الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

أسبوع تاريخي حافل في واشنطن مع تنصيب رئيس وعزل آخر

أسبوع تاريخي حافل في واشنطن مع تنصيب رئيس وعزل آخر

يوم فاصل في التاريخ الأمريكي. (أ ب)

مع بدء أسبوع تاريخي، كشف معسكر الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن خريطة طريق لإخراج الولايات المتحدة من أزماتها الاقتصادية والاجتماعية والصحية، من دون أن تلجمه كثيراً إجراءات عزل الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب.

وينصّب جو بايدن، بعد غد الأربعاء، في عاصمة أمريكية تظهر وجهاً غير مألوف، مع تحويلها إلى حصن منيع وانتشار العسكريين في كل الشوارع، ونشر أسلاك شائكة، وسياج عالٍ بعد هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول.

ووضع الرئيس الديمقراطي المنتخب مراسم تنصيبه تحت عنوان «وحدة الأمريكيين»، وسيحيط نفسه بالرؤساء الأمريكيين السابقين باراك أوباما، وبيل كلينتون، وجورج بوش، من أجل مد اليد إلى بلد منقسم وجريح.

وقال رون كلين كبير موظفي البيت الأبيض المقبل في عهد بايدن لمحطة «سي إن إن»، أمس الأحد: «أظهرت الأسابيع الأخيرة مدى الأضرار اللاحقة بروح الولايات المتحدة وأهمية إصلاحها وسيبدأ هذا العمل الأربعاء». وأضاف «إننا نرث فوضى كبيرة، لكن لدينا خطة لإصلاح الوضع».

ومنذ اليوم الأول من ولايته ينوي بايدن إعادة بلاده إلى اتفاق باريس حول المناخ، ورفع حظر دخول الأراضي الأمريكية المفروض على مواطني دول عدة.

ويأمل الرئيس الـ46 للولايات المتحدة أيضاً إعطاء دفع جديد لأكبر حملة تلقيح في تاريخ الولايات المتحدة.

وترتدي هذه المسألة الأخيرة أهمية ملحة إذ أودى مرض «كوفيد-19» بمعدل وسطي بحياة أكثر من 3000 شخص في الولايات المتحدة يومياً منذ 1 يناير، فيما تسجل أكثر من 236 ألف إصابة يومية. ولم يؤدِ انطلاق حملة التلقيح المتعثرة حتى الآن إلى إبطاء هذا المستوى المرتفع من الوفيات.

ويريد بايدن الذي كان نائباً للرئيس في عهد أوباما، أن تحقن 100 مليون جرعة من اللقاح في الأيام الـ100 الأولى من ولايته بفضل مراكز تطعيم ضخمة. وقال الخبير المرموق أنطوني فاوتشي الذي سيصبح المستشار الرئيسي لجو بايدن على صعيد كوفيد-19 بعدما شغل المنصب نفسه مع ترامب إن «هذا الأمر قابل للتطبيق». وسيشارك في هذه الحملة نحو 100 ألف ممرض وممرضة.

وسيضطر بايدن في مرحلة أولى إلى ممارسة الحكم بموجب مراسيم لتجنب المرور بالكونغرس، ولا سيما مجلس الشيوخ الذي سيكون منشغلاً بإجراءات عزل ترامب.

إلّا أن أجزاء كبيرة من برنامجه، لا سيما خطة الإنعاش الاقتصادي الهائلة البالغة قيمتها 1900 مليار دولار الهادفة إلى مساعدة ملايين الأمريكيين الذي يعتمدون على مخصصات البطالة، يجب أن تحصل على موافقة الكونغرس.

وعليه كذلك احترام الروزنامة البرلمانية لتثبيت أعضاء حكومته في مجلس الشيوخ. وقد تبدأ محاكمة ترامب بعد ساعات قليلة على تولي بايدن مهامه.

ويتهم الديمقراطيون ترامب بـتحريض أنصاره على "تمرد» ما أدى لاقتحامهم الكابيتول في 6 يناير، وأسفر عن سقوط 5 قتلى. وقال جايمي راسكين، أحد البرلمانيين الذين يقفون وراء إجراءات عزل الرئيس، إن ترامب ارتكب «الجريمة الرئاسية الأخطر في تاريخ الولايات المتحدة».

أما معسكر ترامب فيرى في هذه المحاكمة «هجوماً مشيناً على الدستور والديمقراطية». وقال فريقه في بيان إنه لم يختر بعد محامياً لتمثليه. وحث السيناتور الجمهوري النافذ ليندسي غراهام المقرب من ترامب القادة الديمقراطيين في مجلس الشيوخ على رفض هذه الإجراءات ما أن ترد مجلس الشيوخ. وقال إنه في حال لم يحصل ذلك «سنؤخر إلى ما لا نهاية وإلى الأبد ربما، شفاء هذه الأمة العظيمة».

وأعلن ترامب أنه لن يحضر مراسم تنصيب بايدن وسينتقل جواً فجر الأربعاء إلى مجمعه الفندقي الفخم في فلوريدا. وبانتظار ذلك يؤكد البيت الأبيض أنه يستمر «بالعمل دونما هوادة» مع عقد «الكثير من الاجتماعات وإجراء الكثير من الاتصالات الهاتفية» يومياً.

وقالت نائبة الرئيس المنتخبة كامالا هاريس في مقابلة مع «سي بي إس» أمس الأحد «ستكون مراسم تنصيب غير مسبوقة بسبب كوفيد-19 خصوصاً. لكننا سنقسم اليمين وسننجز العمل الذي انتخبنا على أساسه».