الخميس - 25 أبريل 2024
الخميس - 25 أبريل 2024

كورونا.. "الوباء المعلوماتي" في بريطانيا يحبط العاملين في الخطوط الأمامية

كورونا.. "الوباء المعلوماتي" في بريطانيا يحبط العاملين في الخطوط الأمامية

المعلومات المضللة تصيب موظفي الخطوط الأولى - رويترز.

يواجه موظف الخطوط الأمامية في بريطانيا سيلاً من المعلومات المضللة، ويقول الأطباء والمعلمون وغيرهم من العمال المنهكين إنهم يشعرون بالإحباط الشديد بعد قراءة منشورات على وسائل التواصل الاجتماعي تفيد بأن وباء «كوفيد-19» مجرد خدعة أو تتم المبالغة بشأنه.

وقالت شبكة (إن بي سي نيوز) التلفزيونية الأمريكية إن هذه المعلومات المضللة كانت سبباً للعديد من العواقب الوخيمة في العالم الواقعي في الأسابيع الأخيرة حيث قام المحتجون بالاعتصام أمام المستشفيات والإساءة لموظفي الرعاية الصحية.

ويقول بعض الباحثين إن هناك في بريطانيا من يقبلون تلك الأفكار ومن لا يقبلونها، وأصبحت حالة الاستقطاب بينهم أكثر تطرفاً بما يشبه الوضع في الولايات المتحدة.

وقال ساندر فان دير ليندن، وهو أستاذ علم النفس الاجتماعي بجامعة كمبردج، إنه «يمكننا أن ننظر للوضع في الولايات المتحدة كإشارة تحذير توضح إلى أين قد تتجه الأمور في حال لم نكن حذرين بما فيه الكفاية».

وباء معلوماتي

وأشارت الشبكة إلى أن هذا «الوباء المعلوماتي» المتصاعد كما تمت تسميته من قبل منظمة الصحة العالمية، يأتي في حين تتعامل بريطانيا مع طفرة في حالات الإصابة بفيروس كورونا، ما أجبر البلاد على الدخول في الإغلاق الوطني الثالث ودفع الخدمة الصحية الوطنية إلى حافة الانهيار.

وأضافت الشبكة أن نظريات المؤامرة هذه بعيدة كل البعد عن أن تكون جديدة في بريطانيا التي تصارعت مع المعلومات المضللة المتعلقة بفيروس كورونا في بداية الوباء لكن الاستقطاب أصبح أشد كما هو الحال في الولايات المتحدة.

ولطالما انقسمت المواقف الأمريكية بشأن فيروس كورونا على أسس حزبية، حيث بات الليبراليون يدعمون ارتداء الأقنعة وإجراءات الإغلاق في حين يقول المحافظون إنهم يريدون إعطاء الأولوية للاقتصاد.

وأشار استطلاع أجرته شركة YouGov في مايو، إلى أن الناخبين الجمهوريين كانوا أكثر ميلاً من الديمقراطيين لتصديق العديد من نظريات المؤامرة حول «كوفيد-19».

وأضاف فان دير ليندن أن البحث الذي أجراه في الأشهر الأخيرة يشير إلى أن الشعب البريطاني أصبح أكثر انقساماً على أسس سياسية أيضاً، إذ من المرجح أن يقبل أولئك المصنفون ضمن اليسار أن اللقاحات آمنة أكثر ممن ينتمون إلى اليمين.

كورونا خدعة

لطالما كان مضمون المعلومات المضللة في بريطانيا أقل تطرفاً بكثير من الولايات المتحدة.

وضربت الاحتجاجات المناهضة للإغلاق أوروبا على مدى العام الماضي، وفي بريطانيا تعرض العشرات من أبراج الجيل الخامس للهجوم من قبل من يعتقدون أنها مرتبطة بطريقة ما بانتشار الفيروس.

وهذا الشتاء أفاد عدد من المستشفيات البريطانية بأن أناساً دخلوا إلى مبانيها، وقاموا بتصوير ممرات تصادف أنها خالية على أمل الترويج للقول إن فيروس كورونا خدعة.

وفي ليلة رأس السنة الجديدة اجتمع نشطاء للاحتجاج على اللقاحات المضادة لفيروس كورونا خارج مستشفى سانت توماس وسط لندن وكانوا يهتفون «كوفيد خدعة» أثناء مغادرة أطباء وممرضات المبنى.

وتقول الدكتورة راشيل كلارك وهي أخصائية رعاية في مستشفى أوكسفوردشاير، إن دعم الجمهور للعاملين في القطاع الصحي قد تغير بشكل كبير منذ العام الماضي.

وأضافت أنه على الرغم من صعوبة الموجة الأولى إلّا أن دعم المجتمع كان رائعاً للغاية بالنسبة للروح المعنوية.