الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

الإخوان والانتخابات الأمريكية (4 من 4): وعود «مليونية» من الإخوان لبايدن

وعدت المؤسسات والتنظيمات التابعة للإخوان عندما التقت مرشح الرئاسة الأمريكية الديمقراطي جو بايدن في 27 سبتمبر الماضي، بدعمه بمليون صوت «مسلم»، وهو ما يدعو لسؤال حول الثمن الذي سيدفعه بايدن حال فوزه مقابل «المليون صوت» التي سيحصل عليها من الإخوان، وهل فعلاً سيسير الرجل السبعيني على خطط رفيق دربه الرئيس السابق باراك أوباما في منح «قبلة الحياة» لما يسمى بـ«الربيع العربي» في المنطقة العربية؟

المؤكد أن هذه هي أماني التنظيم الدولي للإخوان بأن يحصل على مساعدة بايدن في الوصول للحكم في الدول العربية، كما ساعدهم أوباما من قبل، ويعكس هذا الهدف ما يمكن وصفه بـ«الحماس» منقطع النظير للمنظمات والمؤسسات الإخوانية في الولايات المتحدة الأمريكية، والتي تقوم على مدار الساعة بعقد الندوات وحشد الحشود من أجل فوز بايدن، ووصل الأمر إلى أن نرى مجلس العلاقات الأمريكية الإسلامية «كير» ينظم استطلاعاً لرأي المسلمين في الولايات المتحدة، قال إن نتائجه أظهرت أن غالبية المسلمين سيصوتون لصالح بايدن، ووصف «كير» هذا النشاط بأنه نوع من «الجهاد البرلماني».

الغزل بين الإخوان وبايدن

وارتفعت وتيرة الغزل المتبادل بين المجموعات الإخوانية في الولايات المتحدة، وبين الحزب الديمقراطي، ووصلت إلى مستويات متقدمة، حيث إن كل الوجوه الإخوانية القديمة والجديدة، تعمل وتحشد من أجل بايدن، بداية من «هوما عابدين»، ومحمود الإبياري، (تحدثنا عن كل منهما في الحلقات السابقة)، وصولاً إلى الصومالية الإخوانية «إلهان عمر» التي كانت تقف بجانب بايدن في جميع التجمعات الانتخابية قبل تفشي جائحة فيروس كورونا، وساعدتها مؤسسة «كير» الإخوانية بالفوز بمقعد ولاية «مينيسوتا» في مجلس النواب في الدورة المنتهية ولايته، وتأمل «إلهان عمر» في النجاح مرة أخرى في انتخابات 3 نوفمبر.

ومن يراجع تصريحات بايدن خلال الحملة الانتخابية يتأكد أنها تصب في صالح التنظيم الدولي للإخوان، وتعادي قيادات الدول المركزية في المنطقة العربية، وهو ما يجعل الكثير من الشعوب العربية الغيورة على استقرار بلادها تخشى أن تتحول الكلمات الانتخابية إلى واقع على الأرض.

وخلال لقاء 27 سبتمبر الماضي بين بايدن والقيادات الإخوانية، تعهد المرشح الديمقراطي بوجود قيادات «مسلمة» إخوانية في إدارته، والتدخل في الشؤون الداخلية للدول الأخرى تحت لافتة «الديمقراطية وحرية التعبير»، بل داعب بايدن مشاعر الناخبين «المسلمين»، مستدعياً حديث النبي محمد، صلى الله عليه وسلم، قائلاً «من رأى منكم منكراً فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».

ومن يراقب أي تجمع انتخابي للحزب الديمقراطي سوف يلاحظ أن القاعات مليئة بالمحجبات من عناصر جماعة الإخوان، وهي تكرار لمحاولة أوباما ترسيخ مفهوم أن الإخوان في أمريكا يمثلون كل المسلمين.

