الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

وباء كورونا يعيد أوروبا الشرقية لأيام الحرب العالمية الثانية بسبب نقص الأطباء والممرضين

وباء كورونا يعيد أوروبا الشرقية لأيام الحرب العالمية الثانية بسبب نقص الأطباء والممرضين

العديد من الأطباء في بولندا غادروا للعمل في غرب أوروبا بحثاً عن فترات عمل أقصر ورواتب أعلى - رويترز.

تدفع أوروبا الشرقية التي ينتقل أطباؤها منذ عقود للعمل في دول أوروبا الغربية بحثاً عن رواتب أفضل، فاتورة نزوح هذه الكوادر وسط جائحة كوفيد-19.

وقالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن العديد من الأطباء في بولندا غادروا للعمل في غرب أوروبا بحثاً عن فترات عمل أقصر ورواتب أعلى.

36 ساعة عمل



ويقول يوكاس روتنيكي 36 عاماً وهو جراح إنه لم يغادر وقرر البقاء في بولندا، ليجد نفسه يعمل في نوبات عمل تستمر لمدة 36 ساعة وذلك قبل جائحة كوفيد-19، وينام على أريكة بداخل المستشفى مع عدد قليل من الموظفين.

ومؤخراً أصبح يعمل لمدة 74 ساعة على التوالي لعلاج مرضى فيروس كورونا، يتخللها بضع فترات نوم قصيرة.

وفي نفس المستشفى الذي يعمل به، تعرضت إحدى الممرضات للحمى وضيق التنفس، وبسبب أزمة الموظفين واصلت عملها في جناح مرضى كورونا بدلاً من أن ترتاح لحين تتعافى، وكانت تطعم المرضى وتعود لترتاح في سريرها في نفس الغرفة.

وفي بولندا يوجد 238 طبيباً لكل 100 ألف شخص، حيث إن بولندا لديها أدنى نسبة أطباء مقارنة بالتعداد السكاني في الاتحاد الأوروبي.

فترة عصيبة



ولم تتضرر كل من المجر وسلوفاكيا وبولندا ورومانيا كثيراً خلال الموجة السابقة وتستعد للموجة القادمة من خلال بناء رصيد أجهزة التنفس الاصطناعي.

ولكن في نفس الوقت تفتقر هذه الدول إلى عاملين لتشغيل هذه المعدات، وبسبب تراكم الحالات والضغوطات التي خلفها وباء كورونا تصل حدود قدرة الإنسان على التحمل إلى حدودها القصوى.

وقال الدكتور روتنيكي الذي وصل مؤخراً إلى مستشفى إندبندنت ستيت للرعاية في غرب بولندا، إن العمل لا يتوقف، وإن الأوقات الحالية أوقات عصيبة تشبه الحرب العالمية الثانية.

ويعتبر النقص الذي دفع السلطات لفرض حظر التجول خلال عطلة عيد الميلاد في بولندا، هو نتيجة إزالة الحدود بين دول أوروبا والذي سمح للبلدان المزدهرة باجتذاب المواهب من المناطق التي تقدم رواتب أقل.

ونتيجة لذلك تتعامل المستشفيات الإيطالية والبريطانية مع الجائحة بمساعدة موظفين بولنديين ورومانيين ومجريين، في حين يعمل الأطباء والممرضات الذين بقوا في بلدانهم نوبات عمل تستمر عدة أيام.

تهديدات بالاستقالة



وقالت كاتارزين كوخ برزوزوفسكا وهي رئيسة الممرضات في أحد المستشفيات، إن ممرضاتها يهددن يومياً بالاستقالة لكنها كافحت بنجاح للاحتفاظ بهم، وقالت: «أتصل بهن مليون مرة في اليوم وأخبز لهن الكعكات في يوم العطلة».

وفي المجر يمكن لأخصائيي العلاج الطبيعي أن يكسبوا 5 أضعاف رواتبهم البالغة 600 دولار شهرياً، مقابل فترات عمل أقصر في ألمانيا.

وفي إستونيا يمكن للأطباء أن يتقاضوا 5 أضعاف رواتبهم في حال ذهبوا للعمل في فنلندا.

صائدو الكفاءات

وفي غرب بولندا يأتي صائدو الكفاءات من ألمانيا ويوزعون منشورات تتضمن العديد من المغريات كخمسة أضعاف أجورهم وسنتين من دروس اللغة المجانية والسكن.

ومع ارتفاع الدخل في المنطقة أصبحت مهنة التمريض مهنة أقل طلباً، وتكافح المدارس التي كانت انتقائية في السابق لتجنيد عدد كافٍ من الطلاب.

وقالت جانا بندوفا، عضوة مجلس إدارة الجمعية السلوفاكية للممارسة العامة، إن ثلث الخريجين في سلوفاكيا يغادرون البلاد على الفور.

وفي أحد مراكز الرعاية الصحية في غرب بولندا أصيب ثلاثة أرباع الممرضات بالمرض، وأصيب ما يقارب نصف الممرضات بالمرض في مستشفى دريزدينكو، وأيضاً موظف الاستقبال.

ويوجد في المستشفى 126 سريراً لكن عدد العاملين يكفي فقط للتعامل مع حوالي 80 مريضاً، وتمكن المستشفى من إقناع ممرضتين من خريجات كلية الطب بالانضمام إلى طاقم العمل، ولكن في غضون أسابيع قليلة غادرتا للعمل في بريطانيا.