قالت صحيفة التلغراف البريطانية، إن الرئيس الأمريكي المنتهية ولايته دونالد ترامب، كان مثالاً لرجل الأعمال الناجح عند دخوله للبيت الأبيض، لكنه سيخرج منه أفقر مما كان عليه.
وأضافت الصحيفة أن الأحداث التي اندلعت بالكونغرس مؤخراً جعلت علامة ترامب التجارية سامة، ما يجعل عودته إلى مجال الشركات أكثر صعوبة.
وقال ستيفن جريزر وهو أستاذ التسويق وخبير في إدارة السمعة في كلية هارفارد للأعمال: «السؤال الكبير: ما الضرر الذي ستلحقة العلامة التجارية السياسية لترامب بعلامة ترامب التجارية؟».
وأضاف: «ليس هناك شك في أن محاولة عزل ترامب للمرة الثانية كان لها تأثير على علامته التجارية».
وقالت الصحيفة إن جميع هذه الأمور تثير احتمال أن يترك ترامب البيت الأبيض أكثر فقراً مما كان عليه عندما دخل، وهو أمر لم يمر به أحد من أسلافه الرؤساء الذين كسبوا الملايين بسبب الندوات وصفقات الكتب.
وبعد خسارته لانتخابات 2020، يتمتع ترامب بحرية تولي إدارة مجموعة ترامب التجارية، وهي مجموعة تضم نحو 500 شركة ويديرها ابنا ترامب: إريك ودونالد الابن.
ترامب ملاحق بالديون
وقالت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، إن ترامب يواجه جبلاً من الديون التي تبلغ 421 مليون دولار ومعظمها مستحق خلال السنوات الأربعة المقبلة.
وتضم مجموعة ترامب التجارية العديد من الممتلكات الضخمة كالفنادق وملاعب الغولف والمجمعات السكنية التي يمكنه بيعها في حال دعت الحاجة.
والأمر المثير للجدل أن ترامب كان قد صرح في وقت سابق بأن الرئاسة كلفته وشركاته ما بين 3 إلى 5 مليارات دولار أمريكي.
الوباء وتجارة ترامب
وأشارت التلغراف البريطانية إلى أنه في الشهر الماضي اعترف المسؤولون التنفيذيون في فندق مانهاتن التابع لمجموعة ترامب بأن التعافي الاقتصادي الذي شهده الفندق في الصيف الماضي توقف بعد ظهور السلالة الجديدة من فيروس كورونا.
وقال فيليب براون وهو أستاذ العلوم المالية في كلية كيلوج للإدارة: «أداء الفنادق وملاعب الغولف سيئ».
وأضاف أن على ترامب ألّا يتوقع المزيد من العملاء والضيوف في المستقبل.
وأشارت الصحيفة إلى أنه في الوقت الحالي يرغب عدد قليل جداً من المستهلكين بقضاء إجازة عائلية في أحد منتجعات ترامب، حتى لو كان يمكنهم تحمل تكاليف الأمر.
وتابعت الصحيفة أنه مع وجود عاصفة محتملة من القضايا المرتبطة بشؤونه الضريبية والتجارية فمن المؤكد أن عودة ترامب إلى حياته المدنية باتت صعبة.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه المشكلات لم تعد ذات أهمية بعد محاولة أنصار ترامب اقتحام مبنى الكابيتول أثناء التصديق على فوز جو بايدن.
حلفاء ترامب ينقلبون عليه
وأبلغ مسؤولون في دويتشه بنك، وكالة بلومبيرغ أن البنك سيتوقف عن القيام بالمزيد من الأعمال مع ترامب وعائلته بما فيها الإشراف على سداد 300 مليون دولار من القروض السابقة.
وقال بنك سيغنتشر أيضاً والذي دعا ترامب إلى الاستقالة إنه سيغلق حساباته الشخصية، كما رفض أيضاً التعامل مع أعضاء الكونغرس الذين صوتوا لإلغاء نتيجة الانتخابات.
وقال بروفيشنال بنك الذي يتخذ من فلوريدا مقراً له، والذي قدم لترامب قرضاً عقارياً بقيمة 11 مليون دولار، إنه سيتوقف عن التعامل مع مؤسسات ترامب.
كما صوتت رابطة لاعبي الغولف المحترفين الأمريكية لصالح حرمان ملعب الغولف الخاص بترامب في بدمينسر بولاية نيوجيرزي من استضافة بطولة الولايات المتحدة للغولف العام المقبل.
وحتى ولاية نيويورك التي تعد مسقط رأس ترامب، تتطلع إلى قطع العلاقات التجارية معه، حيث يدرس مجلس المدينة إنهاء عقود مؤسسة ترامب لتشغيل حلبتين للتزلج وملعب غولف.
وكل هذه الأمور لم تمنع ترامب من التفكير بمشاريع جديدة وسط تكهنات بأنه سيطلق شركة إعلامية خاصة به.