الاثنين - 09 ديسمبر 2024
الاثنين - 09 ديسمبر 2024

بعد فوز بايدن.. هل ما زال أمام ترامب فرص للوقوف في طريقه للبيت الأبيض؟

بعد فوز بايدن.. هل ما زال أمام ترامب فرص للوقوف في طريقه للبيت الأبيض؟

ترامب وبايدن - أ ف ب

بعد إعلان وسائل الإعلام الكبرى في الولايات المتحدة فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن بالرئاسة، تثير تصريحات الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب الرافضة للنتيجة تساؤلات عدة حول فرص إثبات ادعاءات فوزه.

وكانت وسائل الإعلام أعلنت النتيجة باعتبار أنه لم يعد بإمكان ترامب حسابياً التعويض عن الفارق بينهما في الولايات الأساسية.

ورفض ترامب النتائج التي أوردتها وسائل الإعلام، وقال في تغريدة على تويتر، «فزت بالانتخابات وحصلت على 71 مليون صوت قانوني. أشياء سيئة حدثت، لم يسمح لمراقبينا برؤيتها».

وما زالت مزاعم ترامب بشأن التلاعب بالأصوات تثير الشكوك بشأن ما سيحدث في الفترة الانتقالية لحين تنصيب الرئيس في 20 يناير.

هل فاز جو بايدن وانتهت الانتخابات؟

أعلنت وسائل الإعلام فوز بايدن بناءً على تقيميها لجمع الأصوات، إذ حقق بايدن تقدماً كبيراً على ترامب بما يكفي للحصول على 270 صوتاً من أصوات المجمع الانتخابي التي يحتاجها الرئيس للفوز، في حين بات من الصعب حصول ترامب على هذه الأصوات.

وعلى الرغم من ذلك، فمن الناحية القانونية لا تزال نتائج الانتخابات ليست رسمية، حيث تخضع لعملية التصديق على مستوى كل ولاية.

وتحدد كل ولاية موعداً نهائياً خاصاً بها لإنهاء تلك العملية، وفي 14 ديسمبر المقبل سيجتمع الناخبون المختارون من قبل أحزابهم ويدلون بأصواتهم للمرشح الذي سيتولى منصب الرئيس، ويختار الناخبون الفائز بناءً على الفائز المعتمد بالتصويت الشعبي.

ورفعت حملة ترامب بالفعل دعاوى قضائية للطعن في التصويت، وبحسب صحيفة الغارديان البريطانية فمن غير المحتمل أن تغير هذه الدعاوى نتيجة التصويت قبل المصادقة على النتائج واجتماع المجمع الانتخابي.

ويتقدم جو بايدن بعشرات الآلاف من الأصوات في الولايات الرئيسية، وبناءً عليها سيصوت المجمع الانتخابي، ويتقدم بنسبة 4 ملايين صوت في التصويت الشعبي العام.

وللطعن في هذه النتائج تحتاج حملة ترامب إلى إقناع القضاة بأن هذه الأصوات تم الإدلاء بها بشكل غير قانوني.

وأشارت الغارديان إلى أن مسؤولي الانتخابات يتتبعون عن كثب بطاقات الاقتراع عبر البريد وعملية فرز الأصوات، ويعد تزوير الناخبين نادراً للغاية في الولايات المتحدة، وبالتالي سيكون من الصعب جداً على ترامب إقناع القضاة.

ويقول الخبراء بأن الدعاوى القضائية التي رفعها ترامب مهتزة من الناحية القانونية، ولن تكون كافية لقلب النتائج، في حين تم رفض دعوتين على الأقل.

وقال ترامب إنه سيسعى لإعادة فرز الأصوات ولكن هل سيغير ذلك من النتائج؟

بحسب الغارديان فإن إعادة فرز الأصوات عملية طبيعية في الانتخابات، والعديد من الولايات لديها قوانين لإعادة العملية.

