الأربعاء - 17 أبريل 2024
الأربعاء - 17 أبريل 2024

احتيال باسم الجيش.. تحذير فرنسي من حسابات «الضابط المزيف»

احتيال باسم الجيش.. تحذير فرنسي من حسابات «الضابط المزيف»

جنود فرنسيون في الساحل الأفريقي. (رويترز)

نبه مسؤول عسكري فرنسي إلى تصاعد وتيرة استخدام صورة أحد ضباطه من قبل شبكات احتيال رقمي أجنبية بغرض فتح حسابات على شبكات التواصل الاجتماعي بهدف الإيقاع بضحايا من مختلف أنحاء العالم وخصوصاً من النساء.

ورصد تقرير لموقع «فرانس إنفو» الفرنسي الانتشار الواسع الذي حققته صورة أحد ضباط فيلق القوات الأجنبية في الجيش الفرنسي من خلال آلاف الحسابات المزيفة على مواقع التواصل الاجتماعي وتطبيقات المواعدة.

5000 حساب

وأوضح أن الصورة المذكورة تعود لرقيب سابق في الجيش يدعى مارين بورسيا، ويبدو فيها بلياقة عالية مرتدياً زياً عسكرياً، وتجاوز عدد الحسابات التي رصدها الجيش الفرنسي لـ«الضابط المزيف» 5000 حساب.

وأكد الناطق الرسمي باسم الفيلق الأجنبي الكابتن سيدريك لـ«فرانس إنفو» أنه تم فتح 2000 حساب على إنستغرام، و300 على فيسبوك، و500 على تيك توك، فيما توزعت البقية بين تطبيقات للمواعدة وشبكات اجتماعية أخرى.

وقال الموقع إن القائمين على الشبكات، التي يعتقد أنها تعمل أساساً، من دولة ساحل العاج، يستهدفون بشكل خاص النساء، من خلال قصص وعمليات احتيال وابتزاز للحصول على مبالغ بآلاف اليوروهات.

وأشار إلى أن المحتالين يعمدون إلى التواصل مع الضحية المحتملة، غالباً من أجل تكوين علاقة رومانسية افتراضية، وبعدها ينتقلون إلى مرحلة طلب تحويل الأموال باستخدام عدة حجج ووثائق مزيفة.



شهادة كارولينا

ونقل الموقع شهادة شابة فرنسية ـ يونانية تدعى كارولينا، كانت إحدى ضحايا «الضابط المزيف» حيث أرسلت لشبكة الاحتيال على مدار أشهر أكثر من 5000 يورو، بعد أن أطلعها «الضابط» على صعوبات يواجهها في الميدان، مدعياً أنه يعمل في محاربة جماعات التطرف في الساحل الأفريقي.

وقالت كارولينا «طلب مني المال من أجل أن يؤمن عودته إلى باريس بعد 18 شهراً من الخدمة في مالي، وأحياناً من أجل شراء الوجبات من مطعم محلي، أو لدفع تكاليف العلاج في المستشفى بعد تعرضه لطلق ناري».

وأوضحت الشابة إنها أصرت لاحقاً على محادثة الضابط عبر الهاتف، ليقبل بشرطِ أن تحوّل له مبلغ 700 يورو لسداد غرامة عسكرية فرضت عليه بسبب استخدام الهاتف.

صورة الرقيب السابق مارين بورسيا.

الحقيقة

وتواصلت كارولينا مع «فرانس إنفو» لتروي قصتها بعد أن تأكدت أن الأمر خدعة إثر مشاهدتها تقريراً تلفزيونياً حول ظروف الجنود الفرنسيين في الساحل الأفريقي، حيث تأكدت أن الجندي في العملية الخارجية يبقى في الميدان لمدة 4 أشهر، وليس 18 كما ادعى عشيقها الافتراضي، كما أن الجنود هناك لا يذهبون إلى المطاعم، وأن الجرح الناتج عن طلق ناري يتم علاجه من قبل دائرة الصحة بالجيش في الموقع قبل الإخلاء إلى مستشفى عسكري.

وأكدت الضحية بندم، أن «زي الجيش الفرنسي منحها الثقة في التعاطي مع صديقها الافتراضي».

وأكد الناطق باسم الفيلق الأجنبي أنه يتلقى أسبوعياً من 4 إلى 5 مكالمات من طرف ضحايا من نوع «كارولينا»، مشيراً إلى أن الشبكات الاحتيالية تبذل جهوداً خارقة من أجل الإيقاع بمزيد من الضحايا من خلال هذا النوع من الصور.

وتعود الصورة المذكورة إلى عام 2017، حيث إن الضابط الحقيقي صاحبها، غادر الفيلق الأجنبي عام 2018، بعد انتهاء عقد مدته 5 سنوات.

ووفقاً للكابتن سيدريك فإن أصحاب الشبكات الاحتيالية في ساحل العاج، مثلاً، يخصصون مقاهي إنترنت بأكملها لهذا النوع من عمليات الاحتيال.