تشعر الجماعات الحقوقية في كولومبيا بحالة من القلق، بشأن سلامة الفتيات والنساء، اللاتي يتعرضن للعنف على أيدي رجال مقربين لهن، في ظل جولة جديدة من الإغلاق الصارم لمواجهة فيروس كورونا.
ونشرت صحيفة الغارديان البريطانية تقريراً لها اليوم، عن الجرائم ضد المرأة في كولومبيا، أشار إلى العديد من الحالات، ومنها عثور السلطات في 13 يناير الجاري، على جثة الطفلة ماريا أنخيل مولينا، البالغة من العمر 4 سنوات، في نهر بريف كولومبيا، وهي الحالة الـ14 لقتل الإناث في كولومبيا.
واعترف قاتل الضحية الذي يدعى كارلوس غالفيس، أنه اختطف أيضاً شقيقتها ماريا، وقال للسلطات إن دافعه لارتكاب تلك الجرائم الوحشية، هو معاقبة والدتهما بعد علاقتها مع رجل آخر.
وبحسب الصحيفة فقد وقعت 5 جرائم قتل أخرى للنساء، بخلاف 13 حالة أخرى يتم التحقق منها.
لا مكان آمناً للمرأة
وقالت جوليانا كاستيلو روداس، التي تعمل مع مؤسسة فيميداسيد كولومبيا، وهي منظمة غير حكومية تقدم الدعم للنساء «للأسف عندما نتحدث عن العنف ضد المرأة في كولومبيا، لا يوجد مكان واحد يمكننا أن نسميه بأنه آمن، وما يمكننا قوله هو أن المنزل أصبح أكثر الأماكن خطورة على النساء».
وطوال العام الماضي الذي تضمنه 6 أشهر من الإغلاق بسبب الإجراءات الاحترازية ضد فيروس كورونا، أكدت المؤسسة وقوع 229 حالة قتل للإناث، وفي الوقت نفسه يتم التحقق من 260 حالة وفاة أخرى.
وبينما لم تحدث أي زيادة على حالات الوفاة المؤكدة، تقول الجماعات الحقوقية أن الأرقام ربما تكون أعلى بكثير مما هو معلن، مع وجود حالات لم يتم الإبلاغ عنها ضد النساء، خوفاً من الانتقام، كما تقل احتمالات طلب النساء للمساعدة، عندما يتم احتجازهن في المنازل والتعدي عليهن، وعندما يتم الاتصال بالسلطات في أغلب الأوقات لا تكون هناك استجابة.
وقالت روداس «نشعر بالقلق من أنه عندما تبلغ النساء السلطات لا يتم الاستماع إليهن من قبل الدولة أو مؤسساتها، ربما لم نلاحظ ارتفاعاً في الحالات عن العام الماضي، رغم أننا شهدنا زيادة في أعمال العنف ضد النساء، كالاختفاء والقتل وتقطيع الأوصال إلى جانب العنف الجنسي».
إجراءات مطلوبة
وأوضحت روداس بعض الإجراءات المطلوبة لخفض الاعتداءات ضد المرأة، قائلة «يمكن القيام ببعض الإجراءات؛ كالتعليم الأفضل بين الجنسين، وتوفير مدن أكثر أماناً، وتحتوي على إضاءة جيدة، كل ذلك يمكن أن يساعد في جعل النساء يعشن في جو أكثر أماناً في كولومبيا».
ويقول نشطاء آخرون إن إجراءات مواجهة فيروس كورونا، كحظر مبيعات الكحول، وحظر التجول، والحد من الحفلات والتجمعات الاجتماعية، يمكن أن تقلل بعض المخاطر التي يتعرض لها النساء والفتيات اللاتي يعشن مع رجال مسيئين.
وتحدثت نائبة رئيس كولومبيا، مارتا لوسيا راميريز عن الوضع المقلق للنساء، قائلة «علينا أن نصل إلى «صفر جريمة»، بمنع وقوع أي جريمة قتل للنساء، وعلينا إنهاء العنف من الرجال، وأي نوع من العنف ضد المرأة».