الأربعاء - 24 أبريل 2024
الأربعاء - 24 أبريل 2024

تنصيب الرئيس الأمريكي.. لماذا يحتاج الأمر الكثير من الوقت؟

تنصيب الرئيس الأمريكي.. لماذا يحتاج الأمر الكثير من الوقت؟

استعدادت حفل تنصيب جو بايدن. (أ ف ب)

في مذكراته «أرض موعودة»، يشير الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما إلى أن ظروف انتقال السلطة إليه من الرئيس جورج بوش الابن تمت بشكل سلس، مسجلاً أن ابنتي بوش «باربارا وجينا» حرصتا على ترتيب جدوليهما بسرعة، لإفساح المجال أمام طفلتي أوباما «ماليا وساشا» للإقامة في البيت الأبيض.

تعكس هذه القصة «الأوبامية»، أجواء من السلاسة والسهولة في تسليم مفاتيح البيت الأبيض بين رؤساء أمريكا، وهو مشهد يبدو من الصعب تصوره في ظل الأجواء الحالية بين دونالد ترامب وخلفه جو بايدن.



وتتميز الولايات المتحدة بكون عملية انتقال السلطة من الرئيس إلى خلفه تحتاج وقتاً أطول مقارنة مع الكثير من الديمقراطيات، إذ يمر الرئيس المنتخب بفترة انتظار تصل إلى 11 أسبوعاً، تمتد من لحظة إعلان فوزه في شهر نوفمبر إلى يوم الـتنصيب في 20 يناير.

وتاريخياً، تقلصت فترة انتظار الرئيس الجديد لتسلم مفاتيح البيت الأبيض، حيث صُممت في الأصل، لتمتد إلى مارس، وذلك من أجل ضمان نقل المعلومات إلى كافة الجهات والشخصيات المعنية في عموم التراب الأمريكي مترامي الأطراف.



وحسب موقع وزارة الخارجية الأمريكية، فإن الصعوبات التي رافقت فترة الكساد الكبير (1929 – 1933) لعبت دوراً مهماً في تسريع عملية انتقال السلطة، ما أسهم في خفض أيام الفترة الأخيرة التي يطلق فيها على الرئيس لقب «البطة العرجاء»، في إشارة إلى أنه يمارس مهامه بأسلوب تصريف الأعمال.

وفي عام 1933 كانت الولايات المتحدة على موعد مع تعديل دستوري أكد تاريخ 20 يناير موعداً لنهاية ولاية الرئيس الأمريكي وتنصيب الرئيس الجديد.

ويرتبط طول فترة انتقال السلطة في أمريكا، ارتباطاً وثيقاً بطبيعة النظام الانتخابي هناك، حيث يتم اختيار الرئيس رسمياً من قبل المجمع الانتخابي بعد أسابيع من الاقتراع الشعبي.

وفيما تعني «فترة الانتظار» عدم قدرة الرئيس المنتخب على تولي المنصب بشكل فوري، فإن بإمكان فريق إداراته الجديد الحصول على الأموال اللازمة لعملية انتقال السلطة وكذلك على إحاطات من الإدارة المنتهية ولايتها.



وقبيل تنصيبه رسمياً، يكون الرئيس الأمريكي المنتخب قد أتم لائحة اختياراته لتشكيل الحكومة وتعيين كبار المسؤولين.

وفيما تجري عملية انتقال السلطة في أمريكا بشكل بطيء نسبياً، يأتي يوم 20 من يناير حاملاً تغييرات سريعة، إذ من المعتاد أن يغادر الرئيس المنتهية ولايته البيت الأبيض لحضور حفل التنصيب، ثم ينتقل الرئيس الجديد إليه بعد ذلك بساعات قليلة.

ولتجهيز البيت لساكنه الجديد، يتطلب الأمر مئات الموظفين وموارد مخصصة لتهيئة قاعات البيت الأبيض وغرفه البالغ مجموعها 132، في وقت وجيز.