الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

آراء ومواقف وتورط خارجي.. أوباما يروي تاريخ سنواته الأولى في البيت الأبيض

آراء ومواقف وتورط خارجي.. أوباما يروي تاريخ سنواته الأولى في البيت الأبيض

الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما. (رويترز)

من مأزق العنصرية وشائعة مكان الميلاد، والعلاقات الخارجية الصعبة، وصولاً إلى ظروف التبادل على السلطة والموقف من جو بايدن، تنوعت مواضيع الجزء الأول من مذكرات الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما الصادرة اليوم الثلاثاء.

وحسب مقتطفات نشرت في وسائل إعلام أمريكية وغربية، رصد الكتاب الذي حمل عنوان «أرض موعودة» معالم مسيرة الرئيس الـ44 للولايات المتحدة عبر 768 صفحة، انطلاقاً من طفولته ووصولاً إلى سنواته الأربع الأولى في البيت الأبيض.



الأزمة العرقية

وحسب موقع «سي إن إن» الأمريكي أخذ موضوع، بدايات أوباما ورؤيته للأزمة العرقية في الولايات المتحدة، حيزاً مهماً من الكتاب الذي طبع بالتزامن بـ25 لغة.

وعبر صفحات كتابه، يوضح أوباما مختلف الصعوبات التي واجهها في إدارة البيت الأبيض، حيث انتهج أسلوب التوفيق بين الخيارات الصعبة، في ظل الخلافات الداخلية وأخطاء الإدارة السابقة وعرقلة الجمهوريين، والتي يرى أنها كانت تعكس محاولة إثارة القلق حول أول رئيس من أصل إفريقي لأمريكا.

وتطرقت المذكرات إلى ترويج دونالد ترامب آنذاك لشائعة أن أوباما مولود خارج الأراضي الأمريكية، حيث تفاقمت القضية إعلامياً ليرد البيت الأبيض بإظهار بطاقة مولد الرئيس الأصلية التي تدحض شائعة ترامب وأنصاره.



جو بايدن

وأكد أوباما في هذا الصدد أن أحد الأسباب التي كانت تدفع به لإرسال نائبه جو بايدن إلى الكونغرس للتفاوض مع الجمهوريين المناوئين لإدارته هو وعيه بأن «المفاوضات مع نائب الرئيس لن تؤجج القاعدة الجمهورية بنفس الطريقة التي قد يكون عليها الأمر في حالة أي مظهر للتعاون مع رئيس (أسود، اشتراكي مسلم)»، في إشارة إلى الصفات التي كان ينعت بها أوباما في أوساط المحافظين الأمريكيين.





وحول رأيه في جو بايدن، قال أوباما إنه أحبّ «حقيقة أن جو سيكون أكثر من جاهز للعمل كرئيس إذا حدث لي شيء ما، وأن هذه النقطة قد تطمئن القلقين من صغر سن الرئيس»، مشيراً إلى أن حدسه أكد له «أن جو كان لائقاً وصادقاً ومخلصاً ويهتم بالناس العاديين ويمكن الوثوق به في أوقات الشدة».



بنات بوش

وحول ظروف انتقال السلطة، روى أوباما كيف حرص جورج بوش الابن على تسليمه مفاتيح البيت الأبيض بسهولة وسلاسة، مسجلاً أن ابنتي بوش باربارا وجينا حرصتا على ترتيب جدوليهما لإفساح المجال أمام طفلتي أوباما ماليا وساشا.





ويغوص كتاب أوباما الجديد في شخصية الرئيس ولحظاته في البيت الأبيض، حيث دفعه ضغط المهام إلى التدخين بشراهة إذ كان يدخن أحياناً 10 سجائر في اليوم ويبحث عن أماكن سرية للتدخين في المساء، مشيراً إلى أنه توقف عن التدخين مستعيناً بمضغ علكة النيكوتين، بعد أن أبدت ابنته ماليا انزعاجاً من رائحة سجائره.



غزل في ميركل

وضمن مواقفه من الشأن الدولي، نقلت وكالة «د ب أ» الألمانية مقتطفاً من كتاب أوباما وصف فيه المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل بأنها سياسية ذكية واستراتيجية ماهرة، قائلاً «عيون ميركل كانت كبيرة وزرقاء زاهية، استطاعت التناوب على التعبير بالإحباط والتسلية والتلميحات بالقلق، وجدتها جديرة بالثقة وصادقة ودقيقة فكرياً وودودة بطبيعتها».



ومقابل هذا «الغزل» في ميركل، أفادت صحيفة «جورنال دو ديمانش» الفرنسية بأن أوباما لم يبد كل هذا الرضا عن نظيره الفرنسي آنذاك نيكولا ساركوزي، واصفاً سياساته بكونها كانت تحركها الانتهازية رغم جرأته وحيويته.



خطأ ليبيا



وحسب الصحيفة، فإن المذكرات تضم فصلاً خاصاً حول ما يسمى بـ«الربيع العربي» مشيرة إلى أن أوباما يحتفظ بذكريات مريرة حول التدخل العسكري في ليبيا، ونقلت عنه قوله إن نائبه جو بايدن كان يردد أنه «من الجنون الدخول في حرب إضافية» فيما أعرب الرئيس الأمريكي عن انزعاجه من «توريط» ساركوزي ورئيس الوزراء البريطاني دافيد كاميرون، له في التدخل العسكري في ليبيا عام 2011.

وكان أوباما قد صرح عام 2016، بأنه ارتكب أسوأ خطأ عندما لم يضع خطة لمرحلة «ما بعد سقوط القذافي»، قائلاً في مقابلة تلفزيونية إن أسوأ خطأ ارتكبه «على الأرجح كان عدم وضع خطة لمتابعة الوضع في ليبيا بعد التدخل العسكري» والذي أدى إلى سقوط نظام معمر القذافي ودخول ليبيا في وضع فوضى لم تتعافَ منه حتى الآن.