الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

استبعاد المهاجرين.. آخر معارك ترامب الخاسرة

استبعاد المهاجرين.. آخر معارك ترامب الخاسرة

ترامب وميلانيا في قاعدة اندروز بماريلاند لحفل الوداع.(أي بي أيه)

أخفق الرئيس الأمريكي السابق، دونالد ترامب، والذي غادر البيت الأبيض قبل ساعات، في تنفيذ قراره باستبعاد المهاجرين غير الشرعيين من التعداد السكاني، وإعادة رسم الدوائر الانتخابية، وتوجيه توزيع ما يقدر بـ1.5 تريليون دولار سنوياً من الأموال الفيدرالية.

ويبلغ عدد المهاجرين غير الشرعيين المقيمين بالولايات المتحدة الأمريكية 11 مليوناً، منهم نحو 4 ملايين يدفعون الضرائب. ويتسبب استبعاد هذا العدد في نقص المخصصات المالية للولايات التي يعيشون فيها، وعلى رأسها نيويورك وكاليفورنيا، كما يؤثر على تقسيم الدوائر في انتخابات الرئاسة وانتخابات مجلس النواب، بما يزيد من فرص الجمهوريين.

وألغت المحكمة العليا الأمريكية، في ديسمبر الماضي، دعوى قضائية تسعى لعرقلة خطة الرئيس ترامب لاستبعاد المهاجرين الذين يعيشون في الولايات المتحدة بشكل غير قانوني من تعداد السكان.

وبحسب موقع «إن بي آر» الأمريكي، حاول مدير مكتب الإحصاء، سيفين ديلنجهام، الذي سيغادر منصبه اليوم، الضغط على الموظفين للانتهاء من تقديم تقرير عن الأشخاص غير المسجلين والمقيمين رسمياً قبل 15 يناير الماضي. لكن عدداً من الموظفين تخوفوا من إساءة استخدام التقرير، ما دفعهم لتأجيل إصداره حتى مارس المقبل.

ويرغب الرئيس جو بايدن في إجراءات تسمح بظهور أعداد المثليين والأفراد من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في التعداد.

واقترح السيناتور الديمقراطي بريان شاتز، أولويات لإصلاح التعداد السكاني لعام 2020 ومنع التسييس في المستقبل، مطالباً إدارة الرئيس جو بايدن بتمديد المواعيد النهائية لمدة 4 أشهر، وإلغاء أوامر ترامب التنفيذية لبيانات الجنسية ومذكرته الرئاسية لاستبعاد المهاجرين غير الشرعيين، وإنشاء لجنة غير حزبية لمراجعة دقة الأرقام لإعادة توزيع مقاعد مجلس النواب قبل تسليمها للكونغرس.

وتخلو الإحصاءات الرسمية من أعداد المثليين في أمريكا. ولا توجد بيانات دقيقة عن أعداد العرب، وهو ما يمثل عائقاً أمام صانعي السياسات والباحثين عن صورة دقيقة لسكان الولايات المتحدة.

وطالبت في وقت سابق عضوة مجلس النواب رشيدة طليب، مكتب الإحصاء بإضافة «الشرق الأوسط وشمال أفريقيا» في التعداد، مؤكدة أن عدم إضافة هذه الفئة «يجعل من يعيشون بالولايات المتحدة من هذه المناطق «غير مرئيين» خلال العشر سنوات المقبلة عند استخدام بيانات التعداد في توزيع التمويل الفيدرالي، وإجراء البحوث الصحية، وتحديد نوع المساعدات اللغوية التي تحتاجها المجتمعات.

واتخذ ترامب طوال السنوات الأربع الماضية سياسات متشددة ضد المهاجرين، حيث تم ترحيل أعداد كبيرة منهم، وفصلت إدارته نحو 3600 طفل عن ذويهم المهاجرين غير الشرعيين، وخفضت أعداد اللاجئين في 2018 إلى 30 ألفاً مقابل أكثر من 100 ألف في السابق. ويتبنى جو بايدن سياسات مخالفة تماماً لسياسات ترامب.

وقال خوسيه من دولة السلفادور، إنه مقيم بالولايات المتحدة منذ أكثر من 6 سنوات بشكل غير رسمي، وإن «فترة دونالد ترامب كانت كابوساً على المهاجرين عموماً»، موضحاً أنه يأمل أن يحصل الآن على الجنسية الأمريكية، بعد الأنباء التي سمعتها عن الرئيس بايدن بوضع الجميع على الطريق للحصول على الجنسية.

وأضاف لـ«الرؤية» أن عام 2020 كان صعباً على المهاجرين الذين لا يملكون أوراقاً رسمية وسط إغلاق الكثير من الشركات والمطاعم التي تقبل عملهم. لقد عانوا خاصة أنهم لا يحصلون على مساعدات للسكن، أو بدل بطالة مثل الأمريكيين المتضررين من فيروس كورونا.

وأشار إلى أن فوز جو بايدن جعله يقرر الاستمرار في الولايات المتحدة بدلاً من العودة إلى بلاده التي تعاني اقتصادياً، خاصة أنه ينفق على أسرته التي تتكون من 5 أفراد.