الجمعة - 26 أبريل 2024
الجمعة - 26 أبريل 2024

بايدن أعاد لهم الأمل.. قصص مأساوية لضحايا حظر ترامب السفر لأمريكا

بايدن أعاد لهم الأمل.. قصص مأساوية لضحايا حظر ترامب السفر لأمريكا

الرئيس الأمريكي جو بايدن - أ ف ب.

بعد 4 سنوات من تطبيق قرار إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، حظر السفر إلى أمريكا، على بعض الدول ذات الأغلبية المسلمة، كانت أولى قرارات إدارة الرئيس جو بايدن، هي رفع ذلك الحظر، ما أعطى الأمل لآلاف العائلات المتضررة بإنهاء معاناتهم من قرار الحظر.

ونشرت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، في تقرير لها، قصصاً مأساوية لبعض الأشخاص الذين تسبب قرار الحظر في تفريق شمل عائلاتهم، طوال السنوات الماضية، بسبب منعهم من السفر لأمريكا.

وشمل حظر ترامب دولاً عديدة، مثل إيران، والعراق، وليبيا، والصومال، والسودان، وسوريا، واليمن، وتسبب الحظر في تفاقم المصاعب على الناجين من النزاعات في سوريا والعراق واليمن، الذين كانوا من أكبر ضحايا الحظر، وتقطعت بهم السبل، إضافة إلى طلبة الدكتوراه، والمهنيين، الذين انقلبت حياتهم رأساً على عقب.

ورأى الأشخاص الحالمون بالهجرة إلى أمريكا، من الدول التي كانت ضمن قائمة الحظر، أن قرار ترامب هو «تعصب ضد المسلمين».

انفصال مؤلم

قالت دانة حربي (38 عاماً)، وهي أمريكية تعيش بولاية فرجينيا لصحيفة واشنطن بوست، إن زوجها مشعل حمود (34 عاماً)، وهو لاجئ سوري يعيش في لبنان، لم يتمكن من الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة، طوال السنوات الماضية، بسبب الحظر الذي فرضه ترامب.

وروت حربي قصتها للصحيفة، وقالت إنها الآن حامل في شهرها السادس، وطوال فترة حملها كانت تذهب بمفردها إلى الطبيب، ولكنها متفائلة الآن، إذ من الممكن أن يصل زوجها إلى أمريكا قريباً، ويستقبلان سوياً مولودهما القادم.

وقالت حربي: إنها بذلت وزوجها قصارى جهدهما، للتغلب على القيود الأمريكية وحظر السفر، وكانت قد ذهبت إلى لبنان للقائه عدة مرات، ولكنها اضطرت إلى تقليل سفرها بعد أن علمت أنها حامل.

وأضافت حربي أن الأضرار التي تسبب بها ذلك الحظر ستبقى عالقة في أذهان المتضررين منه، لأنها لن تستطيع تعويض اللحظات التي فقدتها مع أحبائها، والأموال التي أنفقتها على الشركات أو القنصليات، من أجل جمع شمل الأسرة في أمريكا.

ولفتت حربي إلى أنها حصلت على إجازة من وظيفتها لمدة 6 أشهر، لتكون مع زوجها العام الماضي، وقالت «السفر ذهاباً وإياباً يؤثر عليك، عاطفياً ومالياً وجسدياً ونفسياً».

مأساة عائلة يمنية

ورصدت الصحيفة قصة أخرى ضحيتها محمد عبده علي محمد، وهو مواطن يمني يبلغ من العمر 49 عاماً، تنقل مع عائلته عبر العديد من دول العالم، محاولاً الحصول على تأشيرة دخول للولايات المتحدة.

ويقول إبراهيم قتابي وهو كبير القانونيين بمركز الحقوق الدستورية، الذي كلفه محمد بإقامة دعوى قضائية للحصول على التأشيرة لأمريكا، إنه أنفق عشرات الآلاف من الدولارات، في محاولة للحصول على التأشيرة، ليغادر اليمن الذي مزقته الحرب، ويتمكن من الانضمام إلى والده وأخوته في مدينة بوفالو بولاية نيويورك، وتم إنفاق الكثير من تلك الأموال خلال رحلة محمد من منزله بالعاصمة اليمنية صنعاء، إلى جيبوتي في شرق أفريقيا، وذلك بعد أن أجرى له المسؤولون الأمريكيون مقابلة، ثم أخبروه أن التأشيرات ستصدر له ولعائلته.

وبحسب الصحيفة فإن محمد وأسرته خاطروا بكل شيء للوصول إلى أمريكا، حيث قضوا أكثر من عام في جيبوتي، وأنفقوا آلاف الدولارات شهرياً، في انتظار الحصول على التأشيرة، وما زال أحد أفراد العائلة يعيش في ماليزيا منتظراً الحصول على التأشيرة، لكنها لم تأت بعد.

الوفاة سبقت التأشيرة

وتحكي رند مبارك، وهي لاجئة عراقية تبلغ من العمر 25 عاماً مأساتها، موضحة أن صحة والدها تدهورت في انتظار الحصول على تأشيرة الدخول لأمريكا، حتى وافته المنية، بينما كانت عائلتها تقيم في مصر بانتظار التأشيرات.

وقالت مبارك: إن والدها كان يعمل مترجماً للجيش الأمريكي في العراق، وفرت الأسرة من بلادها بعد تلقيها تهديدات بالقتل، خلال فترة العنف التي أعقبت الغزو الأمريكي عام 2003.

وأضافت مبارك أنه بحلول عام 2017 وصلت مع عائلتها إلى مدينة الإسكندرية المصرية، وتلقوا ردوداً من المنظمة الدولية للهجرة، بأنهم يستطيعون قريباً السفر لأمريكا، وبعدها جاء إعلان ترامب بفرض الحظر على بعض الدول المسلمة.

واستطردت مبارك قائلة: إن والدها تعرض بعدها لأزمة قلبية، وأخبرها الطبيب أنه يحتاج إلى عملية جراحية وإلى مغادرة مصر بأسرع وقت، فاتصلت بالمنظمة الدولية للهجرة، وأخبرتهم أن والدها بحاجة إلى النقل لمستشفى أمريكي.

وقالت مبارك: «لقد عمل والدي مع الأمريكيين، وبعد كل ذلك أخبرونا أن لديهم تعليمات صارمة بعدم تلبية طلبات التأشيرات، وتوفي والدي في يوليو، وما زاد الطين بلة أن والدتي مريضة الآن».