الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

الإخوان والانتخابات الأمريكية (3 من 4): 12شخصية إخوانية اخترقت الدائرة المقربة من أوباما

يوماً بعد يوم تتكشف العلاقات والأسرار التي جمعت بين الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، وبين تنظيم الإخوان الإرهابي، ورغم أن البعض حاول أن يؤرخ للعلاقة بين الإخوان وأوباما مع بداية عام 2011 واندلاع ما سمي بـ«ثورات الربيع العربي» إلا أن الوثائق وشهادات من عملوا في البيت الأبيض أكدت أن العلاقة بين أوباما والإخوان كانت قائمة قبل دخول أوباما البيت الأبيض في 20 يناير 2009، والدليل على ذلك اجتماع الإخوان مع فريق أوباما الانتقالي في الفترة ما بين نوفمبر 2008 ويناير 2009.

كشفت الكثير من الوثائق عن أن سيد سعيد مدير مكتب الجمعية الإسلامية الإخوانية ومعه آخرون من مؤسسة مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير» شاركوا في عدد من الاجتماعات مع فريق أوباما الانتقالي، وطلب الإخوان في هذه الاجتماعات بضرورة وقف الملاحقات الأمنية لقيادات التنظيمات والجمعيات التي تطلق على نفسها «إسلامية» في الولايات المتحدة، وتقوم بجمع أموال لحركة حماس الفلسطينية وحزب الله اللبناني.

وخلال حفل تنصيب أوباما شاركت الإخوانية إنجريد ماتسون رئيسة الجمعية الإسلامية لأمريكا الشمالية «إيسنا» في حضور حفل التنصيب بدعوة رسمية من كبيرة مساعدي أوباما، إيرانية الأصل فاليرى جاريت، واختار أوباما الأمريكية إنجريد ماتسون، والتي دعمها أمير قطر السابق علانية والمرتبطة عضوياً بالإخوان، لتقديم صلاة «المسلمين» أثناء مراسيم تنصيبه، وظلت ماتسون تتردد على البيت الأبيض طوال عهد أوباما من خلال عضويتها في مجلس البيت الأبيض للنساء والفتيات، الذي كانت تترأسه جاريت، ولم تكتفِ جاريت بهذه الدعوة بل شاركت بنفسها في أنشطة كل من «إيسنا» و«كير» وغيرها من المؤسسات الإخوانية في الولايات المتحدة، كما ألقت جاريت خطاباً أمام تنظيم «إيسنا» التي تقودها ماتسون.

أوباما يتجاهل التحذيرات

وعندما طلبت الصحف الأمريكية تفسيراً من البيت الأبيض ردت إدارة أوباما بأن هذا جزء من التواصل مع المسلمين في الولايات المتحدة، وتجاهلت إدارة أوباما كل التقارير التي أصدرتها مؤسسات أمريكية أكدت فيها أن «إيسنا» هو تنظيم إرهابي، ويتبع جماعة الإخوان، حيث اعتبرت وزارة العدل الأمريكية أن «إيسنا» هي واحدة من الجماعات التكفيرية، والتي تعمل على هدم الديمقراطية الأمريكية، كما وصفت سلوك «إيسنا» بأنه متآمر في جمع الأموال لحركات تنتهج العنف المسلح والإرهاب.

وفي أعقاب اندلاع الاحتجاجات في مصر وأماكن أخرى في العالم العربي في عام 2011، جعلت إدارة أوباما من «إيسنا» حلقة وصل بينها وبين ما سمي بـ«ثورات الربيع العربي»، لتقوم المنظمة وبشكل ممنهج بوصل الإدارة مع العناصر الإخوانية فقط في التحركات العربية.

أوباما الداعم الوحيد

لا ننسى أن أوباما حين وصل إلى سدة الحكم بدأ عهده بخطبة في جامعة القاهرة، وعد من خلالها بعلاقات جيدة مع العالمين العربي والإسلامي، وكشف عدد من الشهادات المنشورة أن إدارة الرئيس أوباما اشترطت على الحكومة المصرية والرئيس الأسبق حسني مبارك أن تكون قيادات من الإخوان في مصر والعالمين العربي والإسلامي في الصفوف الأولى أثناء إلقاء أوباما لخطابه الشهير في جامعة القاهرة.

