الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

على خطى فرنسا.. تزايد الضغوط في ألمانيا لحظر «ذئاب» أردوغان

على خطى فرنسا.. تزايد الضغوط في ألمانيا لحظر «ذئاب» أردوغان

مظاهرة تضامن مع أذربيجان.

دفعت الضغوط المتزايدة في ألمانيا برلمان البلاد إلى المصادقة على دراسة حظر منظمة «الذئاب الرمادية» التركية اليمينية في ألمانيا، إذ وافق البوندستاج على طلب مشترك مقدم من أحزاب الائتلاف الحاكم والحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) وحزب الخضر، يطالب الحكومة بدراسة حظر المنظمة التي تأسست أواخر الستينيات.

وقال تقرير لصحيفة بيلد الألمانية إنه إذا أقر البرلمان حظر منظمة «الذئاب الرمادية» التركية على غرار فرنسا، التي حظرتها قبل نحو أسبوعين، فستكون خطوة متأخرة للغاية بالنسبة لمنظمة أشبه بالعصابات الغوغائية، وتعمل بمثابة ذراع داخل تركيا وخارجها للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وبحسب الصحيفة فإن هذه المنظمة، التي تقوم على تمجيد الشعب التركي واستعادة أمجاده التاريخية، تنشط بقوة في ألمانيا وتضم ما لا يقل عن 20 ألف عضو.


وأضافت أن خطورتها تجعلها أقوى منظمة يمينية متطرفة في ألمانيا لكونها حركة قومية عنصرية تقاتل من أجل فكرة الإمبراطورية التركية، ومعادية للديمقراطية وتهدد الأمن الداخلي الألماني.


وفي ملف كامل عن المنظمة بصحيفة تاغس الغماينه تسايتونغ، أكد النائب بحزب الخضر الألماني جيم أوزمير أن مطلب الحظر طال انتظاره منذ سنوات خاصة أن الحركة تنشط بقوة في ألمانيا، وتقوم بترهيب من لهم رأي مختلف، وأن مصداقية ألمانيا على المحك حالياً لأنها بينما تحظر حزب العمال الكردستاني في ألمانيا، تترك هذه المنظمة مراعاة للعلاقات مع الحكومة التركية وأردوغان.

وأفادت تقارير هيئة حماية الدستور الألمانية (المخابرات الداخلية)، بأن «الذئاب الرمادية» تحمل وتنشر الأفكار القومية اليمينية المتطرفة، ولها علاقات بحزب الحركة القومية في تركيا والذي يشكل تحالفاً حكومياً مع حزب أردوغان.

تاريخ دموي

وتعتبر المنظمة العنيفة مسؤولة عن مئات من الاغتيالات في تركيا وحول العالم لشخصيات من اليسار والأكراد والعلويين وأولئك الذين يفكرون بشكل مختلف.

وأكد أوزمير أن المنظمة هي شريكة التحالف الحكومي في تركيا وتمثل القوة الحقيقية في الدولة، وأن أردوغان يواصل بقاءه في السلطة لأنه أبرم اتفاقية مع الحركة القومية التركية المتطرفة، وتم رصده هو وأفراد من قيادة حزب العدالة والتنمية يقومون بأداء تحية الذئب، شعار المنظمة، في عدد من المناسبات.



وأشار إلى أنه في ألمانيا تنشط المنظمة بصورة خطيرة لدعم ما تدعيه القومية التركية وتساند جرائم أردوغان وتهدد أي منتقد له.

وقال إنه «سيئ بما فيه الكفاية أن أردوغان يروج للتعصب وعدم التسامح تجاه الأقليات العرقية والدينية للحفاظ على السلطة في تركيا، وإنه لا مكان لهذا هنا في ألمانيا ولم يعد مسموحاً به، ولذلك يجب حظر الذئاب الرمادية ومحاربتها على نطاق واسع».

وتطرق الملف للرسامة التركية الأصل أيلين تكينر، التي تعيش حالياً في نيويورك، والتي قتل أحد أعضاء منظمة الذئاب الرمادية والدها عام 1980 دون عقاب.

وترى تيكنر أنه لا بد من مواجهة أيديولوجية المنظمة بمواجهة أردوغان نفسه لأن مجرد الحظر في ألمانيا وأوروبا لن يحل المشكلة لكون أردوغان يثير هذه الغوغائية بصورة مستمرة، وأن هؤلاء الأشخاص بالمنظمة مسؤولون عن العديد من عمليات القتل التعاقدية.

وتطرق تقرير لموقع فرايتاغ إلى تاريخ الذئاب الرمادية الطويل في ألمانيا إذ ارتكبوا جرائم قتل منذ عام 1980 حيث قُتل جلال الدين كيسيم عضو الحزب الشيوعي التركي على يد ذئاب رمادية في برلين. وقُتل سيف الدين كالان على يد ذئاب رمادية في عام 1995 في نيومونستر، وإركان ألكايا عام 1997 في كيل، وإيرول إسبير عام 1999 في كولونيا.

وأكد التقرير أنه منذ أن دخل حزب الحركة القومية، المرتبطة به الذئاب الرمادية، وحزب العدالة والتنمية في تحالف حكومي، لم يعد عنف الذئاب الرمادية في ألمانيا موجهاً فقط ضد الأكراد والعلويين والأرمن، ولكن أيضاً ضد الأشخاص الذين اتخذوا موقفاً ضد سياسة الحكومة في عهد أردوغان.

حسابات حكومية

من جانبه أكد لؤي المدهون، الخبير في الشئون الألمانية والباحث بجامعة كولونيا، في تصريحات لـ«الرؤية» أن هذا التنظيم تراقبه المخابرات الألمانية الداخلية منذ سنوات طويلة، والآن يحاول تحالف موسع من النواب حث البرلمان على حظره، ولكن الأمر مرهون بتقدير الحكومة وحساباتها السياسية.

وأشار إلى أن الأمر لا يعد بمثابة تحذير لأردوغان بل يتعلق بخطورة هذا التنظيم وتقييم الأجهزة الأمنية له، وخاصة أن الوضع في ألمانيا يختلف كلياً عن فرنسا، فغالبية الأتراك هنا مندمجون في المجتمع الألماني ومؤسسات الدولة.

وأضاف أن الدولة الألمانية لا تستطيع إغلاق منظمات تركية بدون توافر أدلة واضحة تبرر منع هذا التنظيم والجمعيات التابعة له، وأنه ما يزيد الأمر تعقيداً أن الأمر هنا يتعلق بمنظمة علمانية قومية الطابع تحالفت فيما بعد مع منظمات ذات ميول إسلاموية.