السبت - 20 أبريل 2024
السبت - 20 أبريل 2024

«مغازلة» تركية لباريس.. وماكرون يريد «خطوات ملموسة»

«مغازلة» تركية لباريس.. وماكرون يريد «خطوات ملموسة»

الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. (أ ب)

بعد حملة إعلامية شرسة قادها الرئيس التركي رجب طيب أردوغان ضد نظيره الفرنسي، ووصلت إلى حد تشكيكه في القدرات العقلية لإيمانويل ماكرون، تُحاول أنقرة جاهدة مغازلة باريس لرأب الصدع والدخول في شراكة تُنسي خلافات الأشهر الأخيرة، فيما تقابل فرنسا الخطوات التركية المتسارعة بمطالبة أردوغان بـ«أفعال وخطوات ملموسة» توضح حسن نواياه.

وتناقلت صحف فرنسية اليوم رسالة خطية بعث بها ماكرون إلى نظيره التركي رداً على رسالة لأردوغان تمنى فيها الشفاء لماكرون بعيد إعلان إصابته بفيروس كورونا ديسمبر الماضي، وطلب فيها التعاون مع باريس في التصدي للوباء والعودة إلى الحوار مع الاتحاد الأوروبي.

وأكدت الصحف أن الرئاسة الفرنسية شددت على أن باريس بحاجة إلى مبادرة تركيا أولاً، بالقيام بخطوات ملموسة في اتجاه رأب الصدع في علاقة البلدين.

ونشرت «لوبينيون» الفرنسية رسالة ماكرون التي كتبها بخط يده في العاشر من يناير الجاري، حيث أبدى فيها رغبته في التعاون في مجال مكافحة الوباء والتنسيق في الملفات ذات الاهتمام المشترك، مشيرة إلى أن هذا التطور يمكن أن يضع حداً لأشهرٍ من «إطلاق النار اللفظي» بين الجانبين.





بدورها، ذكّرت صحيفة «لوفيغارو»، تعليقاً على الخطوات التركية الأخيرة بأن أردوغان وصف نظيره الفرنسي قبل أسابيع قليلة، بأنه «عبء على فرنسا»، راجياً أن يتخلص الفرنسيون منه في أسرع وقت.

ولفتت اليومية الفرنسية إلى أن «المغازلة» التركية لباريس تأتي في ظل صعوبات سياسية واقتصادية تواجه نظام أردوغان حالياً، خصوصاً مع اقتراب موعد تنصيب الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن الذي ترى أنقرة أنه يمكن أن يكون أقل تساهلاً مع سياساتها مقارنة بسلفه دونالد ترامب.

وفي نسخته الفرنسية، نشر موقع هافينغتون بوست، تقريراً عن التقارب المحتمل بين فرنسا وتركيا، مركزاً على انتظار الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن يتجاوز الحديث التركي عن الرغبة في التعاون «حيز الأقوال إلى دائرة الأفعال».

وكانت وكالة الأنباء الفرنسية قد نقلت عن وزير الخارجية التركي مولود تشاوش أوغلو، الجمعة، قوله إن أردوغان كان أول من بادر بمراسلة ماكرون ليتمنى له سنة جديدة سعيدة وليقدم تعازيه بعد الاعتداءات التي استهدفت فرنسا الخريف الماضي.

وفي تحليلها لتطورات التحرك التركي الجديد نحو أوروبا، أشارت صحيفة «لاكروا» الفرنسية في تقرير سابق، إلى أن الأمر يأتي في سياق داخلي خاص، حيث تُظهر استطلاعات الرأي، المنجزة في تركيا من طرف «معهد الأبحاث الأورو - آسيوية»، صعوداً قوياً لمعارضي أردوغان وانحداراً تاريخياً في شعبية حزبه الحاكم.

وحسب الصحيفة، تُظهر الاستطلاعات الأخيرة، تقارباً متزايداً في نوايا التصويت لدى الأتراك بين حزب العدالة والتنمية ومنافسه الشرس «حزب الشعب الجمهوري»، مشيرة إلى أن الأمر يعكس تفاقم التداعيات السلبية لوباء كوفيد-19 على المشهد الاقتصادي والاجتماعي وتصاعد معدلات البطالة في تركيا.

وشهدت علاقات تركيا مع الاتحاد الأوروبي، خصوصاً فرنسا، تدهوراً كبيراً في الفترة الأخيرة، وصل إلى ذروته إثر تصاعد «مغامرات تركيا العسكرية» في كل من ليبيا وسوريا وصولاً إلى نزاع منطقة ناغورني قره باغ، إضافة إلى ملف التنقيب التركي عن الغاز في مناطق تطالب بها اليونان، حليفة باريس، في شرق المتوسط.