اختراق إخواني

وتتفق غالبية الكتب والمراجع التي خرجت في عهد أوباما على وجود 12 شخصية إخوانية في الدائرة المقربة من أوباما، حيث كانوا يجتمعون معه بشكل دوري، ومن هؤلاء محمد الإبياري الذي كان يشرف على كتابة خطابات أوباما الموجهة إلى العالم العربي، وقاد الإبياري الذي ولد في مصر وأسس مؤسسة «الحرية والعدالة» وهو نفس الاسم الذي أطلقه الإخوان في مصر على حزب الجماعة بعد 25 يناير 2011.



وقاد الإبياري السياسات الأمريكية التي أفضت في النهاية للفوضى في المنطقة العربية، لأن إدارة أوباما كانت في البداية تفاضل بين اتجاهين للأوضاع في الجمهوريات التي اندلعت فيها «انتفاضات» في الشارع؛ الأول هو التغيير التدريجي دون عنف، والثاني كان يدعو لتغيير سريع حتى لو أدى للفوضى، وكان أوباما مع نائبه جو بايدن يميلان في البداية للاتجاه الأول، لكن الإبياري طلب الاجتماع مع أوباما وأشار إليه بضرورة رحيل مبارك فوراً عن الحكم، وكتب الإبياري بنفسه بيان أوباما الذي طلب فيه من مبارك التنحي وترك السلطة وهو ما حدث بالفعل في 11 فبراير 2011، واستطاع الإبياري أن يؤثر في السياسة الأمريكية من خلال عضويته في المجلس الاستشاري للأمن الوطني الأمريكي، رغم تاريخه الإرهابي، حيث إنه من عناصر ما يطلق عليه «التيار القطبي» داخل جماعة الإخوان في أمريكا، وكان وما زال وحتى اليوم يشيد بأفكار سيد قطب الذي أسس لمنهج العنف في الإخوان، ويعتبره الإبياري أنه «الأب الروحي» لما يسميه بـ«الثورة الإسلامية»، ومن يراجع مقالات ومقابلات الإبياري في الصحافة الأمريكية يتأكد أنه داعم قوي لآراء الخوميني، ولأفكار الإرهابي الشهير سراج وهاج.

دور «برينان»

وبخلاف وزيرة الخارجية الأمريكية، فقد لعبت شخصيات أخرى في إدارة أوباما دور الوسيط مع جماعة الإخوان، ومن هؤلاء «جون برينان» الذي وصفه الرئيس ترامب بأنه أسوأ رئيس لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية «سي آي إيه» والذي ارتبط بعلاقات قوية مع الجمعية الإسلامية الأمريكية التابعة للإخوان، وخير دليل على ذلك هو عدم تطرق برينان إلى حقيقة دعم الإخوان للإرهاب، خلال الخطاب الذي ألقاه قبل أن يتولى منصبه في المخابرات المركزية الأمريكية، وكان في جامعة نيويورك عام 2010، وتحدث فيه برينان حول معايير جديدة للتعامل مع الجماعات الإسلامية في الولايات المتحدة وخارجها، وما لم يتوقعه أحد أن هذا الخطاب نفسه كتبه إرهابيون وأعضاء في تنظيم الإخوان، ولهم علاقات قوية بالمجموعات المتطرفة، لكنهم أيضاً كان لهم علاقات بالبيت الأبيض ومجلس الأمن القومي الأمريكي في إدارة أوباما، وتؤكد كل الشواهد أن برينان كان على علاقة قوية مع «إيسنا».

الحلقة الأولى: إيزنهاور فتح الباب للتنظيم وأفغانستان أول توظيف

الحلقة الثانية: فترة أوباما العصر الذهبي لجماعات التطرف