الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

تقرير ألماني: دروس القنصليات التركية تغسل أدمغة الطلاب لحساب أردوغان

شكا أولياء أمور أتراك يعيشون في ألمانيا من أن الدروس التي تقدمها القنصليات التركية لأبنائهم الطلاب لم تعد مجرد دروس في اللغة، وإنما تكتسب طابعاً سياسياً، وتعمل على نشر فكر حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا، والترويج للرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

وقالت صحيفة (دي فيلت) في تقرير بموقعها على الإنترنت، إن بعض النواب في البرلمان الألماني (البوندستاج) ينتقدون أيضاً الدروس التي يقدمها مئات المعلمين القادمين من تركيا، ويتهمون السلطات التعليمية في مدينة هامبورغ، بصورة خاصة، بالتقصير في المتابعة المستمرة لتلك الفصول.

وقال التقرير الذي نُشر بعنوان «أذرع أردوغان تصل حتى داخل الفصول الدراسية» إن هناك شكاوى كثيرة أخيراً، حتى من بعض الآباء، وبعض النقابات، بأن هذه الدروس أصبحت في السنوات القليلة الماضية، يغلب عليها الطابع المحافظ والقومي السلطوي، بالإضافة للتأثير المتزايد لهيئة التدريس في الطلاب، لمصلحة حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيسه أردوغان.

ووجهت النائبة بالحزب الديمقراطي الحر آنا فون تروينفيلس فروفاين، طلب إحاطة إلى سلطات مدينة هامبورغ، حول عدد المرات التي استخدمت فيها السلطات حقها بحضور ومراقبة هذه الدروس، التي تجرى في 35 مدرسة حكومية بالمدينة، تسمح باستخدام فصولها لتعليم أبناء المهاجرين لغتهم ومنها اللغة التركية، ويحضرها 557 طالباً وطالبة من أبناء الأتراك.

وأوضح رد سلطات مدينة هامبورغ، أن لجنة من البلدية حضرت حوالي أربع مرات فقط، ولمدة ساعتين في المرة، خلال العام الماضي، وأنه خلال العام الجاري تم نقل الدروس داخل جدران القنصلية التركية في هامبورغ، لتعذر تنظيمها في المدارس بسبب تفشي فيروس كورونا.

وأكدت النائبة فروفاين أن هناك تسامحاً غريباً، وعدم مراقبة من السلطات المشرفة على المدارس، فيما يتعلق بهذه الدروس، التي تقدمها القنصلية التركية للأطفال، وأنه هذا العام يتم استخدام الوباء ذريعة لعدم تنفيذ أي ضوابط.

وأوضح التقرير أنه بالإضافة إلى هامبورغ، ينتشر مدرسو القنصلية التركية في ألمانيا في كل من: بافاريا وبادن فورتمبيرغ وبرلين وبريمن وهيس وساكسونيا السفلى وسارلاند، حيث يقوم نحو 500 من المعلمين بالتدريس لآلاف الطلاب من أصل تركي، وهؤلاء المدرسون يتم إعارتهم وتمويلهم من قبل وزارة التعليم التركية، وذلك بناءً على استراتيجية أقرها الاتحاد الأوروبي عام 1977 بشأن «تعليم أطفال العمال المهاجرين».

وتنص الاستراتجية على أنه يجب على الدول الأعضاء اتخاذ التدابير المناسبة لتعزيز التعليم بلغتهم الأم والثقافة المحلية لهؤلاء الأطفال، ولذلك لا يخضع المعلمون لإدارة المدرسة الألمانية، ولا يتم تسجيل مناهجهم من قبل مفتشي المدارس الحكومية، وتكون السلطات التركية هي المسؤولة عن المناهج والمواد الدراسية المقدمة، وعلى هذا الأساس تنظم 14 ولاية ألمانية، دروساً في القنصليات للغات المختلفة، بالإضافة إلى التركية منها البرتغالية والإسبانية واليونانية.

وأكد التقرير أن تأثير أردوغان في الطلاب الأتراك في ألمانيا يزداد خطورة، وأنه لا بد من وقفة حازمة لهذا الأمر، لأنه يعيق اندماج هؤلاء في الأرض التي يعيشون عليها وهي ألمانيا، وليست تركيا.

ودعا التقرير إلى دراسة عدد من المقترحات، منها أن تأخذ المناهج المقدمة طابعاً دولياً وليست تركياً على غرار أيديولوجية أردوغان.