السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

وول ستريت جورنال: بوتين سيدخل 2021 بقوة أكبر من أي وقت مضى

وول ستريت جورنال: بوتين سيدخل 2021 بقوة أكبر من أي وقت مضى

فلاديمير بوتين - EPA.

قالت صحيفة وول ستريت جورنال الأمريكية إن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اتخذ خطوات جريئة خلال عام 2020 من أجل تدعيم سلطته في الداخل وتمديد قرابة عقدين من الزمن في السلطة، وسيدخل عامه المقبل بقوة أكبر من أي وقت مضى، ومن المتوقع أن يسحق المعارضة الداخلية المتبقية ويعزز نفوذ روسيا خارجياً.

التعديل الدستوري



وتطرقت الصحيفة إلى التعديل الدستوري الذي صوت لصالحه الشعب الروسي في يوليو الماضي، وهو تعديل مثير للجدل يمنح بوتين حق البقاء في السلطة حتى عام 2036، وفي وقت سابق هذا الشهر وقع الرئيس الروسي قانوناً يوسع حصانة الرؤساء الروس السابقين من الملاحقة القضائية، ويسمح لقادة الكرملين السابقين بأن يصبحوا أعضاء مدى الحياة في البرلمان الروسي بمجرد مغادرتهم المنصب.

قيود على الاحتجاجات



وفرض بوتين قيوداً أكبر على الإنترنت لإعاقة تنظيم الاحتجاجات السياسية، ووافق المشرعون الروس يوم الجمعة على مشروع قانون يؤيد تسمية الأفراد والجماعات التي تمارس الأنشطة السياسية وتتلقى الأموال من الخارج كعملاء أجانب ما يعرضهم لقيود أكبر.

الكرملين يتحدى التهديدات



وبحسب الصحيفة يرى المحللون أنه حتى في الوقت الذي يبقي بوتين الشعب الروسي في حالة تخمين بشأن خططته حتى نهاية فترة ولايته في عام 2024، إلا أن هذه التحركات تظهر أن الكرملين يستعد للدفاع عن نفسه من التهديدات لقوته.

وقال أندريه كوليسنيكوف وهو خبير في السياسة الداخلية الروسية في مركز كارينجي إن بوتين «كلما زادت التحديات التي يواجهها نظامه سيكون أكثر صرامة وسيادة».

وكان اعتماد التغييرات في دستور البلاد بمثابة لحظة محورية للزعيم الروسي، وقالت تاتينا ستانوفايا من مؤسسة آر بوليتك وهي شركة تحليل سياسي مستقلة إن التغييرات الدستورية تعكس اعتقاداً في الكرملين بأن بوتين يتمتع بدعم شعبي لتمديد سلطته على الرغم من استطلاعات الرأي التي أظهرت عكس ذلك.

ومع تحرك بوتين لتعزيز سلطته هذا العام، احتدمت المعارضة، وسرعان ما تحولت الاحتجاجات الحاشدة في مدينة خاباروفسك بسبب اعتقال حاكم إقليمي شعبي، إلى تعبير عن عدم الرضا بشأن انخفاض الدخل والخدمات العامة الرديئة بما في ذلك خدمات الرعاية الصحية وسط انتشار وباء كورونا.

أليكسي نافالني



وسعى زعيم المعارضة الأبرز في روسيا أليكسي نافالني، إلى الاستفادة من الإحباط العام، ومتابعة التحقيقات التي تتعلق بمزاعم الفساد والتجاوزات الحكومية والمساعدة في تنظيم استراتيجيات التصويت المناهضة للكرملين في الانتخابات الإقليمية.

وفي أغسطس الماضي أصيب نافالني بالتسمم، وقال الأطباء في أوروبا إنه تعرض لاستنشاق غاز الأعصاب نوفيتشوك، وهي مادة كان يمكن فقط للأطراف الحكومية الوصول إليها كما قال محللون ومسؤولون استخباراتيون.

ويعتقد نافالني وأنصاره أن الكرملين كان وراء محاولة اغتياله الفاشلة، في حين نفت موسكو أي تورط لها، وقال بوتين في وقت سابق هذا الشهر إنه في حال أراد عملاء المخابرات الروسية قتل نافالني لكانوا أنهوا المهمة.

ورداً على ذلك فرض الاتحاد الأوروبي عقوبات على أعضاء الدائرة المقربة من الرئيس بوتين وردت روسيا بالمثل.

مواقف على الساحة الدولية



وعلى الساحة العالمية، مد بوتين هذا العام شريان الحياة السياسي لرئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشينكو الذي يواجه احتجاجات في بلاده تطالب بتنحيه منذ الانتخابات التي جرت في 9 أغسطس الماضي، والتزم بوتين بالدعم العسكري والمالي لنظيره البيلاروسي.

كما توسط بوتين في اتفاق سلام في نوفمبر الماضي بين أرمينيا وأذربيجان بشأن إقليم ناغورنو قره باغ المتنازع عليه، وتدعم هذه الاتفاقية مكانة الكرملين كوسيط قوة إقليمي، وتضمن نفوذه على كلا البلدين.

وكان لروسيا بالفعل قاعدة عسكرية في أرمينيا، وتشترك معها أيضاً في العلاقات الاقتصادية، ولكن هذا الاتفاق كان السبيل لتواجد القوات الروسية في أذربيجان لأول مرة.

وقال بوتين لمجلس الأمن القومي التابع له في أغسطس: «معظم دول الاتحاد السوفيتي السابق حلفاء لنا وتتطابق مصالحنا في نواحٍ عديدة اقتصادياً وسياسياً وهذه بلا شك إحدى أولويات سياستنا الخارجية».

القوة الناعمة



وهذا العام أبرمت روسيا صفقات لبيع لقاح سبوتنيك V إلى الدول الأخرى، ويرى المحللون أن ذلك قد يسمح لموسكو بممارسة القوة الناعمة لا سيما في أمريكا الجنوبية والشرق الأوسط.

ومن المرجح أن تستمر التوترات مع الغرب هذا العام خاصة مع وصول إدارة الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إلى البيت الأبيض، وبعد الهجوم الإلكتروني السيبراني الأخير على مالا يقل عن 6 من المؤسسات الفيدرالية الأمريكية وتوجيه أصابع الاتهام إلى روسيا، ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى تدهور العلاقات بين موسكو وواشنطن.

وقالت الصحيفة إن هذا العداء تجاه الغرب من الممكن أن يخدم مصلحة بوتين بالداخل بحسب مؤيديه.