ففي ولاية ويسكونسن يحق للمرشح طلب إعادة الفرز في حال كان الفرق بين المرشحين أقل من نقطة مئوية واحدة، ويتقدم بايدن في هذه الولاية بحوالي 0.7%، وفي ولاية جورجيا يمكن للمرشح أن يطلب إعادة فرز الأصوات إذا كان الفرق أقل من 0.5% من الأصوات، ويتقدم بايدن حالياً بنحو 0.2%.

وفي ولاية بنسلفانيا، تتم إعادة الفرز بشكل تلقائي على مستوى الولاية في حال كان الفرق بين المرشحين أقل من 0.5% من الأصوات.

وعملية إعادة الفرز لا تعني أنه كان هناك خطأ في الفرز الأولي، بل إنها طريقة للتحقق من النتائج في سباق متقارب، ونادراً ما تغير عمليات إعادة الفرز نتائج السباق.

وبين عامي 2000 و2019، كانت هناك 5778 عملية انتخاب على مستوى الولاية، و31 عملية إعادة فرز، ووفقاً لمجموعة التصويت العادل FairVote، نتج عن 3 من عمليات إعادة الفرز عكس النتائج.

وأقر الحاكم الجمهوري السابق لولاية ويسكونس سكوت ووكر بأنه من غير المرجح أن يتغلب ترامب على تقدم بايدن البالغ 20 ألف صوت في الولاية بعملية إعادة فرز الأصوات.

ولكن يبقى السؤال الأقوى ماذا عن المحكمة العليا التي يتمتع المحافظون بها بأغلبية قوية وهل يستطيع ترامب أن يطلب منهم التدخل وتحديد نتيجة الانتخابات؟

تقول صحيفة الغارديان إنه من غير المرجح أن يقرر القضاة في المحكمة العليا نتيجة هذه الانتخابات لعدة أسباب. أولها أن تحدي ترامب في نتيجة الانتخابات يصب في حقيقة أن مسؤولي الانتخابات يقومون بعد بطاقات الاقتراع البريدية التي وصلت بعد يوم الانتخابات.

لكن على الرغم من أن بطاقات الاقتراع تمت جدولتها بعد يوم الانتخابات، إلا أنه تم الإدلاء بها جميعاً في يوم الانتخابات أو قبله.

كما أن ترامب قد قدم أدلة قليلة على أن هذه البطاقات قد تم الإدلاء بها بشكل غير قانوني.

وحالياً لا يوجد سوى قضية واحدة معلقة بشأن الانتخابات أمام المحكمة العليا الأمريكية، وهي نزاع حول ما إذا كان يجب عد بطاقات الاقتراع في ولاية بنسلفانيا والتي تم ختمها بالبريد بحلول يوم الانتخابات إلا أنها لم تصل في الأيام التالية.

وعلى الرغم من أن 3 قضاة في المحكمة اقترحوا استبعاد بطاقات الاقتراع هذه، لا يبدو أن هناك عدداً كافياً من بطاقات الاقتراع المتأخرة والتي يمكن أن تؤثر في نتيجة الانتخابات في ولاية بنسلفانيا.

حتى لو كان هناك، فقد أعرب الخبراء القانونيون أيضاً عن شكوكهم بشأن ما إذا كان القضاة سيرفضون بطاقات الاقتراع لأن الناخبين الذين أدلوا بأصواتهم المتأخرة اعتمدوا على تعليمات من المسؤولين الحكوميين للاعتقاد بأنه سيتم فرزها.

كما ترغب المحكمة العليا أيضاً أن ينظر إليها على أنها محايدة وبعيدة عن أهواء السياسة، ومن غير المرجح أن تشارك في انتخابات لتقوم بإلغاء النتائج في عدة ولايات.

وفي انتخابات عام 2000، تدخلت المحكمة العليا في ولاية واحدة فقط وهي ولاية فلوريدا، لكن عام 2020 الأمر مختلف بشكل كبير، إذ فاز بايدن بعدد من الولايات المتأرجحة ومن المرجح أن تكون المحكمة العليا مترددة في التدخل.

ويضع هذا عائقاً كبيراً لترامب وفريق محاميه، إذ عليهم إظهار دليل واضح على ارتكاب مخالفات من شأنها تغيير النتائج في تلك الولايات.