الجمعة - 19 أبريل 2024
الجمعة - 19 أبريل 2024

أردوغان يستبق العقوبات الأوروبية بـ«الكلام المعسول»

تراجعت حدة التصعيد في تصريحات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تجاه دول الاتحاد الأوروبي، خلال الفترة الأخيرة. وبدت بحسب سياسيين ومتخصصين، في اتخاذ منحنى نحو تهدئة التوترات، قبل أيام من قمة الاتحاد، المقرر عقدها، عن بُعد، ديسمبر المقبل. والتي ألمح أعضاؤها إلى احتمال فرض عقوبات على أنقرة بسبب استمرارها في التنقيب عن الغاز شرق المتوسط.

وقال أردوغان في تصريحات له قبل أيام، إن بلاده تعتبر نفسها جزءاً من أوروبا. ودعا الاتحاد الأوروبي إلى الوفاء بوعوده بشأن قضايا عدة، كطلب تركيا الانضمام إلى التكتل وحل مشكلة اللاجئين.

وتقدمت أنقرة عام 1987 بطلب للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي. وقبل 4 سنوات وقعت اتفاقاً مع التكتل لإدارة تدفق جموع المهاجرين إلى أوروبا عبر الأراضي التركية. إلا أن اتهامات الاتحاد لأنقرة بتراجع الديمقراطية فيها أدى إلى تعليق طلبها، في حين يتبادل الطرفان الاتهامات بعدم تنفيذ الاتفاق المتعلق باللاجئين بشكل صحيح.



مخاوف من العقوبات

وأوضح لـ«الرؤية» المتخصص في الشأن التركي بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، الدكتور حسن أبوطالب، أن أردوغان «يجيد قلب الأمور والابتزاز السياسي، وهو بارع في هذا الأمر، لكونه شخصية برغماتية لا تقف أمامه أي قيم أو روادع أو اعتبارات موضوعية، فهو يربط المجد الشخصي بالنزعة القومية التركية، ويصور الإساءات والاعتداءات على أنها دفاع عن المظلومين».

وأضاف أبوطالب أنه من المقرر عقد قمة للاتحاد الأوروبي الشهر المقبل، «وهناك قلق من فرض ضغوط وعقوبات على تركيا من قبل أوروبا في ظل تغير شكل السياسة الخارجية والإدارة الأمريكية الجديدة، وذلك بعد أن اتخذ الاتحاد الأوروبي خلال العامين الماضيين موقفاً صامتاً بعض الشيء تجاه أنقرة، ما دفعها للقيام بمزيد من الاستفزازات في شرق المتوسط وسوريا والعراق».



إلهاء الرأي العام

بدوره، أكد لـ«الرؤية» المحلل السياسي التركي جودت كامل أن تصريحات أردوغان «هدفها جذب أنظار المواطنين الأتراك للأحداث خارج تركيا، وعدم الانشغال بالداخل، فهناك آلاف المعارضين الأتراك داخل المعتقلات».

وأشارت أستاذة العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، الدكتورة نهى بكر، إلى أن «هناك اختلافاً في تعاريف مفاهيم أردوغان، فهو يتحدث عن أنه يقف في وجه الإرهاب، في حين يفتح حدود بلاده أمام جماعة الإخوان الإرهابية».

وأضافت بكر لـ«الرؤية» أن «اتباع أردوغان للتهدئة السياسية يهدف إلى تحسين صورته أمام الإدارة الأمريكية الجديدة».

ويقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة، الدكتور إكرام بدرالدين، لـ«الرؤية» إن «أردوغان يسعى جاهداً لتحسين وجه تركيا القبيح، لكن حديثه عن محاربة الإرهاب مليء بالمغالطات، فتركيا طرف يثير العديد من القلاقل والاضطرابات في عدد من الدول، منها ليبيا و سوريا والعراق».