الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

هل يلقى أردوغان مصير أجاويد بسبب الأزمة الاقتصادية؟

هل يلقى أردوغان مصير أجاويد بسبب الأزمة الاقتصادية؟

تشهد أسعار السلع ارتفاعاً كبيراً في تركيا إثر أزمة انهيار العملة «الليرة»، وسط تنامي الاستياء الشعبي.

ويعيد المشهد الحالي في تركيا للأذهان صورة الأزمة الاقتصادية التي وقعت عام 2001، والتي كانت سبباً في تغيير المشهد السياسي بإطاحة رئيس الوزراء وقتها بولنت أجاويد، وتمهيد الطريق لحزب جديد بقيادة رجب طيب أردوغان.

وقال تقرير لصحيفة «دي تسايت» الألمانية إن صراخ الشكوى أصبح مسموعاً بصورة لا لبس فيها، ونقل عن «إيدا نور غول» البائعة بأحد المتاجر في إسطنبول قولها «يشكو لي الناس طوال اليوم من ارتفاع أسعار جميع المنتجات: زيت الطهي، والشوكولاتة، وورق التواليت، كل شيء يزداد كلفة، الجميع يعاني، لم أعد أعرف كيف أتسوق لعائلتي، وعلي أن أستمع إلى صراخ الناس كل يوم، كما لو كان بإمكاني فعل شيء من أجلهم».

وأشار التقرير إلى اتهام غالبية الشعب لأردوغان بالوقوف وراء ما تشهده البلاد من انهيار للعملة وغلاء للأسعار، خاصة بعد طرد رئيس البنك المركزي بشكل مفاجئ، وبعدها استقالة وزير المالية بيرات البيرق صهر أردوغان.

ونوه التقرير إلى أوهام أردوغان التي حاول الترويج لها بأن ضعف العملة جاء نتيجة عمل قوى معادية له، بينما كان يتجاهل صهره البيرق وجود أزمة كبيرة في أسعار الأسهم، ويتحدث عن أشخاص في تركيا اشتروا سيارات فاخرة ألمانية، أو قاموا برحلات باهظة الثمن إلى الخارج، دون ذكر معاناة الناس العاديين في الشارع.

واستشهد التقرير ببيانات من اتحاد نقابة الموظفين العموميين بارتفاع التضخم الوطني في أكتوبر الماضي؛ حيث ارتفعت أسعار سلة من 77 نوعاً من الأطعمة التقليدية بمعدل 32%، وارتفعت أسعار الخضراوات بنحو 50%. وهو ما يضر بالكثير من الأتراك خاصة أن الحد الأدنى القانوني للأجور حالياً 2324 ليرة شهرياً «أقل من 240 يورو».

وتطرق التقرير إلى زيارة أردوغان إلى مدينة ملاطية في وسط الأناضول أكتوبر الماضي، حيث التقى مع سائق حافلة يُدعى «مسعود إينس» والذي اشتكى من أنه لم يعد يعرف كيفية «إحضار الخبز إلى المنزل».

ورد أردوغان حينها قائلاً إن الأمر بدا بالنسبة له «مبالغاً فيه»، ولإرضاء المواطن قدم له أردوغان إحدى علب الشاي التي كان موظفوه يوزعونها كهدايا ترويجية، وبعد أن التقطت وسائل الإعلام المعارضة القصة، ظهر نفس المواطن على القنوات التلفزيونية التابعة للحكومة يشكو من أن كلماته قد تم تحريفها بنية معادية، وأنه بالطبع لديه ما يكفي ليأكل وهو يقف بثبات خلف الرئيس.

وأكد التقرير أن مؤيدي أردوغان لن يتمكنوا من حمايته؛ لأن الأزمة تعصف بهم، ولا يبدو أنها ستنتهي قريباً، مع عدم التوقع بتحقيق أي نجاحات في القضاء على التضخم.

وأشار التقرير إلى قوة الأزمات الاقتصادية في تغيير المشهد السياسي، وأن ما يحدث حالياً يشبه أجواء ما حدث بالضبط في عام 2001، حيث قام بائع زهور يدعى أحمد شاكماك بعمل ما يشبه الكمين لرئيس الوزراء وقتها بولنت أجاويد، وألقى على قدميه فاتورة مبيعاته، واتهم أجاويد بالخراب المالي الذي لحق به، وصاح «لست بحاجة إليهم الآن».

وتسببت الأزمة الاقتصادية في ذلك الوقت في استبدال المؤسسة السياسية في تركيا، ومهدت الطريق لسياسي شاب هو رجب طيب أردوغان وحزب العدالة والتنمية.

وشدد التقرير على ضرورة أن يعرف أردوغان ودوائره السياسية ما يمكن أن يحدث، وأي قوة يمكن أن تعصف بالنظام السياسي جراء الأزمات الاقتصادية التي تشهدها تركيا الآن.