تشمل انتخابات الثلاثاء في الولايات المتحدة منصب الرئاسة ونصف مقاعد مجلس النواب وثلث مجلس الشيوخ. ويخشى الحزب الجمهوري من خسارة سيطرته على مجلس الشيوخ، خاصة في ظل توقعات كبيرة بخسارة مجلس النواب، وأن يصاحبهما خسارة الرئيس دونالد ترامب الرئاسة، ما يجعل الأمر بمثابة «حمام دم» للجمهوريين، كما سبق أن وصفه منذ أسابيع عضو مجلس الشيوخ الأمريكي عن ولاية تكساس تيد كروز.
ويسعى الديمقراطيون للسيطرة على الحكومة الفيدرالية لأول مرة منذ 11 عاماً، بما يجعلهم ينفذون أجندتهم المرتكزة على «إصلاح الديمقراطية» - كما يقولون- والرعاية الصحية والتغير المناخي، لكن قبل كل ذلك مواجهة الوضع الاقتصادي.
ويخشى الجمهوريون من خسارة مجلس الشيوخ حتى مع فوز ترامب بالرئاسة، ما يجعل الرئيس والحزب مقيدين، وتشير استطلاعات الرأي بالفعل إلى احتمالية خسارة فعلية لمجلس الشيوخ بجانب مجلس النواب.
المخاوف من خسارة الشيوخ لم تكن فقط لدى «كروز»، بل إن زعيم الأغلبية في مجلس الشيوخ ميتش ماكونيل، كان قد عبر في تصريحات تلفزيونية عن تلك المخاوف، بسبب سياسة الرئيس في التعامل مع أزمة كورونا، وذلك عقب إصابة ترامب والعشرات داخل البيت الأبيض.
سخونة معركة مجلس الشيوخ جاءت بعد إصابة ترامب بفيروس كورونا، فقبلها لم يكن هناك احتمال لخسارة الشيوخ، أما الآن فالاحتمالات واردة وبقوة، ولهذا يقاتل الجمهوريون في كل مكان، للتأكد من الإدلاء بالأصوات، وجاءت زيادة الإقبال على التصويت المبكر مفاجأة للجميع، حيث تجاوزت 92 مليوناً، ويتبع الجمهوريون الآن سياسة ترهيب الناخبين، والرئيس ترامب يشكك في عملية التصويت ويحث أنصاره على الانخراط فيما أسماه «جيش ترامب» للمراقبة.
أما الديمقراطيون فيقاتلون لاستغلال الأزمات التي صاحبت معالجة ترامب لأبرز القضايا وفي مقدمتها كورونا والعنصرية ودعمه للمتطرفين البيض، وفي الوقت ذاته يخشى الجمهوريون من تأثر فرصهم في اقتناص حلمهم بسبب أن ترامب أدخل عناصر للتصويت في الانتخابات كانت لا تهتم نهائياً بمسألة الانتخابات.
ضعف التبرعات للجمهوريين
وظهر الجهد الكبير للديمقراطيين في عدد من الولايات التي فاز بها الجمهوريون في 2016، لدرجة أن لينزي جراهام أحد أبرز وأهم الجمهوريين في مجلس الشيوخ، ومرشح الحزب في ساوث كارولاينا، اشتكى أكثر من مرة من ضعف التبرعات له في مقابل التدفقات المالية الكبيرة لمنافسه الديمقراطي حتى من خارج الولاية.
وزادت تبرعات الحزب الديمقراطي بشكل كبير خاصة عقب المناظرة الأولى بين ترامب ومنافسه جو بايدن، ووفاة قاضية المحكمة العليا روث جينسبيرج، بل إن الديمقراطيين ركزوا بشكل كبير على أكبر وأهم ولاية جمهورية وهي تكساس، في محاولة للفوز بها، بما يعني حسم الأمر لصالحهم مبكراً، وهذه الولاية لم يفز بها مرشح ديمقراطي للرئاسة منذ سبعينيات القرن الماضي.
وتشير استطلاعات الرأي إلى فرص كبيرة للديمقراطيين لانتزاع مجلس الشيوخ، حيث تجري الانتخابات على 35 مقعداً هذا العام، حيث يتم انتخاب ثلث مقاعد المجلس كل 6 سنوات، ويشغل الجمهوريون 23 مقعداً من تلك المقاعد مقابل 12 مقعداً للديمقراطيين.
وقالت صحيفة «واشنطن بوست» إن السيناتور الديمقراطي تشاك شومر قريب من تحقيق حلمه بأن يكون زعيماً للأغلبية في مجلس الشيوخ، والمصادر تفيد أنه سيكون شرساً وصلباً حال توليه المنصب.
وبالنسبة لانتخابات الرئاسة، نجد أن متوسط استطلاعات الرأي توضح تفوق جو بايدن بفارق 8.6 نقطة. وفي انتخابات الرئاسة بين ترامب وبين منافسته الديمقراطية هيلاري كلينتون في 2016، كانت كلينتون متفوقة بـ2.1 نقطة.
وبالنسبة لمجلس النواب تبدو فرص الديمقراطيين كبيرة للاحتفاظ بالأغلبية، حيث تشير استطلاعات الرأي إلى فرص تتجاوز 80% للحصول على مقاعد بين 225 و254 مقعداً في المجلس الذي يضم 435 عضواً منتخباً.