السبت - 07 ديسمبر 2024
السبت - 07 ديسمبر 2024

خبراء: الإعلام الإخواني منبر للتحريض والكراهية

خبراء: الإعلام الإخواني منبر للتحريض والكراهية

الندوة الثالثة لمنتدى "تريندز" حول الإسلام السياسي.

أكد خبراء وباحثون أن الإعلام يمثل أهم أدوات جماعة الإخوان المسلمين منذ نشأتها حتى الوقت الراهن، حيث توليه اهتماماً كبيراً من خلال الاستثمار في مختلف أنماطه التقليدية والحديثة، للترويج لأفكارها المتطرفة والتحريض على العنف وبث نزعات الكراهية والفتنة.

جاء ذلك في ندوة نظمها «مركز تريندز للبحوث والاستشارات»، «عن بُعد» تحت عنوان «الإخوان والإعلام: بين الأيديولوجيا والسياسة»، شارك فيها نخبة من الخبراء في حركات الإسلام السياسي.

وقال الباحث د. باسل بشير، إن أبرز وظائف وسائل الاتصال الجماهيري لجماعة الإخوان المسلمين تتمثل في تشكيل القيم الاجتماعية والسياسية والأيديولوجية للجماعة، والترويج لمشروعها الفكري والسياسي، وتهيئة المجتمعات لتقبل أفكارها.

وأوضح أن أهداف الإعلام الإخواني لم تتغير منذ نشأة الجماعة حتى الآن، حيث يسعى إلى نشر أيديولوجية الجماعة بين الأمم والشعوب، والدعوة إلى أستاذية العالم والترويج لفكرة إحياء الخلافة الإسلامية، والتشكيك في خصوم الجماعة والتحريض عليهم.

وأكد الدكتور باسل بشير أن شبكة الجزيرة كانت الناطق الرسمي للجماعة والممول الرئيسي لوسائل اتصالها منذ ما يسمى «أحداث الربيع العربي».

وقدم بشير نموذجاً للإعلام الإخواني، متمثلاً في مجلة «جميعة الإصلاح» الإماراتية، مشيراً إلى أن هذه المجلة تضمنت العديد من الرسائل التي تعبر عن فكر الجماعة وأهدافها لاختراق المجتمعات والتغلغل فيها وبناء مجتمعات موازية فيها من خلال العديد من الأدوات مثل السيطرة على التعليم والمؤسسات الدينية والثقافية.



ازدواجية الخطاب

بدوره، تطرق الكاتب د. هاني نسيرة إلى ملامح ازدواجية الخطاب الإعلامي للجماعة، مؤكداً أن هذا الخطاب يتسم بخصائص عدة، أهمها أنه خطاب أيديولوجي وديني بالأساس، يستحضر مقولات الخلافة والحاكمية وتطبيق الشريعة، ويرفض السلام ويدعو إلى الحرب واستمرار الصراع، ويستحضر هذه الكلمات ويستخدمها في التجنيد دائماً، كما يوظفها سياسياً في أحداث مختلفة، تصل إلى حد التكفير للمخالف.

وفي السياق ذاته، أشار يوتام فلدنر مدير تلفزيون ميمري (MEMRI-TV) بإسرائيل إلى أن تركيا وقطر تعدان أهم حاضنتين لجماعة الإخوان وأكبر داعمتين لها على المستوى الإعلامي والحركي والمالي. ورأى يوتام فلدنر أن الجماعة وظفت وسائل الإعلام التابعة لها في تشكيل صورة لنفسها باعتبارها جماعة معتدلة تمثل الإسلام الحقيقي بعيداً عن الجماعات المتطرفة، لكن بمرور الوقت فإن العديد من المنابر الإعلامية الخاصة بالجماعة في تركيا وقطر تحولت إلى منصات للتحريض على العنف والكراهية، وبات خطابها الإعلامي أقرب إلى داعش والتنظيمات المتطرفة والإرهابية.