إلهان عمر في إدارة بايدن

وإذا عدنا إلى مؤسسة «كير» التي تعتبر الدعاية لبايدن نوعاً من «الجهاد البرلماني»، نجد أنها تتحرك في دعمه بحضور النائبة إلهان عمر، التي أكدت كل الشواهد أنها صناعة الإخوان في الولايات المتحدة، وأن كل ما تقوم به إنما يهدف إلى إعادة ما يسمى بـ«الربيع العربي» للمنطقة، ومن هذه الشواهد ما حدث في 14 ديسمبر 2019 عندما حضرت إلهان عمر احتفالاً لفرع «كير» في نيويورك، بمناسبة مرور 21 عاماً على تأسيس الفرع، وتبرع كل من حضر الحفلة بقيمة 100 دولار، واحتفى الإخوان بحضور إلهان عمر التي قالت إن هدفها هو تمكين المسلمين الأمريكيين.

حضور إلهان عمر لاحتفاليات جماعة تحيط بها شبهة إرهابية ووقوفها الدائم بجوار بايدن، دفع البعض في الصحافة الأمريكية إلى توقع أن يستعين بايدن بها في إدارته، سواء فازت في مجلس النواب أو فشلت في التجديد، وهو ما سيمثل دعماً للأجندة الإرهابية لجماعة الإخوان، بينما نجد أن موقف الرئيس دونالد ترامب يختلف تماماً، ويتخذ موقفاً عدائياً منها، حيث وصفها ترامب في يوليو 2019 بـ«الإرهابية»، لأنها تدعم علناً تنظيم القاعدة، وأنها قللت من شأن هجمات 11 سبتمبر 2001، وعندما شنت الإدارة الجمهورية هجوماً على «كير»، دافعت عنها إلهان عمر بقوة.

الشرقاوي.. ودعم مستمر للديمقراطيين

ويعتبر الكثير من المتخصصين في متابعة الجماعات الإرهابية على الأراضي الأمريكية، أن «محمود الشرقاوي» الذي ولد في مصر ويعيش في نيويورك، هو «الزعيم الحقيقي» للإخوان في الولايات المتحدة، الشرقاوي يعمل كمسؤول العلاقات العامة والمتحدث باسم المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية، ويعد من الوجوه المألوفة للكونغرس لأنه منذ عهد أوباما وهو يشارك في اجتماعات الكونغرس، وقاد الشرقاوي حملة محمومة من أجل دعم بايدن، كما يلعب الشرقاوي دوراً كبيراً في التبرع وجمع المال لحملة بايدن.

اللافت أن الشرقاوي لعب دوراً كبيراً في حشد الإخوان المقيمين في نيويورك للتصويت لهيلاري كلينتون في انتخابات الرئاسة عام 2016، وبعد فوز ترامب بالرئاسة، كان للشرقاوي نشاط واسع جداً في الكونغرس، نظرا لأن الشرقاوي بحكم منصبه في المجلس الأمريكي للمنظمات الإسلامية، يستطيع أن يدخل كل الاجتماعات التي تتم في الكونغرس، وفي سبتمبر 2017 وبمناسبة يوم الدعوة، ساهم نواب ديمقراطيون في استمرار هذه الفاعلية في الكونغرس في العام الأول لفوز الرئيس ترامب.

ووفق مقربين من الشرقاوي وصحف محلية في نيويورك، فإن الشرقاوي يراهن على فوز بايدن، ومن المواقف التي لا ينساها الإعلام الأمريكي للشرقاوي دعوته للإخوان عام 2015 علانية لاستخدام العنف للسيطرة على الحكم في مصر، فهو القائل بأن «شعار الجهاد لا يعلوه أي جهاد».

وتقول بعض التقديرات الإخوانية أن الشرقاوي استطاع جمع أكثر من 4 ملايين دولار لدعم حملة بايدن الانتخابية، وهو ناشط للغاية في الحزب الديمقراطي في نيويورك، وقد نشرت له أكثر من صورة مع عمدة نيويورك بيل دي بلاسيو، وعضو الكونغرس جون فاسو.

الحلقة الأولى: إيزنهاور فتح الباب للتنظيم وأفغانستان أول توظيف

الحلقة الثانية: فترة أوباما العصر الذهبي لجماعات التطرف

الحلقة الثالثة: 12 شخصية إخوانية اخترقت الدائرة المقربة من أوباما