس ميتسوتاكيس أن ذلك يهدف، كما هي الحال في أي مكان آخر، إلى «محاولة إنقاذ عطلة عيد الميلاد».

في إيطاليا، فرضت الحكومة في الأيام الأخيرة تدابير وصفتها وسائل الإعلام بأنها «شبه إغلاق» تضمنت حظر تجول في عدة مناطق كبيرة وإغلاق الحانات والمطاعم في الساعة 18,00 وكذلك إغلاق الصالات الرياضية والسينما وإقامة الحفلات الموسيقية.

وقال وزير الصحة الإيطالي روبرتو سبيرانزا المؤيد لإغلاق تام إن «المنحنى الوبائي لا يزال مرتفعاً جداً» مضيفاً «إما ننزله، وإما نكون في ورطة».

تشكل الدول الأوروبية ثالث منطقة أكثر تضرراً بالوباء مع 10,46 ملايين حالة خلف أمريكا اللاتينية والكاريبي (11,3 مليون حالة) وآسيا (10,57). وفي كل أنحاء العالم أصيب أكثر من 46 مليون شخص بالمرض توفي منهم نحو 1,2 مليون.

سجلت الولايات المتحدة نحو 77 ألف إصابة جديدة في الساعات الـ24 الماضية غداة حصيلة قياسية على المستوى الوطني بلغت 94 ألف إصابة بحسب تعداد جامعة جونز هوبكنز. وهي الدولة الأكثر تضرراً في العالم في عدد الوفيات وكذلك عدد الإصابات مع 230 ألفاً و556 وفاة و9,127,109 إصابات.