وأكد يوتام فلدنر أن الإعلام الإخواني يجسد بوضوح انتهازية الجماعة، ومحاولاتها الدائمة توظيف الأزمات لصالحها، على النحو الذي بدا واضحاً في استغلال أزمة الرسوم المسيئة للرسول محمد، حينما حاولت منابر الجماعة تسييس هذه الأزمة، لصرف الانتباه عن التحركات الأوروبية لتحجيم أنشطة الإخوان على أراضيها.



الأجنحة الإعلامية

وأشار د. نيكولاس رايدر، بروفيسور في دراسة الجريمة المالية جامعة غرب إنجلترا إلى أن لدى الجماعة العديد من مصادر التمويل التي يصعب الكشف عنها، خاصة أن بعضها يأتي من أشخاص وبعضها الآخر يأتي من جهات غير معلومة.

وأوضح أن مساعي وضع جماعة الإخوان على قائمة الإرهاب الأمريكية نشطت في عهد الرئيس ترامب لكنها لم تكتمل، مشيراً إلى أنه في حال تنفيذ هذه الخطوة، فإنها كانت ستشكل ضربة قوية لتمويل إعلام الجماعة.



الإعلام الرقمي

وأوضحت د. نجاة السعيد -باحثة مستقلة في التواصل السياسي والتنمية في الولايات المتحدة الأمريكية- أن جماعة الإخوان تتبنّى خطاباً إعلامياً يصورها أمام الغرب جماعة متسامحة تؤمن بالديمقراطية، وهذا يفسر دعم إدارة باراك أوباما لها، فيما لا تختلف الجماعة في ممارساتها عن «داعش» و«القاعدة».

في السياق ذاته، أوضح د. جوناثان ماتوسيتز، أستاذ مساعد بكلية نيكولسون للاتصالات بجامعة سنترال فلوريدا، أن جماعة الإخوان لديها 500 مؤسسة في أكثر من 20 دولة أوروبية. وأشار إلى أنها تركز بصفة رئيسية على تعزيز وجودها في بروكسل، عاصمة الاتحاد الأوروبي، للتغلغل في باقي أنحاء القارة الأوروبية.



مستقبل خطاب الإخوان

من جهتها، اعتبرت د. نهى ميللور -أكاديمية من المملكة المتحدة- أن الإعلام الإخواني يواجه تحديات عديدة في الوقت الراهن، أهمها ضعف الأيديولوجية التي يرتكز عليها، فضلاً عن عدم وجود رؤية إعلامية موحدة للجماعة حول كيفية التعامل مع الغرب.

في السياق ذاته، أشار الأستاذ محمد الصوافي -مدير إدارة الإعلام البرلماني في «المجلس الوطني الاتحادي» في الإمارات- إلى أن الإعلام الإخواني يواجه في الوقت الراهن مأزقاً معقداً نتيجةً لمجموعة أسباب، تتعلق بتراجع ثقة الجيل الشاب في خطاب الإخوان، القائم على التشكيك والتحريض، والنفور العام من القيادات الإعلامية الإخوانية، خاصة الموجودة في تركيا، مشيراً إلى أن ما حدث في فرنسا والنمسا من جرائم إرهابية أظهر للغرب الأوروبي خطورة خطاب جماعات الإسلام السياسي وعلى رأسها الإخوان.

وطرح المشاركون في الندوة بعض المقترحات والتصورات التي من شأنها التصدي للخطاب الإعلامي الإخواني الذي يحرض على العنف والكراهية، من بينها: أهمية تطوير الخطاب الإعلامي الموجه للغرب لتوضيح جوانب التناقض في خطاب جماعة الإخوان وتبيان حقيقة فكرهم المتطرف، واستثمار حالة القلق الأوروبي والغربي في حث السلطات الأوروبية على مراقبة مصادر تمويل الإعلام الإخواني، وتصدي المؤسسات الدينية المعتدلة، كالأزهر الشريف، لمحاولات الإعلام الإخواني توظيف الدين بالشكل الذي يخدم أهداف الجماعة، والعمل على زيادة وعي الشعوب بخطورة الخطاب الإخوان وإنشاء قنوات باللغة الإنجليزية في الغرب لمناهضة حركات الإسلام السياسي بوجه عام.