دعا الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير للاستفادة من فرص فوز جو بايدن في الانتخابات الرئاسية الأمريكية لأجل تجديد العلاقات مع الولايات المتحدة الأمريكية.
وكتب شتاينماير في مقال لصحيفة «فرانكفورتر ألجيماينه تسايتونج» الألمانية تم نشرها اليوم الأحد: «في القضايا الجوهرية حقاً بالنسبة لنا، فقلما يكون الفرق أكبر بين الأربع سنوات الماضية الصعبة، بل والمدمرة، وبين ما تقدمه الأربع سنوات القادمة من فرص».
وتابع الرئيس الألماني أن هناك كثيراً من الأمور متضررة، ولكنها ليست مدمرة تماماً بعد، وأضاف: «فلنستخدم الفرصة في تجديد الديمقراطية وقوة العقل في مجتمعاتنا بالتعاون مع أمريكا التي سيحكمها جو بايدن».
يشار إلى أن العلاقات الألمانية-الأمريكية تعرضت لتحطم كبير تحت رئاسة دونالد ترامب.
وأكد شتاينماير أنه مع بايدن سيكون هناك مجدداً أمريكا تعرف معنى الشراكات والتحالفات، وقال إنها ستكون «أمريكا لا تفهم قوتها كقوة على الآخرين، ولكن كقوة لتحقيق أهداف مشتركة»، لافتاً إلى أنه بعودة الولايات المتحدة الأمريكية لمثل مشتركة،ستتوافر فرصة وضع حد لتآكل النظام الدولي.
وأضاف قائلاً: «ستكون لدينا الفرصة لإحياء منطق التعاون من جديد»، وذكر أمثلة ملموسة على ذلك بمكافحة فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19»، وعودة الولايات المتحدة الأمريكية إلى اتفاقية باريس لحماية المناخ، وتجدد التعاون في منظمة التجارة العالمية وحلف شمال الأطلسي «ناتو»، وكذلك اتخاذ إجراء مشترك ضد البرنامج النووي الإيراني.
وأعرب الرئيس الاتحادي عن أمله أيضاً في تعزيز أوروبا من خلال تغير السلطات في البيت الأبيض، وأقر شتاينماير بالنظر إلى سياسة ترامب تجاه الاتحاد الأوروبي خلال الأربعة أعوام الماضية: «لا يمكن تشكيل وحدة أوروبية في مواجهة محاولات انقسام أمريكية»، لافتاً إلى أنه حتى تحت رئاسة بايدن لن تكون أوروبا محورية بالنسبة للولايات المتحدة، وأوضح أن «مركز الثقل الجديد للمصالح الأمريكية» يقع حالياً في آسيا.
ولكنه شدد أيضاً على ضرورة أن توضح أوروبا السبب وراء أهميتها بالنسبة لأمريكا، وأكد أنه يندرج ضمن ذلك أن تسعى أوروبا ويتسنى لها حماية نفسها بشكل يعول عليه، وذلك بالنظر إلى انتقاد الولايات المتحدة الأمريكية لنقص نفقات الدفاع من جانب الحلفاء الأوروبيين.
وأضاف شتاينماير: «ترويجنا لمنطق عالمي للتعاون لن ينجح من منطلق موقف ضعف. يكمن في ذلك المغزى الحقيقي للنقاش حول السيادة الأوروبية».