الثلاثاء - 23 أبريل 2024
الثلاثاء - 23 أبريل 2024

وزير خارجية فرنسا الأسبق: تحمسنا لـ«الربيع العربي».. وكانت النتيجة الفشل والفوضى

وزير خارجية فرنسا الأسبق: تحمسنا لـ«الربيع العربي».. وكانت النتيجة الفشل والفوضى

زير خارجية فرنسا الأسبق آلان جوبيه. (رويترز)

عبر وزير خارجية فرنسا الأسبق آلان جوبيه عن خيبة أمله حيال تداعيات ما يٌعرف بأحداث «الربيع العربي» التي هزت المنطقة في عام 2011، مؤكداً أن الحماس قاد الفرنسيين لدعم «الثورات» التي أسفرت عن فشل ذريع وفوضى عارمة في المنطقة، وفق تعبير جوبيه.

وأوضح الدبلوماسي المخضرم في مقابلة مع صحيفة «لو باريزيان» الفرنسية بمناسبة مرور عقد من الزمن على أحداث «ثورة 25 يناير» في مصر، أنه «غير متأكد من أن شعوب الدول التي تعرضت لهذه الأحداث، باتت أكثر سعادة مقارنة مع ما كانت عليه الحال عام 2011».



وتناول آلان جوبيه الذي شغل منصب وزير الخارجية بين 2011 و2012، علاقة فرنسا بزعماء المنطقة آنذاك، خصوصاً الرئيس المصري الأسبق حسني مبارك ونظيره التونسي زين العابدين بن علي، موضحاً أن باريس كانت تتمتع بعلاقات قوية مع نظامَي القاهرة وتونس.



وأضاف أن باريس غيرت سياستها بعد ذلك، بالتحول أكثر إلى توطيد العلاقات مع مكونات المجتمع المدني في هذه الدول، مشيراً في هذا الصدد إلى أنه توجه في مارس 2011 إلى القاهرة حيث قضى ساعات في ميدان التحرير بين مجموعات من الشباب «الثائر» تترواح أعمارهم بين 20 و30 عاماً.



توقعات وفشل

واعترف جوبيه بأن الحماس جرفهم في التعامل مع الأحداث آنذاك، موضحاً أنهم توقعوا أن هذه الحركات الشبابية ستغير التوازنات السياسية في جميع أنحاء منطقة البحر الأبيض المتوسط، لذا انخرطوا بقوة في تشجيعها ودعمها، مشيراً إلى تطابق وجهة النظر الأمريكية آنذاك مع هذا الخط، حيث تخلت واشنطن سريعاً عن بعض حلفائها في المنطقة.

وأكد أنه عندما يعيد الآن قراءة خطابه عام 2011، ويلقي نظرة على الوضع الحالي في المنطقة، يتأكد من أن «الفشل كان ذريعاً، لم يتحقق أي من الأهداف التي تم رسمها آنذاك»، معتبراً أن فرنسا حاولت مواكبة التحركات الرامية لتحرير أنظمة الحكم في هذه البلدان «لكن النتيجة كانت الفوضى».





«المعضلة الأزلية»

وقال جوبيه إن آفاق مستقبل المنطقة لا تبدو مشجعة، حيث يظهر الانسداد السياسي باعتباره السمة المسيطرة على المشهد في بعض الدول فيما تم تدمير بعضها بشكل كارثي، موضحاً بصراحة دبلوماسية «لست متأكداً من أن شعوب المنطقة أكثر سعادة اليوم مما كانت عليه قبل عقد من الزمن».

وقال إن الحكومات الأوروبية، وفي سعيها للتعامل مع دول المنطقة، تقع في فخ محاولة الدفاع عن القيم الديمقراطية من وجهة نظرها، ومن جهة أخرى البحث عن تحقيق الاستقرار السياسي وضمان المصالح الاقتصادية، واصفاً الأمر بـ«المعضلة الأزلية»، ومشيراً إلى أن العمل الدبلوماسي لا يخضع بالضرورة لمعايير الأخلاق.

وتطرق جوبيه الذي شغل كذلك، منصب رئيس وزراء فرنسا بين 1995 و1997، في المقابلة إلى تعامل السلطات الفرنسية في الوقت الحالي مع تنامي تيارات التطرف الديني في البلاد، مشيراً إلى أنه يجب على الجمهورية أن تكون صلبة مع رافضي خطاب الإصلاح ومكافحة التطرف وأن تعمد إلى إغلاق الأماكن الدينية التي تُبث منها الخطابات المناهضة للفكر الجمهوري.