الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

الانقسام الأمريكي.. مبادرات اجتماعية لتجنب «حرب أهلية»

الانقسام الأمريكي.. مبادرات اجتماعية لتجنب «حرب أهلية»

مبادرات أمريكية عدة تناصر الحوار بين أشخاص لديهم مواقف متعارضة. (أ ب)

يكثف نشطاء أمريكيون جهودهم لتجاوز الانقسامات داخل المجتمع الأمريكي في وقت تصاعد فيه القلق من احتمال وقوع أعمال عنف جديدة.

وفي هذا الإطار نظمت جمعية «بريفير إنجلز» التي تأسست عام 2016 لقاء افتراضياً مفتوحاً أمام كل من يريد «إعادة اللحمة للمجتمع الأمريكي».

وضم الاجتماع، الذي عقد عبر تطبيق «زوم» 4500 مشارك من كل أرجاء البلاد وانضم أكثر من 2000 مشترك جديد إلى الجمعية إثر ذلك، وفق المتحدث باسمها كيرن أوكونور.

وأكدت الجمعية أن جميع المشاركين في اللقاء كانوا يرغبون «بالاصغاء» إلى المعسكر الآخر ومضاعفة الجهود لتجنب «حرب أهلية».

3 مجموعات

وشكل الاجتماع فرصة لإدلاء 3 مجموعات مؤلفة من شخصين ديمقراطي وجمهوري بشهاداتها حول تمكنها من إقامة حوار ودي رغم اختلافاتها السياسية.

وروى كوهيار مصطفى المسلم القريب من التيار اليساري وغريع سميث، مسيحي متدين وشرطي سابق، ومؤيد لترامب، الروابط التي تمكنا من إقامتها منذ 4 سنوات، وأشارا إلى أهمية المحادثات وحس الدعابة والزيارات المتبادلة التي قاما بها إلى مسجد وكنيسة كل منهما.

واقتصر التبادل بين الرجلين، منذ جائحة «كوفيد-19»، على الإنترنت إلا أن علاقتهما صمدت رغم الأحداث التي وقعت في مقر الكونغرس والتي وصفها غريغ بأنها «فظيعة».

بدورهما، اتفق كارلوس هرناديس وهو من أصول أمريكية لاتينية ومؤيد لترامب وأمانيا دراين الناشطة من أصل إفريقي في مجال مكافحة العنصرية اللذان يتواصلان منذ أشهر عدة، على القول إنه ينبغي أولاً محاربة «الاستقطاب الخاص» بكل فرد من خلال مراجعة كل الأفكار المسبقة والمقولبة عن المعسكر الآخر.

وثمة مبادرات أخرى تناصر الحوار بين أشخاص لديهم مواقف متعارضة، بعضها أقدم بكثير مثل جمعية «ليفين روم كونفرسايشنز» التي تأسست عام 2010. وانتشرت في ظل رئاسة ترامب التي أدت إلى خلافات داخل الكثير من العائلات وبين أصدقاء مقربين.



تشاؤم

لكن ما أهمية هذه النوايا الحسنة في وجه عزم المتطرفين الذي يغذيه جو من المزايدات عبر وسائل التواصل الاجتماعي؟

خلال الأسبوع الماضي دعا بعض المعارضين لترامب إلى تهميش كل المتظاهرين المؤيدين لترامب في 6 يناير، في حين اعتبر مناصرون لترامب توقيف مثيري الشغب وإغلاق المنصات المحافظة مثل «بارلر»، تحولاً إلى حكم استبدادي.

ورغم تقديم جو بايدن نفسه على أنه رجل المصالحة، ما زال التشاؤم سيد الموقف، إذ يتوقع 56 % أن تبقى الانقسامات على ما هي، في حين يرى 31 % فقط أنه قادر على «توحيد البلاد» حسب نتيجة استطلاع للرأي أجرته «كوينيبياك» في 11 يناير.

ويقول كاي روجيري الأستاذ في جامعة كولومبيا إن «الناس الذين يشاركون في هذه المبادرات ليسوا هم أولئك الذين يتسببون بنزاعات. في حال لم تجر هذه البرامج في المكان الذي تتواجد فيه مشاكل لا أظن أنها ستؤثر بشيء».



«انقسام عشائري»

بدوره، يوضح الخبير في الاستقطاب روبرت تاليس من جامعة فاندربيلت: «الديمقراطيون والمحافظون منقسمون على المسائل السياسية لكن هذا الانقسام ليس أكثر حدة مما كان عليه قبل 30 عاماً، الأمر الوحيد الذي تغير هو العدائية من معسكر لآخر والتي تكثفت أكثر من الانقسامات السياسية».

وتفاقمت هذه العدائية بسبب نمط عمل «عشائري» متزايد فكل معسكر له قيمه وأنماط استهلاك خاصة به مع أماكن أقل يتلاقى فيها مع الآخر بعيداً عن السياسة.

ويؤكد تاليس «كل أماكن التواصل الاجتماعي من عمل ووجهات سفر ومتاجر ومدارس باتت منفصلة وفقاً للانقسامات السياسية فالتفاعل اليومي بات يقتصر تقريباً على أشخاص يشبهوننا».