الجمعة - 29 مارس 2024
الجمعة - 29 مارس 2024

العراق يخشى مواجهة بين أمريكا وإيران في أسابيع ترامب الأخيرة

العراق يخشى مواجهة بين أمريكا وإيران في أسابيع ترامب الأخيرة

المنطقة الخضراء في بغداد - رويترز

قالت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية إن الحكومة العراقية باتت في حالة تأهب خلال الأسابيع المتبقية من ولاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، وذلك خوفاً من اندلاع أي مواجهة في اللحظات الأخيرة بين أمريكا وإيران على الأراضي العراقية.

وأضافت الصحيفة أن رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي يتعرض لضغوط من المسؤولين الأمريكيين لتصعيد حملة حكومته على الميليشيات المدعومة من إيران في العراق، والتي استهدفت صواريخها مراراً مواقع دبلوماسية وعسكرية أمريكية العام المنصرم.

وأشارت الصحيفة إلى أن ترامب أبلغ مستشاريه مؤخراً أنه مستعد لإصدار أوامر برد مدمر في حال قتل أي جندي أمريكي بهجمات إيرانية في العراق.

مخاوف

ووسط تصاعد التوترات تثور مخاوف من أن تؤدي الأعمال الاستفزازية من الجانبين إلى مواجهة غير مقصودة.

وتزايدت التوترات في المنطقة بدرجة كبيرة يوم الجمعة بعد مقتل العالم النووي الإيراني محسن فخري زاده في طهران، في حين وجهت إيران أصابع الاتهام إلى إسرائيل.

وفي الأسبوع الماضي أطلقت الميليشيات الإيرانية في العراق صواريخ باتجاه السفارة الأمريكية في المنطقة الخضراء شديدة التحصين في بغداد، منتهكة بذلك الهدنة التي بدأ سريانها منذ شهر، ولم يتسبب الهجوم بأي إصابات.

وبعد الهجوم الصاروخي على السفارة الأمريكية في 17 نوفمبر الجاري، نفت جماعة كتائب حزب الله المدعومة من إيران تورطها بالهجوم وقالت إن الهدنة لا تزال سارية، ما يسلط الضوء على الانقسامات الظاهرة في معسكر الميليشيات والتهديدات المحتملة التي تشكلها الفصائل التي تشن الهجمات.

وكان وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو قدد هدد بإغلاق السفارة الأمريكية في بغداد ما لم يتم كبح الهجمات الصاروخية من قبل الميليشيات.

وأكد مسؤولون أمريكيون أن خطة إغلاق السفارة لا تزال ممكنة، وتلقى مسؤولو الإدارة توجيهات بالتحضير لسيناريوهات مختلفة.

ترامب يتعهد برد ساحق

ونقلت صحيفة واشنطن بوست عن مسؤول كبير، قوله إن المسؤولين الأمريكيين نصحوا ترامب بعدم توجيه ضربة استباقية لإيران.

إلا أن ترامب أبلغ مستشاريه أن مقتل أي أمريكي هو خط أحمر وسيؤدي إلى انتقام فوري وساحق.

وبعد أيام من لقاء ترامب بمستشاريه لمراجعة الإجراءات المحتملة ضد إيران، تحدثت وسائل الإعلام الأمريكية عن تلك المناقشات، وزار قائد فيلق القدس الإيراني المسؤول عن العمليات الخاصة لطهران في الخارج إسماعيل قاني بغداد للحث على ضبط النفس.

وحذر قاني الميليشيات والفصائل السياسية التابعة لإيران من أي تصعيد للهجمات على أهداف أمريكية قبل مغادرة ترامب لمنصبه.

ونقل أحد الحاضرين في اجتماع قائد الحرس الثوري بالميليشيات قول قاني: «فقط انتظروا حتى يخرج من الصورة».

وقال متحدث باسم كتائب حزب الله، أحد أقوى الفصائل التي تدعمها إيران في العراق، إن ضبط النفس هو أفضل مسار، خاصة وأن إدارة ترامب بصدد سحب بعض القوات الأمريكية من العراق.

واشتبكت الولايات المتحدة مع إيران وحلفائها في الأراضي العراقية عدة مرات، وفي أوائل يناير نفذت الولايات المتحدة عملية اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، وزعيم الميليشيات العراقية أبومهدي المهندس في هجوم بطائرة بدون طيار بالقرب من مطار بغداد الدولي.