الخميس - 18 أبريل 2024
الخميس - 18 أبريل 2024

كاتب أمريكي: لماذا لا يستطيع بايدن توحيد أمريكا؟

كاتب أمريكي: لماذا لا يستطيع بايدن توحيد أمريكا؟

جو بايدن. (أ ب)

تدفع حالة الانقسام المتفاقمة التي تعانيها الولايات المتحدة، بحسب ما يراه عدد كبير من المحللين، كثيراً من الأمريكيين إلى ترقب تولي الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن مهام منصبه رسمياً ليحقق الأمل الذي يراودهم، وهو توحيد أمريكا.

ركز بايدن في خطابه الذي ألقاه بمناسبة فوزه في الانتخابات الرئاسية التي جرت الشهر الماضي، على ضرورة تصالح الأمريكيين فيما بينهم، وقال: «سأكون رئيساً يعمل على توحيد الولايات المتحدة التي تعرضت لهزة بسبب حالة الانقسام»، وأضاف: «حان الوقت لأن ننحي جانباً اللغة العدائية، وأن ينصت كل منا للآخر، وأن ننهي حالة الشيطنة... فهذا هو وقت التعافي ومداواة الجراح في أمريكا».

كما قالت كمالا هاريس، الفائزة بمنصب نائب الرئيس، إن «بايدن سيعمل على مداواة جراح البلاد ونحن نفتح صفحة جديدة بالفعل في الولايات المتحدة».

لكن هل يستطيع بايدن تحقيق ما وعد به؟

يقول الكاتب الأمريكي سكوت ماكونيل في عرض لرؤيته للموقف، نشرته مجلة «ذا ناشونال إنتريست» الأمريكية، إن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب واجه صحافة معادية له بدرجة كبيرة، وحمل على أكتافه عبء عدد لا حصر له من النواقص التي جلبها على نفسه، لكن بالمقارنة مع بايدن، فإنه يتمتع بميزة واضحة في بداية في فترة ولايته: وهي أنه هزم بعدل وإنصاف خصومه الأيديولوجيين في حزبه.

فقد كان الحزب الجمهوري الأمريكي يتمتع بقدر كبير من النفوذ داخل مجلسي النواب والشيوخ- ولم يكن بوسع ترامب أن يحكم بدونهما.

وربما كان هناك استياء لسلطته على الحزب الجمهوري؛ فقد كانت المقاومة له من الدولة العميقة وسكان الضواحي الأثرياء شديدة للغاية، وتسببت في سقوطه في نهاية الأمر، لكن لا يستطيع أحد أن ينكر أن صعود نجمه كان يعتمد على الحماس الجماعي للناخبين.

ولا يستطيع بايدن، والذي كان عضواً معتدلاً ومحبوباً بما فيه الكفاية في مجلس الشيوخ أن يتفاخر بشيء مثل ذلك. فقد فاز بعد بداية غير قوية بصورة محرجة لحملته.

والحزب الذي رشح بايدن أكثر انقساماً من الحزب الذي كان يهيمن عليه ترامب في عام 2016؛ والفرق هو أن المعركة بين فصائل الحزب لم تبدأ بعد.

فالاشتراكيون قد ينضمون إلى الدولة العميقة وإلى الليبراليين الجدد في عالم الأعمال، في الاعتقاد (أو التظاهر بالاعتقاد - فهو أمر يصعب تمييزه) بأن ترامب شكل نوعاً فريداً من التهديد للديمقراطية الأمريكية.

ولكن مع رحيل ترامب، ليس هناك شيء يجمع بينهم. ومن الممكن للمرء أن يتخيل قدرة سياسي موهوب (مثل الرئيس الأمريكي الأسبق بيل كلينتون في أوج تألقه) على تهدئة الانقسامات، والخاسرين إلى حد ما؛ وليس من المحتمل أن يستطيع بايدن أن ينجح في ذلك في أي مرحلة من مراحل عمله.

فالانقسامات في الحزب الديمقراطي واضحة وأكثر تعقيداً بين التيار التقدمي الذي يقوده السيناتور الأمريكي برني ساندرز والسيناتور إليزابيث وارن، ومعهما مجموعة من أعضاء الكونغرس، والتيار الوسطي القديم الذي يمثله بايدن وعدد من القيادات القديمة للحزب.

وإحدى نتائج هذه الانقسامات هو أنه في الجولات الأولى من المرحلة الانتقالية لبايدن، كان كل اختيار للمناصب محفوفاً بالهواجس العنصرية. وطوال الأسبوع الماضي، حاصر مئات من أتباع حركة «حياة السود مهمة» منزل عمدة لوس أنجلوس إريك جارسيتي، احتجاجاً على احتمال منحه منصباً وزارياً في إدارة بايدن.

فهم يعارضون جارسيتي الذي كان له دور رئيسي في حملة بايدن، وربما المسؤول المنتخب من أصل لاتيني الأكثر شهرة في كاليفورنيا، لرفضه مطالب حركة «حياة السود مهمة» بخفض تمويل إدارة الشرطة. كما أن اختيار حاكم كاليفورنيا جافين نيوسوم، المرشح للمقعد الذي كانت تشغله كامالا هاريس، نائبة الرئيس المنتحب، يتم مناقشته تماماً على أساس سياسات الهوية، حيث يرى الأمريكيون الأفارقة والأمريكيون من أصل لاتيني وجماعات المثليين والسحاقيات ومزدوجي الجنس، أن واحداً منهم يستحق المقعد؛ ولا يسمع المرء نقاشات على أساس الشخصية، أو الدراية (المعرفة)، أو المواهب السياسية للمرشحين المفضلين لديهم.

ويضيف ماكونيل أنه مع ذلك، فإنه حتى إذا بدا أن حركة سياسات الهوية منذ الاحتجاجات الأولى التي أعقبت وفاة الأمريكي الإفريقي جورج فلويد، أكثر راديكالية، وشمولاً وترويعاً، لم يكن من الواضح أن الإيمان بها تغلغل في وعي أولئك الذي لم يكونوا زملاء دراسة، أو شباباً لم يرتبطوا بعد بعمل أو عائلة، أو نشطاء ليبراليين متخصصين.

وليس هناك سبيل لمعرفة كيف سيستطيع بايدن، أو حزبه، تسوية هذه الأمور التي يمكن أن تربك أي سياسي أكثر حيوية يتمتع بتفويض انتخابي أكثر قوة.

واختتم ماكونيل رؤيته بالقول إنه على هذا الأساس، يمكن توقع أن أولئك الذين صوتوا من أجل «عودة إلى الحياة الطبيعية» في عهد بايدن سيصابون بخيبة أمل شديدة في حقيقة الأمر.