السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

حصاد 2020.. الجمهوريات السوفيتية السابقة بؤر ساخنة للأحداث

فرضت الأحداث في الجمهوريات السوفيتية السابقة، نفسها على الساحة السياسية الدولية، خلال عام 2020، بين معارك ضارية في «القوقاز» المشتعل، وانتخابات شكلية تلتها اضطرابات سياسية في «آسيا الوسطى»، واعتقالات للمعارضة في «أوروبا الشرقية» و«أوراسيا».

تقسيمات جيوسياسية لـ15 جمهورية سابقة كانت تتبع الاتحاد السوفيتي يمكن تلخيصها كالتالي:

(القوقاز) وتشمل: جورجيا، أذربيجان، وأرمينيا.

(آسيا الوسطى) وتشمل: أوزبكستان، كازاخستان، طاجيكستان، قيرغيزستان، وتركمانستان.

(أوروبا الشرقية) وتشمل: أوكرانيا، بيلاروس أو روسيا البيضاء، ومولدوفا.

(أوراسيا): روسيا.

(دول البلطيق) وهي: لاتفيا، إستونيا، وليتوانيا.

مع خفوت نجم الشيوعية وصولاً لانهيار الاتحاد السوفيتي رسمياً في 1991، توالى انفصال تلك الجمهوريات الـ15، التي أعلنت استقلالها تباعاً.

كانت دول البلطيق الثلاث هي أول من أعلنت استقلالها على مدى عام 1990، تلتها الجمهوريات الـ12 الأخرى.

وفيما ركزت دول البلطيق على اللحاق بركب الاتحاد الأوروبي والانضمام لحلف شمال الأطلسي (الناتو)، انضوى غالبية الـ12 دولة الأخرى تحت منظمة معاهدة الأمن الجماعي، وهو تحالف عسكري تقوده روسيا منذ تأسيسه عام 1992.

وإلى يومنا هذا، ما زالت دويلات صغيرة تسعى إلى الانفصال، بعضها يحظى باعتراف محدود داخل نطاق الاتحاد السوفيتي المنهار، مثل: ترانسنيستريا (شرق مولدوفا) وأبخازيا وأوسيتيا الجنوبية (شمال جورجيا) وناغورنو قره باغ (جنوب غرب أذربيجان).

اليوم ومع مرور قرابة 3 عقود على انهيار الاتحاد السوفيتي، عادت بعض من تلك الدول والدويلات إلى واجهة الأحداث، بعد أعوام من الهدوء النسبي.





بيلاروس

كانت البداية في أغسطس 2020 مع الانتخابات الرئاسية في بيلاروس (روسيا البيضاء)، التي سعت المعارضة من خلالها للإطاحة بـ«دكتاتور أوروبا الأخير» ألكسندر لوكاشينكو.

لكن لوكاشينكو، مستقوياً بروسيا، أعلن فوزه بولاية رئاسية سادسة على التوالي، في نتائج أكدت المعارضة أنها تم تزويرها، ورفضها الاتحاد الأوروبي باعتبارها «لا حرة ولا نزيهة». وبعد طول شد وجذب، اتفق وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي في لوكسمبورغ، على فرض عقوبات على لوكاشينكو بسبب حملة قمع الاحتجاجات في بلاده.



روسيا

أما روسيا، فبدورها تصدرت الأنباء في 2020 مع تفاعلات قضية ألكسي نافالني، المعارض البارز للرئيس الروسي فلاديمير بوتين، والتي وصلت لحد اتفاق الاتحاد الأوروبي على فرض عقوبات على 6 أفراد ومنظمة واحدة في روسيا، على خلفية الاتهامات الأوروبية لموسكو بمحاولة اغتيال معارضها السياسي بغاز أعصاب.

وحتى قبل تفجر قضية نافالني، كانت مظاهرات حاشدة ونادرة تجتاح شرق روسيا على مدى أسابيع بدأت في يوليو 2020، في مدينة «خاباروفسك»، احتجاجاً على اعتقال الحاكم السابق للإقليم سيرغي فورغال.

ويرى المحتجون أن الكرملين لفّق لفورغال تهمة التورط في جرائم قتل عدة في منتصف العقد الأول من القرن الحالي لمعاقبته على سياساته المستقلة عن موسكو، لا سيما بعدما ازدادت شعبيته لتنافس بوتين نفسه.



أرمينيا - أذربيجان (الصراع على ناغورنو قره باغ)

في نهاية سبتمبر 2020، اندلع قتال عنيف بين أرمينيا وأذربيجان حول إقليم قره باغ. تلك الاشتباكات كانت الأشرس منذ 2016 في الجيب الانفصالي الواقع في أذربيجان وتقطنه غالبية أرمينية أعلنت استقلالها عن باكو عام 1992. الصراع التاريخي بين البلدين فاقمته جملة من التداخلات الإقليمية، ففي حين تدعم تركيا أذربيجان الغنية نفطياً، بالمرتزقة والأسلحة، تحصل أرمينيا على دعم روسيا، لكن موسكو في الوقت نفسه تحاول قدر الإمكان الوقوف بمسافة متساوية بين جمهوريتيها السابقتين.

وبعد سقوط مئات الضحايا من المدنيين والعسكريين على مدار 6 أسابيع، وقّعت أرمينيا وأذربيجان اتفاقاً لوقف إطلاق النار بوساطة روسية في 9 نوفمبر، استعادت باكو بموجبه 3 مناطق سيطر عليها الانفصاليون الأرمن منذ التسعينيات.



قيرغيزستان

وبالتوازي مع تلك الأحداث الملتهبة، شهدت قيرغيزستان اضطرابات سياسية داخلية في 2020 أدت لفرض حالة الطوارئ ثم استقالة الرئيس سورونباي جينبيكوف. كانت الاضطرابات بدأت بعد فوز أحزاب داعمة لجينبيكوف في الانتخابات البرلمانية، والتي اعتبرت المعارضة أنها شهدت عمليات شراء لأصوات الناخبين.

ومنذ استقلالها عن الاتحاد السوفيتي السابق، شهدت قيرغيزستان الإطاحة برئيسين نتيجة تظاهرات شعبية مماثلة لتلك التي دعت جينبيكوف إلى التنحي. لذا فهذه ثالث مرة خلال 15 عاماً يتحرك فيها المتظاهرون للإطاحة بحكومة قيرغيزستان، في انتفاضات قال المراقبون إنها مدفوعة بـ«المنافسات العشائرية» التي تلعب دوراً رئيسياً في سياسات الدولة الواقعة في آسيا الوسطى. ومن المقرر أن تجرى الانتخابات الرئاسية الجديدة في 10 يناير القادم.



طاجيكستان

وإلى جوار قيرغيزستان في آسيا الوسطى أيضاً، جذبت طاجيكستان إليها الأضواء بانتخابات رئاسية جديدة وُصفت بأنها «مناسبة احتفالية». وأعلن الرئيس إمام علي رحمان في انتخابات 2020 فوزه بنسبة 90% من الأصوات، وسط شبه غياب لمعارضة حقيقية.

ويقود رحمان (68 عاماً) جمهورية طاجيكستان الجبلية المتاخمة للصين وأفغانستان منذ ما يقرب من 3 عقود. وبعد وصوله إلى السلطة وسط حرب أهلية مدمرة في أوائل التسعينات من القرن الماضي، تلت انفصال طاجيكستان عن الاتحاد السوفيتي، فرض رحمان نفسه باعتباره الضامن لاستقرار الدولة.