الخميس - 28 مارس 2024
الخميس - 28 مارس 2024

«أمرنا بذلك».. اعترافات مقتحمي الكونغرس تدين ترامب

«أمرنا بذلك».. اعترافات مقتحمي الكونغرس تدين ترامب

أنصار ترامب قبيل اقتحام الكابيتول. (أ ب)

ألقت شهادات واعترافات بعض المتورطين في اقتحام مبنى الكابيتول، بالمسؤولية على الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، معتبرين أنه حرضهم على فعل ذلك، وهو ما يشكل دليلاً قد يستخدم لتوجيه اتهامات جنائية له في الواقعة التي أطلق عليه البعض «غزوة الكونغرس».

فقد نشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، تقريراً يتضمن اعترافات بعض الذين اقتحموا مبنى الكونغرس، خلال جلسته يوم 6 يناير الجاري، للتصديق على نتائج المجمع الانتخابي لإقرار فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن.



ترامب أمرنا بفعل ذلك

وقال أحد المتهمين، وهو رجل من ولاية كنتاكي، لمكتب التحقيقات الفيدرالية «إف بي أي»: «بدأت يوم 6 يناير السير إلى العاصمة واشنطن، بصحبة ابن عمي، لأن الرئيس ترامب أمر أن نفعل ذلك، وبالفعل اقتحم الرجلان مبنى الكونغرس وهما يهتفان "أوقفوا السرقة"»، طبقاً لوثائق المحكمة.

وأوضح التقرير أن أحد مقاطع الفيديو التي تم التقاطها خلال اقتحام أنصار ترامب لمبنى الكونغرس، تظهر أحد الأفراد يصرخ عالياً في وجه أحد رجال الشرطة داخل المبنى، قائلاً «لقد تمت دعوتنا للحضور إلى هنا.. لقد دعانا رئيس الولايات المتحدة للحضور».

وأشار التقرير إلى أحد المقتحمين، وهو شرطي سابق بقوات الإطفاء من ولاية بنسلفانيا، متهم بإلقاء طفاية حريق على رجال الشرطة، قال إنه تلقى تعليمات من الرئيس ترامب للذهاب إلى مبنى الكونغرس، حسبما أوضحت وثائق المحكمة.

ولفت التقرير إلى العديد من الحالات المشابهة، التي تضمنت اعترافات أصحابها بأنهم شاركوا في اقتحام الكونغرس، مدفوعين بما قاله الرئيس ترامب، خلال خطاباته العديدة التي تضمنت اعتراضاته وعدم اعترافه بنتيجة الانتخابات الرئاسية وتشكيكه فيها، ومطالبته لأنصاره بـ«محاربة» النتائج، بينما قال آخرون إنهم شعروا أن مطالبة ترامب لهم بالتوجه إلى العاصمة واشنطن جاءت بدعوى أن الانتخابات تمت سرقة نتيجتها، بخلاف مساعيه للضغط على الكونغرس وعلى نائب الرئيس مايك بنس، لتعديل النتيجة.

ونقل التقرير عن مكتب التحقيقات الفيدرالية، ومنظمات إخبارية، أن البعض اعترفوا بوجود علاقة مباشرة بين الاقتحام وبين أوامر ترامب، وأنهم توجهوا إلى واشنطن بناءً على أوامر مباشرة من الرئيس نفسه، أطلقها خلال مؤتمر له في نفس يوم اقتحام الكونغرس.

انقسام قانوني

وأشار التقرير إلى الانقسام بين خبراء القانون، حول مدى مسؤولية ترامب عن الاقتحام، وهل يمكن توجيه اتهامات جنائية له بالمسؤولية عن عملية الاقتحام، بناء على شهادات واعترافات بعض من شاركوا في «غزوة الكونغرس»، وبناء على ما وصفوه بـ«أوامر مباشرة» من ترامب خلال خطابه، وهل يمكن أن يكون ذلك كافياً لإقناع رجال الادعاء بتوجيه الاتهام له وبناء قضية ضده.

وأوضح التقرير أن تلك الاعترافات ستساعد في مسار محاولات مجلس النواب لعزل ترامب، كما أن تلك الاعترافات قد تكون دليلاً لمن أصيبوا خلال عملية الاقتحام، لتدعيم موقفهم القانوني إذا رأوا إقامة دعاوى قضائية ضد ترامب.

وأشار التقرير إلى أنه ربما كان الباعث وراء تلك الشهادات وتذرع بعض مقتحمي الكونغرس بأقوال الرئيس، هو رغبتهم في الحصول على عفو من ترامب قبل تركه البيت الأبيض، باعتبار أنهم كانوا يتبعون تعليماته، فعلى سبيل المثال ظهرت جينا راين، إحدى اللائي يواجهن اتهامات بالمشاركة في الاقتحام، على شاشات التلفزيون يوم الجمعة الماضي، وهي تطلب من ترامب إصدار عفو بشأنها، قائلة "كنت أعتقد أنني أنفذ أوامر رئيسي، وألبي ما طلب منا أن نفعله، فقد طلب منا أن نسافر إلى واشنطن، وأن نتواجد هناك، ولهذا فقد كنت أفعل ما طلبه منا".

مزاعم ترامب

وأشار التقرير إلى مزاعم ترامب العديدة التي لم يثبت صحتها، حول وجود تزوير في نتائج الانتخابات، مطالباً أنصاره بالوقوف ضد ذلك، ومنها تغريدته عبر تويتر يوم 19 ديسمبر التي قال فيها «احتجاج كبير في واشنطن يوم 6 يناير، كن هناك.. ستكون عاصفة»، كما أن ترامب كتب أيضاً في أول أيام العام الجديد قائلاً "الاحتجاج الكبير في العاصمة واشنطن سيكون الساعة 11 صباح يوم 6 يناير.. أوقفوا سرقة الانتخابات".

وفي خطابه إلى الحشود في يوم 6 يناير، لم يطلب منهم ترامب صراحة محاولة دخول الكونغرس، أو ارتكاب أعمال عنف، لكنه شدد على الحاجة إلى القوة، ودعا الحشود مراراً للقتال من أجله، وقال "لقد نال بلدنا الكثير.. ولن نتحمل المزيد.. أوقفوا السرقة".

وأضاف التقرير أن الحشود كانت تقاطع ترامب بهتافات «قاتلوا من أجل ترامب»، بينما قال الرئيس «سنسير إلى شارع بنسلفانيا، وسنذهب إلى مبنى الكابيتول»، وبينما عاد ترامب إلى البيت الأبيض، توجه الآلاف من أنصاره إلى الكابيتول حيث كان النواب يجتمعون لإقرار نتيجة الانتخابات.

ونقل التقرير عن خبراء قانونيين قولهم «إن المدعين العامين قد يكونون حذرين من محاولة اتهام ترامب بالتحريض الجنائي، ومن الصعب إثبات مثل هذه الجريمة، لأنها تتطلب إظهار أن كلامه قد تجاوز الحدود إلى نشاط إجرامي»، وقال مسؤولو وزارة العدل إن القضية معقدة والتحقيق مستمر.